الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نخوة الأمة بين الماضي والحاضر

محمد الحاج ابراهيم

2006 / 7 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


امتحانات هذه الأمة قديمة جدا،ففي الجاهلية كانت أمتنا عبارة عن قبائل متناحرة ما أن تتعرض إحداها لعدوان خارجي حتى تتحد هذه القبائل لمواجهة التحديات، فتلغي أو تؤجل الخلافات بينها حتى إنجاز مهامها بمواجهة المخاطر،لكن في عصرها الحديث أي منذ أن بدأ استقلال أقاليمها القطرية في مرحلة ما بعد الاستعمار ،واجهت هذه الأمة تحديات حديثة بدأت باحتلال فلسطين من قِبَل أسقط شعب عرفه التاريخ أخلاقيا،يُقيم حياته الثقافية والفكرية والسياسية على عقيدة العدوان، والقتل، والحرق، والتدميرللأغيار، وتبرير العيش على حساب الآخر،فخاضت هذه الأمة:
-أولى معاركها كانت عام 1948/معركة الجيوش العربية والمتطوعين العرب ×اسرائيل/مع هذا الشعب القادم من أصقاع الأرض ليُقيم دولة نشأت على القتل والاغتصاب، مدعومة من الغرب المُتصهين الذي يُعتبر حسب التصنيف اليهودي مواطنين من الدرجة الثانية، أو ما يُسميهم الحاخامات بأنصار اليهود.
-المعركة الثانية عام 1956/معركة مصر×ثلاث دول/،وهو ما يُعرف بالعدوان الثلاثي على مصر، الذي شارك فيه إلى جانب اليهود كل من فرنسا وإنكلترا.
-المعركة الثالثة كانت عام 1967/معركة العرب×اسرائيل والغرب،المعروفة بنكسة حزيران.
-المعركة الرابعة كانت عام 1973/معركةمصر وسوريا وكتائب عربية×اسرائيل والجسور الجوية الغربية/.
-المعركة الخامسة كانت عام 1982/معركة سوريا ولبنان×اسرائيل/عندما اجتاحت اسرائيل لبنان.
-المعركة السادسة احتلال العراق عام2003.
-المعركة السابعة تموز2006في لبنان/المعركة التي يخوضها لبنان المتمثل في المقاومة× اسرائيل/.
مقارنة موجزة بين 1948و2006:
إسرائيل بدأت عصابات قتل وتدمير في عام 1948أو قبله بقليل، وفي العام 2006صارت تملك 200رأس نووي،وصارت دولة لها شروطها بالتفاوض مع العرب.
العرب بدأو دولا وجيوش نظامية في عام 1948 ،وفي العام 2006لا تملك أية دولة عربية أي أثر لسلاح نووي يتوازن نوويا مع ما تملكه اسرائيل.
إيران خلال السنوات المعدودة الأخيرة وهي عدوة إسرائيل وأمريكا،استطاعت تحقيق قفزة نوعية بالتصنيع الحربي، والمدني، والاقتصاد، وفرضت نفسها كقوة لها احترامها في المسرح الدولي، كونها أدركت أن البناء الذاتي وصناعة القوة هو المهم قبل التفاوض.
المعركة السابعة تخوضها الأمة اليوم على الجبهة اللبنانية الفلسطينية مع القوات المحتلة لفلسطين، وينوب عنها لبنان بمقاومته،لكن بقية أعضاء الجسد العربي الرأسي لم يُدرك/أو أنه يتجاهل/معركتها في الجنوب اللبناني،بينما الجسد العربي الشعبي يغلي ويتحسر على تخاذل أصحاب الياقات والعقالات.
الرئيس الإيراني يتصل بالرئيسين لحود والأسد داعما لبنان في معركته،وسوريا كونها تُمثّل العمق الاستراتيجي للعدوان،ولم يتصل أي عضو(من بني عريب) رأسي من الجسد العربي للدعم أو التعويض عن الخسارات المادية الناتجة عن الغارات الإسرائيلية على مواقع مختلفة من لبنان،وبالأخص الأثرياء منهم،الذين يُقيمون المشاريع ويتبرّعون من أرباحها لمنظمات عالمية تضخها في إسرائيل تعويضا عن كل قذيفة تصرفها قتلا وتدميراً للشعبين اللبناني والفلسطيني.
في الجاهلية لم يكن لقائد أو أمير أن يتجاهل ما تتعرض له قبيلة عربية أخرى، لأن النخوة العامة تعزله، أما اليوم ما الذي تغيّر حتى يفقد أعضاء الجسد الرأسيين نخوتهم؟، وذلك حين يتعرض عضو من هذا الجسد للعدوان،بالطبع ليس غريبا هذا الموقف، فهو سبق وحدث أثناء الغزو الأمريكي للعراق الذي يُمثّل أحد أعضاء الجسد، فيطلب من بقية أعضاءه السهر والحُمّى، لكن لا سهر لأنهم نيام، ويشتد النعاس عندهم في مثل هذه التحديات،ولاحُمّى لأن النخوة العربية عند هؤلاء صارت(دقّه قديمه) وهم عصريون .......رحم الله ابن خلدون فقد اكتشفهم منذ زمانه حين بدأ الكتابة عن التحلل والضياع لجيل القصور البعيد عن الجهد والبذل والعطاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية