الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أثينا بين الصمت والهذيان

عبد السلام الزغيبي

2020 / 11 / 29
الادب والفن


عبدالسلام الزغيبي

بدأت عتمة ليلة السبت تخيم على كل الأشياء لتصبغها باللون الأسود. لا شيء سوى الظلام. هناك صمت مريب حقاً. لا صوت لخطوات المارة، لا هدير الدرجات النارية، لا نباح كلاب، ولا صراخ الأطفال، ولا حتى

مواء قطط، الجميع دخل في صمت مريب. صمت قلق مفتوح على كل الاحتمالات. حتى أكثرها سيريالية. صمت يشبه خواء المقابر.
مددت رأسي من شرفة الشقة مرة بعد أخرى. لا إثر للحياة. أين ذهب الناس. ما الأمر تسألت. ما الذي حدث ليشهد شارعنا كل هذا الصمت؟ حتى الشباب الأفارقة الذين يقطنون في الطابق الأرضي من البناية.

المعروفين بلهوهم وصخبهم وحوارتهم الحادة ومشادتهم المتواصلة. غابوا فجأة عن المشهد. كأنهم اختفوا تماما. شاشة التلفزيون مضاءة، ومذيع النشرة اليونانية بهندامه يعلن عن ارتفاع حالات إصابات جديدة في

فيروس كورونا، كأنه يعيد نشرة أخبار يوم أمس. أو أمس الأول، لا شيء تغير سوى عدد الإصابات. انتقل من محطة إلى أخرى. لكن صورة المذيع وهو يتلو الأخبار تبقى هي ذاتها. معقولة. ما حقيقة الأمر. يبدو أن

الحياة أصيبت بالهذيان.
فتشت عن منفذ للهروب من صورة المذيع وهو يعدد حالات الإصابة بفرح غامر. قررت أن أشاهد فيلماً كوميدياً يونانياً بالأبيض والأسود. فجأة طل المذيع ممثلاً في الفيلم القديم. ودوره يقتصر على قراءة حالات

الإصابة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب


.. فيلم سينمائي عن قصة القرصان الجزائري حمزة بن دلاج




.. هدف عالمي من رضا سليم وجمهور الأهلي لا يتوقف عن الغناء وصمت


.. اختيار الناقدة علا الشافعى فى عضوية اللجنة العليا لمهرجان ال




.. صباح العربية | نجوم الفن والجماهير يدعمون فنان العرب محمد عب