الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اساطير و خذعبلات حول بعض القبائل العربية في السودان

عبد الرافع كمال

2020 / 11 / 29
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


سوف نتناول في هذا الصدد بعض من الاساطير و الخذعبلات المحلية و التي يتم تداولها حول بعض القبائل العربية و من ثم العمل علي تبيان زيفها و انخداع الكثيرون بها .
.
-$- حول الجعليين :
هنالك عدد من الاساطير و الشبهات التي سيقت ضد الجعليين و ابرزها .
.
& ان ام الجعليين دينكاوية اي تنحدر من قبيلة الدينكا .
& ان اصل الجعليون من الدينكا .
& ان المك نمر من قبيلة الشلك .
& ان الدينكا هم في الاصل جعليون.
& ان الجعليون الاصيلون قد تمت ابادتهم و ان الموجودون هم عبيدهم و حاشيتهم اصبحوا يسمون انفسهم بالجعليون .
& ان الجعليون اصلهم من الدينكا و انهم غير عرب .
& ان الجعليون الحاليون هم احفاد الانجليز و الترك الذين قتلوا الرجال و اغتصبوا نساءهم و انجبوهم .
.
هذه الخذعبلات و الاساطير يتم تداولها بأستمرار في المجتمع نسبة ل أنعدام المعين الذي من خلاله يحصل الانسان علي المعرفة العلمية ، و لشيوع التفكير الاسطوري " ميثولوجي "
.
فالخذعبلات التي تريط بين الجعليون و الدينكا ترجع الي وجود علاقة تربط ما بين القبيلتين و العلاقة هي ان هنالك فرع من فروع الدينكا منحدرون من اصل جعلي ، الا و هم الدينكا العالياب او الالياب .
فدينكا " العالياب " و هم فرع هام من فروع الدينكا ينتسبون في الاصل الي سلف قدم من منطقة العالياب مهاجرا الي الجنوب ليتزوج جنوبية و ينجب زرية تتحدث بلغة الدينكا مما اطلق عليهم اسم " الدينكا العالياب .
فدينكا عالياب هم في الاصل عرب جعليين و لكن تم تصنيفهم كدينيكا حسب اللسان .
و لعل انتساب هولاء الي جعل هو ما دفع المجتمع العربي الي صياغة الاساطير السابقة لكي يبرروا واقع وجود دينكا ينسبون انفسهم الي جعل .
فهذه الاقاويل لا تصح ، اذ ليس هنالك تقارب مكاني او ثقافي او ديني بين القبيلتين .
فالجعليون قبيلة عربية تنتسب الي غنيم المنسوب ل ابراهيم جعل المنسوب الي العباس بينما ينتسب الدينكا الي دينق " سلف افريقي " .
الجعليون مسلمون اما الدينكا فهم مسيحيون و وثنيون .

.
اما الخذعبلات التي تثار حول ان المك نمر من قبيلة الشلك ، فهذا قول
غريب و شاذ و لعل نشوء هذا القول جاء في اطار تبرير علاقة الجعليون بالدينكا و الجنوبيون
و المك نمر هو في الحقيقة كان جعلي من السعداب ، و قيل من النفيعاب و لكن الارجح انه جعلي و لا صلة له بالشلك .
فهذا قول لا اساس له من الصحة بتاتا .
.
اما القول بأن اصل الجعليون الاصليون قد تمت ابادتهم و ان من يقولون انهم جعليين هم في الاصل رقيقهم .
فهذا قول واهي ، لأن رقيقهم كانوا افارقة و سحنتهم زنجية خالصة و ان الجعليون الموجودون الان ذو سحنة خليطية بين السحنتين العربية و الزنجية .
و هذا القول تمت صياغته بدافع الحقد علي الجعليين .
.
اما القول بأن الجعليون هم احفاد انجليز و ترك .
و هو ايضا قول مكذوب و الدليل هو ان سحنة الجعليون لا تشبه سحنة الترك و لا الانجليز .
و كتب التاريخ لم تثبت ان الحملات الدفترداية قد استأصلت الجعليين من اساسهم ،
فحملات الدفتردار ابقت جزء كبير منهم و هولاء الذين يقولون عن انفسهم بالجعليين هم بقايا من لم يطالهم سيف الدفتردار .
و كل هذه المقولات صيغت بدافع باطني الا و هو الحقد الشديد علي الجعليين و الرغبة في الانتقام منهم و ذلك بسبب نزعتهم الشديدة للتفاخر .
.
-$- شبهات اخري :
& ان اصل الشوايقة هم من الفولاني .
& ان اصل الشايقية هم نوبيون و انهم قد استعربوا .
& ان اصل المسلمية فولاني .
& ان البديرية اصلهم من رقيق اليمن .
& ان رافع جد الرفاعيين و رازق جد الرزيقات و عامر جد البنو عامر هم اخوان :
.
اما ما يحكي حول الاصل الفولاني لقبيلة المسلمية فهو قول خرافة محلية شاغت بين الناس و السبب في شيوعها هو اسم " مسلم " جد المسلمية و هو اسم كثيرا ما ينسمي به ابناء الفولاني في السودان ، الامر الذي دفع البعض الي اطلاق هذه الاسطورة .
فجميع كتب الانساب تشير الي ان المسلمية يرجع اصلهم الي بني تيم و هم فرع من قريش ، و هو الفرع الذي ينتسب اليه ابوبكر الصديق .
.
اما فيما يتعلق بأصل الشايقية من اساطير فهذا قول لا يدعمه اي مصدر ، فجميع المصادر تنسب الشايقية الي ابراهيم الملقب بجعل
اما القول بأنهم نوبيين و استعربوا فالقبائل النوبية في الشمال كالمحس و الدناقلة و الحلفاوة مهما بالرغم من تعرضها للأستعراب الا انهم ما ذالوا محتفظين بموروثهم الثقافي و لغتهم النوبية ، فالشايقية لو كانوا كما قيل لكانوا قد احنفظوا ببعض من التراث النوبي و انتسبوا الي النوبة ، و لكن لا يوجد شايقية يتحدثون بالنوبية او ينتسبون الي النوبة .
فالارجح ان الشايقية هم عرب من القبائل الجعلية .
.
اما فيما يتعلق بنسب البديرية و هذا قول نشاذ رائج في المجتمع السوداني لا يستند علي اي دليل .
فجميع الادلة تثبت ان البديرية هم قبيلة جعلية تنتسب الي ابراهيم " جعل " .
.
اما فيما يتعلق بالشبهة الخامسة . و التي تجمع بين ثلاثة قبائل و هي الرفاعيين و الرزيقات و البنو عامر .
فهذة المقولة لا تصح .
فالرزيقات مثلهم مثل بقية القبائل العربية التي قطنت غرب السودان ، فأغلبية القبائل العربية التي قطنت غرب السودان هي قبائل من اصل جهيني ، و دخولها للسودان جاء عبر دولة تشاد و ليبيا و لديهم وجود مشترك في دولة تشاد و هذا اكبر دليل علي كذب هذه القول .
اما الرفاعيين فهم ينتسبون الي الحسين بن علي بن ابي طالب .
اما البنو عامر فهم مختلف علي اصلهم هل هم بيجا ام عرب ام تغري . فهذا امر مختلف عليه .
فهذه القبائل الثلاثة لا تجمعها لا جغرافيا موحدة ولا ثقافى موحدة ، فالقول برجوعها الي اصل مشترك لا يصح .
.
ما سبق هي عينات للخذعبلات التي تسود في مجتمع القبائل العربية في السودان . يجئ ذلك و كلنا املون في بناء مجتمع خال من التفكير الميثولوجي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي