الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بقايا اشباح

اسماعيل جاسم

2020 / 12 / 1
الادب والفن


التمس عذراً قبل غروب الروح الى منعطفاتها المتعرجة ، تشكل دائرة تتطلب استيعاب الدروس ، بعدما اقترب عروجها والرجوع الى نقطة البداية ، رجل انتهك باحات النفس دون ان يكترث بقوانين احترام هذه الروح ، اتضح بأنه فيما بعد بأنه مصاب بلوثة العقل ،يملك قابلية كبيرة في الاحتيال لا تشبه احتيال المحتالين ، لذلك نجده قد افتتح دكاناً للسياسة ولثقافة السمسرة ،شرّعَ قانونا خاصاً بهذا الدكان ، ذات يوم عن طريق الصدفة وُجِدَ متسكعاً في احدى ازقة البتاويين يبحث عن سيدة ليمارس معها الجنس الا انه خشي ان يكون ضحية ابتزاز النصابين ، رجع الى دكانه يعيد ترتيب رفوفه وبضاعته ، قام بتلميع ممتلكاته وترقيع ذاكرته ببعض ذكرياته السافلة ، كان صديقه سميح الى جانبه يُسمعه بعض الذكريات وشيئاً من مغامراته القديمة .خاصة فيما يتصل بزوجته ذات السريرة المفضوحة وبعض خفايا جنونها المتأصل ،تلك الزوجة التي بلغ بها شأوها المادي حد التحكم بكل ما يدور في هذا الدكان الذي تغير فيما بعد الى منتدى ثقافي وهو تلميع لصورة عائلة دكتاتور ديمقراطي ، كانت سيدته الرعناء منهمكة بثروتها واملاكها وكيف يمكن ديمومة هذه الثروة التي جاءت لها في غفلة من الزمن .
كان الزوج يتذكر احيانا حياته النقابية ولكن بالقدر الذي كان يضمن له حضوره ومواكبة احتفالياته ونشاطاته الثقافية بحضوره اجتماعات رفاقه القدامى ، فجأة تحول الى دكتاتور غبي ، اخذ اولئك الاصدقاء والرفاق الذين وضعهم كقوالب جاهزة للعبور عليهم ، تقلص عددهم ، شيئاً فشيئا حتى اصبحت ساحته السياسية والاجتماعية خالية من رفقة العمل لبخله المفرط ونسيان ماضيه التليد حتى بات يرفض كل صديق قادم اليه ، بعض الاحيان كان يوصي سماسرته المنتشرين في منتداه " مقهى ناركيلة وشاي وثرثرات " فاحت رائحته النتنة ، انتشرت اخباره السيئة للقاصي والداني ،فرائحة عطره تحولت الى رائحة كريهة ، حاول اعادة الثقة لكنه فات اوانه ودماثة اخلاقه انعدمت ، كان امله الوحيد ان يرمم تصدعات تلك الجدران وتلك العلاقات ، "قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ"
ولكن تبين فيما بعد ان روائح فساد الدكتاتور قد انتشرت وعمت كل افاق المدينة من اقصاها الى اقصاها ، ان من كان يخدمه ليس حبا به ولكن انطلت عليهم احابيل الدجل كمن يعمل في سلطة فاسدة ، انتهت مناوراته وتكشفت عوراته ، بقي وحيدا حتى اصابه المرض العضال وهو بانتظار راحلة الجثامين العفنة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - هل يوجد جزء ثالث لـ مسلسل وبينا ميعاد؟..الفنان صبر


.. حكاية بكاء أحمد السبكي بعد نجاح ابنه كريم السبكي في فيلم #شق




.. خناقة الدخان.. مشهد حصري من فيلم #شقو ??


.. وفاة والدة الفنانة يسرا اللوزي وتشييع جثمانها من مسجد عمر مك




.. يا ترى فيلم #شقو هيتعمل منه جزء تاني؟ ??