الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحفيون المصريون ما بين - فسادومتر - رجال الاعمال وحقوق المجتمع

محمد منير

2006 / 7 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


انتشرت فى مصر موضة اتهام الصحفيين بالفساد والابتزاز .. وتجلت هذه الموضة بوضوح بين البعض من رجال الاعمال الذين يعملون فى كل انواع الاعمال .
والحقيقة أن الحملة التى قادها البعض من هؤلاء كانت حملة منظمة بدرجة تثير الاعجاب ، حيث نجحوا فى اختلاق الاسانيد التى يبنون عليها اتهاماتهم للجماعة الصحفية ومعظمها يدور حول الابتزاز والتعدى على حقوق المجتمع الخ .. ابتداء من الممرضة المسكينة التى شهر الصحفيون بسمعتها عندما نشروا خبر تعرضها للأغتصاب ونهاية بالتعديات على الذمة المالية لبعض من رجال الاعمال الكادحين ليلاً نهاراً من أجل الارتقاء بمعشوقتهم مصر " كما يقولون " .
تجاوزاً سأوافق على هذه الادعاءات ... فإذا كان هؤلاء يتحدثون عن فساد الجماعة الصحفية بما فيها مئات الصحف التى غزت الساحة الصحفية الاونة الاخيرة .. فعلينا أن نقف لحظة تعقل مشتركة لنناقش الامر من خلال عدة حقائق :
• الحقيقة الاولى : أن التحدث عن فساد الجماعة الصحفية لا يمكن قياسه ب" الفسادومتر " الذى يحمله رجال أعمالنا الشرفاء بعيداً عن تقدير معيار الفساد فى المجتمع كله فإذا سلمنا بإدعائاتهم واصبح التحدث عن بعض الصحفيين الذين خرجوا عن قواعد المهنة وتعرضوا بقصد أو بغير قصد للذمة المالية للبعض من رجال الاعمال يعنى من وجهة نظرهم فساد الجماعة الصحفية بإكملها واحتياجها لردع قانونى يضبطها ويحمى المجتمع منها .. إلإ أن هذه المعادلة وهذا القياس يطرح علينا سؤالاً آخر ما الذى يحتاجه المجتمع عند التحدث عن مئات من رجال الاعمال الذين هربوا بمليارات الجنيهات خارج البلاد وشردوا آلاف الاسر ، ماذا لو أخضعنا جماعة رجال الاعمال لوحدة قياس " الفسادومتر " التى تعاملوا بها مع الصحفيين هل ستكون النتيجة احتياج مصر لقانون يردعهم ويحمى البلاد منهم ؟ ....
• الحقيقة الثانية : أنه إذا كانت الفترة الاخيرة قد شهدت فوضى واضحة فى الساحة الصحفية ، فمرجع هذه الفوضى فى المقام الاول هو حالة الانهيار الحادثة فى المجتمع كله ، ومن ناحية ثانية فأن تاريخ هذه الفوضى انما يرتبط بشكل وثيق بفترة اقحام رجال الاعمال انفسهم داخل الحياة الصحفية وانفاقهم ملايين من الجنيهات على اصدرات صحفية جديدة لتصفية حساباتاهم مع بعض ، إذاً فبصمات رجال اعمالنا الشرفاء واضحة على حالة الفوضى التى يزعمونها فى الساحة الصحفية .
• الحقيقة الثالثة أن التوتر الذى اصاب البعض من رجال الاعمال لم يكن بسبب ما زعموه من التعرض لذمتهم المالية والتشهير بسمعتهم ، وانما الحقيقة أن تاريخ هذا التوتر مرتبط زمنياً بالفترة التى كشفت فيها صحف مصر الشريفة عن ظواهر النهب والسلب والتخريب التى يقوم بها البعض من رجال الاعمال .
• الحقيقة الرابعة : أن الحملة المغرضة التى حاولت التشهير بالجماعة الصحفية حاولت الاستناد على شهادات ادانة من داخل الجماعة الصحفية نفسها بل ومن بعض العناصر فى احزاب المعارضة على طريقة وشهد شاهد من اهلها ، وهذا مردود عليه بأن أى مغتصب منذ بدء الخليقة لابد له من طابور خامس من المستفيدين يمهد له الطريق ، وهو ما يجعل الامر طبيعياً وليس شهادة من اهلها .
واخيراً اقول أن الدعوة التى يجب ان يتبناها المجتمع هى حماية الجماعة الصحفية من المفسدين والفاسدين الذين يرون فى القضاء على الصحافة وسلب حق التعبير الطريق الامثل لنهب مصر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غانتس يهدد بانسحاب حزبه من حكومة الائتلاف ما لم يصادق نتانيا


.. مراسلتنا: استهداف موقع الرمثا الإسرائيلي في مزارع شبعا |#الظ




.. السعودية تشترط مسارا واضحا نحو إقامة دولة فلسطينية مقابل الت


.. الجيش الإسرائيلي يواصل تصعيده ضد محافظات رفح والوسطى وغزة وا




.. إلى ماذا تؤشر عمليات المقاومة في رفح مستقبلا؟