الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البداية من القمة ( 5 )

آدم الحسن

2020 / 11 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


عند تناول الشأن الصيني نجد أن من بين الأسئلة التي تطرح نفسها بقوة سؤال في غاية الأهمية هو :

ما هي النتائج المترتبة على الصعيد العالمي جراء اغراق الصين للأسواق العالمية بالسلع متدنية الأسعار ... ؟

من بين هذه النتائج :

اولا : تراجع مسيرة الدول نحو تحرير التجارة البينية بينهم من القيود و الحواجز الجمركية و العودة لتكثيف الإجراءات الحمائية بغية الحد من تدفق السلع الصينية من الصين مباشرة الى اسواقهم او من الصين عبر دول وسيطة تقوم بتجميع او اعادة تغليف السلع الصينية و ضخها الى اسواق الدول الأخرى من جديد و كنموذج على ذلك ما عانته صناعة الدراجات الهوائية في المانيا من تدفق الدراجات الهوائية المصنعة في الصين التي بجودة تناسب السوق الألمانية و بأسعار لا يمكن منافستها بمثيلاتها المصنعة في المانيا لذلك طبقت المانيا عليها الإجراءات الحمائية للحد من تدفق هذا النوع من السلع من الصين لكن المانيا وجدت أن المشكلة لم تحل حيث لاحظت تدفق الدراجات الصينية الى المانيا بعد أن يتم اعادة تغليف اجزاءها بماركات جديدة صادرة من دول وسيطة ... !!

ثانيا : تراجع التعاون الدولي في مجالات تطوير وسائل الإنتاج من خلال الاستثمار و ذلك لتدني الجدوى الاقتصادية الناتجة عن هذا التطوير و ما سيترتب على ذلك من تراجع في وتيرة التنمية و خصوصا في البلدان النامية او الأقل تطورا تكنولوجيا .

ثالثا : تراجع دور منظمة التجارة الحرة الدولية في رسم العلاقات التجارية بين الدول .

رابعا : وضع قيود للحد من مسيرة الدول نحو العولمة الشاملة و هذا من شأنه مستقبلا تحويل مختلف اسواق الدول الى اسواق منغلقة على نفسها بدلا من أن تسير نحو تشكيل سوق عالمية واحدة مشتركة .

لكن بالمقابل ستعاني الصين من ازمة من نوع جديد لم تحدث في اي دولة من دول العالم مثيلا لها سابقا و هذه الأزمة متمثلة بالتخمة الشديدة الناتجة عن تراكم النقد الأجنبي لديها و خصوصا الكتلة الدولارية ... !!
و ستجد الصين نفسها مالكة لكم هائل من هذا النقد الأجنبي و الذي ستكون كميته في تزايد مستمر و دون توقف و ستصل الزيادة الى بضعة مليارات من الدولارات يوميا ... !!

كل المؤشرات تؤكد أن تطور الصين علميا و تكنولوجيا في كافة المجالات سيستمر في مسيرته التصاعدية مما سيفقدها الحاجة لمزيد من الاحتياطي من النقد الأجنبي الصعب أو السهل منه .

و لعدم وجود في الأفق ما يشير الى ان الصين قد تحتاج لهذا الكم الهائل من النقد الأجنبي مستقبلا لتغطية عجز محتمل في اجمالي الميزان التجاري بينها و دول العالم المختلفة , لأن ذلك سوف لن يحدث ما دامت عجلة التطور العلمي و التكنولوجي في الصين مستمرة في الدوران , ستضطر الصين للتوقف عن جمع و تكديس النقد الأجنبي و ستقوم بإبقاء حجم كتلة النقد الأجنبي في حدود معقولة .

و نتيجة لكل ذلك ستعيد الصين هيكلة اقتصادها و تحرير صرف اليوان ( عملتها الوطنية ) و الذي سيؤدي بالتأكيد الى ارتفاع كبير في قيمة اليوان الصيني امام جميع العملات الأجنبية الذي سيؤدي الى تراجع صادرات الصين من السلع لصالح استهلاكها محليا من خلال الزيادة الكبيرة في القدرة الشرائية للمواطن الصيني عند ارتفاع عملته الوطنية .....
عندها ستدخل الصين مرحلة الرفاهية و تغادر مرحلة التنمية .

(( يتبع ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس: تلقينا رد إسرائيل على موقفنا حول وقف إطلاق النار وسندر


.. كارثة غزة بالأرقام.. ورفع الأنقاض سيستغرق 14 عاما | #سوشال_س




.. قوات النيتو تنفذ مناورات عسكرية متعددة الجنسيات في سلوفاكيا


.. طلاب جامعة كاليفورنيا الأمريكية يقيمون مخيم اعتصام داخل حرم




.. رئيس سابق للموساد: حماس متمسكة بمطالبها ومواقفها ?نها تحررت