الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نوب الهلع الليلية عند الأطفال

مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)

2020 / 11 / 28
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


ملخص من إعداد فريق دار الأكاديمية لمحاضرة قدمها مصعب قاسم عزاوي في المنتدى الثقافي في لندن.

أولاً: حقائق عامة
تتميز نوب الهلع الليلية عن الأطفال عن الكوابيس بأنّ الطفل يستيقظ حين حدوثها متحفزاً من نومه ومصاباً بحالة من الهلع والاضطراب، ولكن دون أن يستطيع الطفل استذكار أو استحضار حالة تشبه الحلم السيئ أو حتى ذكر سبب معين لخوفه واضطرابه، بالإضافة إلى أنّ الطفل ينسى هذه الحادثة ولا يتذكرها لاحقاً. ولا يمكن الإشارة إلى أنّ طفلا ما يعاني من نوب الهلع عند الأطفال إلا في حال تكرر هذه الحالة لمرات متعددة ولفترة أكثر من ثلاثة أشهر، وبشكل مقلق للأهل وإزعاجاً للطفل من خلال إنقاص كمية النوم الملائمة لحاجاته الفيزيولوجية.
تشيع هذه الاضطرابات عند الأطفال الذكور أكثر من الإناث وتصيب تقريباً 1% من مجموع الأطفال .

وغالباً ينصرف هذا الاضطراب لوحده في سن الرشد، وفي معظم الأحيان تحدث نوب عرضية له خلال السنين الأولى لمرحلة الرشد، ليتلاشى بعدها بشكل عفوي ودون أي عقابيل على صحة الطفل النفسية.

ثانياً: العوامل المؤهبة لنوب الهلع خلال النوم
أ ـ شعور الطفل بانعدام الأمان المعنوي الأسري، وخاصة من جهة وجود خلافات مستمرة بين الأبوين ومتابعة الطفل لها بشكل يدخله عنوة ضمن خضمّ الصراع العائلي الملموس والمعنوي.
ب ـ شروط النوم الخاطئة بشكل لا يلبي حاجات الطفل الفيزيولوجية، كالنوم متأخراً أو النوم بشكل متقطع أو التواجد ضمن بيئة ملوثة بالضجيج خلال النوم خصوصاً أو حتى خلال يقظة الطفل نهاراً .
جـ ـ شرب كميات كبيرة من المنبهات وخاصة القهوة والكاكاو، وخاصة في ساعات الليل المتأخرة .
د ـ تناول الطفل لأدوية معينة دون استشارة الطبيب، حيث يكون لبعض منها تأثير جانبي في زيادة الأهبة لحدوث نوب الهلع الليلية عند الأطفال.

ثالثاً: المظاهر العامة للطفل المصاب بنوب الهلع الليلية
أ ـ يكون الطفل طبيعياً في حياته العادية، مع ميل واضح لديه لأن يرتكس بشدة لأي عوامل مقلقة يمكن أن يتعرض لها في حياته، ويبدو ميالاً للانفعال العاطفي بشكل مبالغ به أحياناً يصل إلى القلق الهذياني في بعض الأحيان.
ب ـ تكون نوبة الهلع على شكل هجمة مفاجئة تقطع نوم الطفل وخاصة في الطور الثلث للنوم (أي بعد مرور ساعة إلى ساعتين تقريباً من إغفاء الطفل)، ويبدو الطفل في أوجها متيقظاً بشدة، وخائفاً إلى درجة الرعب، وقد يتعرق الطفل عرقاً بارداً ويشحب لونه، مع استجابة قليلة للحديث مع الأهل وانخفاض في مستوى استيعابه للكلام الموجه إليه، ودون أن يذكر أي إشارة لسبب موضوعي لخوفه، أو كوابيس عانى منها أو حتى أطياف أو رموز أو صور مزعجة مرّت خلال نومه.
جـ ـ قد تتشارك هذه الحالة مع اضطرابات أخرى مثل المشي خلال النوم.

رابعاً: سبل العلاج لنوب الهلع الليلية عند الأطفال
أ ـ يجب توجيه العلاج أولاً لتلافي الأسباب المؤهبة لمثل هذه الاضطرابات والتي يمكن تلافيها بسهولة مثل تحسين شروط النوم بالنسبة للطفل من الناحية العامة المتعلقة بتوقيت النوم والمكان الذي ينام به، وعدم وجود ضجة يمكن أن تقطع عليه نومه، والحرص على التوازن النفسي المرهف للطفل من خلال عدم إدخال الطفل في الخلافات بين الأبوين.
ب. دعم ثقة الطفل بنفسه، وتعزيز فرص الاندماج الاجتماعي عنده ممّا يسهم في خلق حالة من حالات الرضا النفسي والسعادة التي تنعكس في الجهاز العصبي المركزي بإفراز هرمونات عصبية ترسخ حالة من حالات الاستقرار في الدماغ وتقلل من إمكانية الوقوع في اضطرابات القلق ومفاعيلها من قبيل نوب الهلع الليلية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الهولندية تعتدي على نساء ورجال أثناء دعمهم غزة في لاه


.. بسبب سقوط شظايا على المبنى.. جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ت




.. وزارة الصحة في غزة: ما تبقى من مستشفيات ومحطات أوكسجين سيتوق


.. مسلمو بريطانيا.. هل يؤثرون على الانتخابات العامة في البلاد؟




.. رئيس وزراء فرنسا: أقصى اليمين على أبواب السلطة ولم يحدث في د