الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل اصبحت الحرب مع ايران قدرا … لا مفر منه ؟

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

2020 / 11 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


لقد بدءت ريح الحرب تملأ الشراع ، وتزفر انفاسها العطنة … واخذت السنة اللهب تولد من جديد ، لتقذف بمنطقتنا في اتون المجهول … لتذكرنا بحروب المنطقة الكبرى في القرن التعيس الماضي ! كأننا مقدر لنا بان نسبح وسط نهر من الدماء ، لا يتوقف عن الجريان في حياة لا تكف لهاثاً ، ولا تعرف هدوءً ، في كون مختل الموازين !
هل متلازمة تحريك القاذفة الاستراتيجية B 52 الى المنطقة ، ومجموعة حاملة الطائرات نيمتز ، واغتيال العالم النووي الايراني محسن زادة جاءت دونما سبب ؟ والذي صب اغتياله الزيت على النار المشتعلة ، وقد يكون الصاعق لهذه الحرب ان تجرأت ايران ، وقامت برد فعل ثأري منتظر من اي نوع ، ليكون مبررا لشن حرب كبرى عليها ، وهو ما تخشاه القيادة الايرانية المحصورة بين عجز الرد ، ومهانة الحادث الجلل ، ان مر دون رد مناسب يشفي غليلها ، و يحفظ لها كرامتها المهانة ، امام شعبها ، ومن هم على خطها ؟
هل سيكون كل ذلك ، وما كان مخفيا … جزءً من صراع محتدم بين ارادتين متنافرتين ، قد يكون هذه المرة مقدمة الى صدام حتمي حارق كالجحيم ، بعد ان مضى الشطر الاكبر من المهلة القصيرة المتبقية لادارة ترامب المتهورة ، والعازمة - لحسابات معينة - فيما تبقى لها من وقت على فرض هيبة القوة الامريكية ، وكبريائها المهان في المنطقة من قبل ايران ، والميليشيات التابعة لها في العراق ، وغيره … لتكون فرصة ربما لن تتكرر ، لتدمير قدرات ايران النووية ، وكسر شوكت اذرعها الاخطبوطية في المنطقة ، لارضاء ، وتطمين الحلفاء القلقين من تمدد ، وتنامي القوة العسكرية الايرانية ، واهمهم الشريك الاستراتيجي اسرائيل ، الدافع ، وربما المشارك في هذه الضربة … خاصة بعد تبديد الوقت ، والجهد في عقوبات اقتصادية امريكية لا طائل منها ، اثبتت فشلها ، بالرغم من قسوتها في ان تُحدث شرخا في العناد التاريخي الايراني المعروف !
ام هي مجرد لعبة حرب نفسية القصد منها بث الرعب في فرائص الايرانيين ، وغيرهم … لتذكيرهم بقوة المارد الأمريكي المدمرة ، وما سيناريو العراق ببعيد عن الذاكرة ، او ربما لتحريك المياه الآسنة لممارسة مزيدا من الضغط ، للحصول على تنازلات قد تؤدي الى التفاوض من جديد على شروط اخرى ، قد تراها امريكا مناسبة - في ادارة ترامب او خلفه بايدن - لتقليم المخالب الايرانية النووية ، والصاروخية بالخصوص دون حرب ، لا يمكن التحكم في مسارها ؟
الموقف لا يخلو من غموض ، وخطورة خاصة بعد التهديدات الايرانية الى كل القائمين باغتيال محسن زادة ، ومن اعطى الامر بذلك في اشارة واضحة الى اسرائيل ، المستفيد الاول من الاغتيال ، وما قد يُحدثة من رد فعل قد يُخرج الامور عن نصابها ، ويوجهها وجهة اخرى غير متوقعة ! ولا يمكن عندها التكهن بالهزات الارتدادية الكارثية التي ستصاحب اي فعل صدامي بين الطرفين ، وما بعده ، اذا كانت ريح الاحداث قد غيرت اتجاهها الى اماكن اخرى خطيرة ليست في الحسبان ، خاصة اذا وقعت إيران في احضان اليأس ، وحقيقة تفاوت القوتين الهائل ، الذي قد يدفع بها الى اشعال المنطقة المشتعلة اصلا ، وعلي وعلى اعدائي !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معاناة متفاقمة للفلسطينيين وتعثر التهدئة بسبب مواقف نتنياهو 


.. مصرع المئات بعد فيضانات مدمرة في أفغانستان ?




.. مشاهد لنسف الجيش الإسرائيلي بقايا مطار ياسر عرفات الدولي شرق


.. حزب الله: هاجمنا 3 أهداف إسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة وثك




.. يوم ملتهب في غزة.. قصف إسرائيلي شمالا وجنوبا والهجمات تصل إل