الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدور الإيراني في العراق

حمزة الكرعاوي

2020 / 11 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


نظام ولي الفقيه إنتهى لو لا الحماية الغربية ، نظام في العالم الثالث منهك حد اللعنة ، لكن صانع القرار الامريكي الاسرائيلي لا يسمح بسقوطه ، الهشاشة داخل النظام ، عمره الافتراضي إنتهى ، العالم النووي قتل تحت رقابة الكاميرات وببث مباشر ، لايعرفون الجهة المنفذة لعملية الإغتيال ، وإحتمال كبير أن نظام ولي الفقيه تخلص منه ، وترجيح هذا الاحتمال ، المشاكل التي يعيشها النظام الايراني ، سواء كانت الخارجية أو مشاكله الداخلية .
هناك إحتمال قوي جدا ، أن تصفية العالم النووي ( محسن فخري واده ) جاءت ضمن صفقة مع الغرب للتخلص منه ، على نفس الطريقة التي تخلصوا بها من قاسم سليماني .
قاسم سليماني قتل بموافقة نظام ولي الفقيه ، السياق ومجريات الأحداث تكشف أن النظام الايراني سمح لأمريكا بتصفية قاسم سليماني ، بسبب كثرة المشاكل الداخلية ، وعندما تنفجر مشكلة داخل النظام ، يتحول كل النظام إلى ركام ، المعروف أن التعويل على إنهيار النظام الديني داخليا ، وعملية الإنهيار هذه مسألة وقت ، لأن الشعب الإيراني لا يتحمل أكثر من أربعين عاما من مصادرة الحريات والقمع والإعدامات ، الشتائم للنظام ورموزه تملأ الشارع الإيراني وحرم الجامعات .
إيران ضعيفة لأنها ليست دولة مؤسسات ، ولا هي دولة غنية ، دولة من العالم الثالث ، الخطأ الذي إرتبكته إيران ولاية الفقيه في المنطقة العربية ، أنها جاءت بأمريكا لتكون على حدودها مع أفغانستان والعراق ، وهذا خطأ إستراتيجي قاتل ، أنها ساهمت بإحتلال العراق ، دون أن تعي خطأها الكارثي عليها وعلى المنطقة العربية ، وبجلبها للولايات المتحدة الأمريكية أدخلت إسرائيل إلى العراق وإلى أراضيها ، دفعت غلمانها في العراق ( أحزاب الشيعة للتحالف مع أطراف متحالفة مع الدولة العبرية ) ، فلا تلوم إيران إلا نفسها عندما أوصلت أمريكا وإسرائيل الى حدودها .
إيران ساهمت بأن يكون العراق دولة شديدة الفساد على حدودها ، وعندما تساهم في إفساد دولة على حدودك ، فأنت مهدد ، فما بالك وأنت تصنع الفساد ؟.
نظام ولي الفقيه في طهران جعل العراق دولة فاسدة بطريقة غير مسبوقة ، وهذا هو الخطأ الإستراتيجي القاتل ، أنك تساهم بجلب دولة إحتلال على حدودك ، وتصنع الفساد في العراق .
نظام ولاية الفقيه دائما يرتكب الأخطاء القاتلة ، وهذا غباء وسذاجة سياسية ، مع الوقت تتشابه حالة الفساد في العراق مع فساد دولة الولي الفقيه في إيران ، لأن من يصنع الفساد ماهو إلا مشروع فساد بالقوة والفعل ، ولأن إدارة الفساد في العراق هي نفسها في إيران .
نظام ولي الفقيه الذي جعل من هادي العامري أداته في العراق ، وممثلا له ، يشبه في تفكيره وعقله العامري ، سواء كان خامنائي أم غيره من رموز النظام ، لأنه إختار أدوات غبية ومنحطة من أمثال مقتدى الصدر وعمار الحكيم ونوري المالكي ، وزعماء مليشيات لاتعرف غير القتل ولسطو المسلح .
عملية تشخيص أخطاء نظام ولي الفقيه ، لا تحتاج إلى عقول جبارة لتصل إلى هذه الحقيقة ، وهي تخبطه وإخطاءه الإستراتيجية الكارثية ، خسر النظام حاضنته الشيعية العراقية التي كان يتغذى عليها ، ولو لا حاجة أمريكا لوجود نظام ولاية الفقيه في طهران والعراق ، لرفعت عنه يدها وغطاءها ، وسقط ، لأن دولة الملالي جبانة بنظامها الديني .
لو تخلى الغرب عن دور إيران في المنطقة العربية ، لم يبق مليشياوي واحد في العراق أو سوريا واليمن ولبنان ، ستنهار كل منظومة المليشيات ، والدليل على إمساك الغرب بنظام ولي الفقيه ومليشياته ، تلك الاجتماعات الإسبوعية بين عمار الحكيم وسفيري أمريكا وبريطانية في بغداد .
العراق يدار من قبل الغرب بشكل مباشر ، وما إيران إلا أداة غربية في العراق ، فدولة مثل العراق لايمكن للغرب تركها لإيران ، لكن هناك محاولة غربية لتسويق إيران على أنها توازي النفوذ الأمريكي في المنطقة العربية والعراق خصوصا ، وهذه إكذوبة .
ماهي قوة وقيمة إيران حتى تكون موازية للنفوذ الغربي في العراق ؟.
الغرب بحاجة لإيران في العراق والخليج ، وأمريكا لا تسمح بتهشيم نظام طهران ، لحاجتهم إليه ، يريدون إيران أقوى من دول الخليج والعراق ، حتى تشكل مصدر تهديد للمنطقة العربية ، والغرب دائما يريد إيران مصدر تهديد للعرب ، ولهذا حافظوا على بقاء نظام ولاية الفقيه متماسكا .
الإدارات الأمريكية لا تسمح بقتل الدور الإيراني في العراق ، ولا حتى إسرائيل يصل بها الجنون أن تضحي بدور إيران في المنطقة العربية ، لن يفرطوا بدور إيران .
إيران ( الإسلامية ) تمثل تهديدا للمنطقة العربية برمتها ، إستنزاف دائم لموارد الخليج والعراق ، وفرص إبتزاز لدول المنطقة بإستمرار ، ولو لا إيران لم تتمكن إسرائيل من الوصول إلى عقد إتفاقيات التطبيع مع دول الخليج ؟.
إيران أوصلت المنطقة العربية إلى الحد الذي لايوجد أي خيار عدا حضن تل أبيب ، وأشغلت المنطقة بها عن الدور الإسرائلي ، عبر التهديد المستمر ، بواسطة مليشياتها في كل مكان .
الغرب لم يكن ساذجا إلى درجة التضحية بمصدر تهديد إيراني يوفر لشركات النفط العالمية فرص إبتزاز المنطقة العربية ، والسيطرة على ثرواتها ، وهذا الدور هو نفسه الذي تلعبه الدول الغربية في العراق ، تهديد السنة بمليشيات الشيعة ، والشيعة بداعش .
كل إسبوع يصرح قائد عسكري إيراني بتهديد المنطقة ومحو إسرائيل من الوجود ، وماهي إلا تهديدات فارغة ، لأن إيران أضعف من أن تشن حربا بسبب العامل الإقتصادي المتدهور ، ومشاكلها الداخلية التي تحاول تصديرها الى الخارج .
صعف نظام ولاية الفقيه ، لانه بدون نوايا صادقة ، وهذا سر هزيمة ايران ، التي لاتتحمل أي حرب ، فهي تلجأ إلى إستخدام مليشيات من المرتزقة ، وهذا ليس فخرا لجيشها ، وبتمويل عراقي مسروق .
نفوذ إيران ليس بقوتها العسكرية كما تزعم ، ولا بإقتصادها ، ولا بسياستها لإقناع شعوب المنطقة ، بل بمليشيات تزعزع الأمن والاستقرار .
نظام إيران الديني مبني على أسس غير إصولية ، وهذا التأسيس لا يصنع دولة مؤسسات ، بقدر ما يهشم الدولة التي يديرها ، وهو نظام بالأساس يشكل تهديدا للدولة الإيرانية نفسها ، ويشتغل على تشهيم مؤسساتها .
تهشيم الدولة الايرانية مسألة وقت ، يقوم بها نظام ديني متخلف ، لا أن أمريكا هي التي تسعى لتدمير إيران .
في حالة سقوط نظام ولي الفقيه في إيران ، سيكون حجم الدمار كارثيا ، فضلا عن حجم الضحايا من الناس ، والإنهيارات المكلفة ، و الخراب في العراق بالنسبة لذلك لا شيء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيارة الرئيس الصيني لفرنسا.. هل تجذب بكين الدول الأوروبية بع


.. الدخول الإسرائيلي لمعبر رفح.. ما تداعيات الخطوة على محادثات 




.. ماثيو ميلر للجزيرة: إسرائيل لديها هدف شرعي بمنع حماس من السي


.. استهداف مراكز للإيواء.. شهيد ومصابون في قصف مدرسة تابعة للأو




.. خارج الصندوق | محور صلاح الدين.. تصعيد جديد في حرب غزة