الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحافظون والإصلاحيون .. من الثورة والى الثورة المضادة .. إيران يتجدد فيها الصراع ..

عصام محمد جميل مروة

2020 / 12 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


فعلاً و مجدداً قد تندلع في جوار دولة الجمهورية الإسلامية الإيرانية حرباً حقيقية بعد التهديدات المتسارعة التي اطلقتها القيادة العسكرية بعد تشييع الخبير "محسن فخري زاده" والحائز على رتبة اللواء في الجيش والحرس الثوري والجمهوري الإيراني . لكن الذي قد ينمُ بعد الأغتيال الذي وقع منذ ايام اثناء عودة العالم النووي الإيراني الذي يقف في وجه الولايات المتحدة وحلفاؤها في التصميم على متابعة الإنتاج والتخصيب السلمي لأغراض انسانية حسب تعبير الخبراء في ايران.
من البديهي ان تُصبحُ قضية اغتيال العالم النووي
في اولويات القادة ومشاريعهم الإنتقامية والرد
السريع على الأعتداء على اصحاب خبرة واسعة
على الأراضي الإيرانية . لكن الحدث قد يتشابه مع
الحالة بعدما تم اغتيال قائد الفيلق للقدس
قاسم سليماني ومسؤل الحشد الشعبي
ابو مهدي المهندس بالقرب من مطار بغداد .
لذلك يبقى الإنتقام محكوم بين ايادي
القادة العسكريين في المخابرات الإيرانية المتوزعة
بين "الحمائم والصقور " او بين " الإصلاحيون و
المحافظون " على غرار عدم الرد مباشرة خوفاً
من انعكاسات سلبية على المفاوضات الدولية مع
ايران على ضوء مشروعها النووى في التخصيب
اليورانيوم ومدى الخطورة والتأثير الناتج عن
التعنت الإيراني والتحدي للمجتمع الدولى في
متابعة الإنتاج بالرغم من عودة المفاوضات مجدداً
بعد سقوط دونالد ترامب في الإنتخابات الأمريكية
الحليف الأول والفاتح الجديد للدعم الصهيوني
والإنتقال للمؤسسات العالمية والسفارات الى القدس
عاصمة دولة فلسطين .التحدى الوقح لم يكن هناك
رداً جوهرياً مناسباً من قِبل الذين اعترضوا على
دور الإدارة الامريكية لا بل تم فتح ابواب التطبيع
الى درجة الإذلال المشين ؟
مع كل تلك الإحتمالات بعد الإغتيال هناك اشارات
للرد العسكري الإيراني وإن كان الإعتداء قد وقع
على الأراضي الإيرانية . وتم توسيع رقعة الإستعدادات
والإستفارات على جميع مناطق ودوّل حلفاء ايران
مهددين امريكا ومشاريعها خصوصاً في بلاد النفط
على حدود "الخليج الفارسي العربي " وعلى
حدود دولة الصهاينة في سوريا وجنوب لبنان .
يبقى السؤال المتجدد عن اعلان ساعة الصفر
وبدء حرب انتقامية تزعمها ايران قد تؤدى الى
اندلاع حرب تخرج عن ايادى القادة في ايران
وتشددهم وقد يتحول العالم مجدداً الى حظيرة
للولايات المتحدة هي تتكفل في اجبار العالم الخنوع
لإملاءات حديثة على طريقة دونالد ترامب
المغادر وجو بايدن الوافد الى البيت الأبيض.
لكن منذ سنوات تعرضت ايران في الداخل
الى بعض الازمات الأمنية وتعاملت بقساوة ٍ
مع المتظاهرين وكانت النتيجة صادمة ،اليوم هناك
اختلاف والتهديد الخارجي من الموساد والمخابرات
السي اي ايه قد طالت السيارات التي
يقودها خبراء ايران فأين ستصل النتيجة
الجواب ربما قريباً!؟.
إكتسحت مؤخراً موجات عاصفات على معظم الوسائل الإعلامية المرئية منها والمسموعة والمكتوبة.دولياً وعربياً وفارسياً، حتى تخطت وتجاوزت المعقول والغير مقبول على صفحات التواصل الإجتماعي .والتويتر وبدقةً اكثر وافضح عندما صرح وكتب "دونالد ترامب "على موقعهِ بإن الشعب الأيراني يحتاج الى "مزيداً" من الجرعات الديموقراطية.
بعد إندلاع او ما يُسمىّ شبه ثورة مضادة للنظام الإيراني الذي يحكمه مجلساً من السادة والشيوخ "الملالي" .الذين يمارسون الحكم داخل سلطة تتخذُ من مبادئها" ولاية الفقيه".اي بتعبير أوضح نظام "شيعيٌ" بإمتياز برز جلياً بالختم والدمغ الذي أرساه "الامام الخميني" بعد ثورة ً طويلة ضد الأنظمة "الشاهنشاهية" وكان اخرها نظام محمد رضا بهلوى ."شاه ايران"!
عام 1979 اصبحت طهران ساحة حرب وعداء دائم للغرب وإسرائيل وأمريكا بشكل وبصورة واضحة.
حتى تأثرت الأجيال اللاحقة تحت شعارات منها.
"الموت لأمريكا" والزوال لأسرائيل" والشيطان الأكبر "،
وشعارات كأنها تحثُ الجماهير الى القبول او العيش تحت ظل حياة تقشف والعمل الدائم الى تصدير الثورة خارج الحدود!في كثيراً من الأحيان اثبتت ايران انها غدت قوة إقليمية كبرى تصادق الكثيرين .ولها أعداء تقليديين من ابناء البيت الواحد
الذين تجمعهم الجيرة والقرابة والنسب منذ"1438"
من الأعوام السوداء في الحروب التي لن تنتهي!
اما في الأسبوع المنصرم او اليتيم الاول من بداية العام الميلادي "2018"،خرجت المئات من التظاهرات في المدن الإيرانية ،وفِي العاصمة طهران ،ومشهد ،وقُم ،ومدن اخرى في الأحواز ،والمناطق الفقيرة والمهمشة.في الأساس نتيجة الأعراق المخطلتة.
كان شعار المعترضين على قطع المساعدات الشهرية او حتى الإنتقاص من محدوديتها هي اساساً جوهرياً في خروج بعض المئات هنا او هناك.برغم القوة التى أبدتها الشرطة المحلية والمحمية من قبل "الجيش والحرس الثوري"
والذي يُعتبرُ خطا احمراً عندما تُصبحُ التظاهرات تتحرك وتعتدي على الممتلكات العامة وإحراق الأعلام الإيرانية وإضرام بعض النيران امام اضرحة الأئمة في شوارع مشهد، وقُم.وما لهما من قدسية للأضرحة !
مما أدي بالشرطة الى إطلاق النار وقتل ما لا يقل عن "واحد وعشرون" من المتظاهرين على دفعات في الأيام الماضية بينهم ابناء شرطة محلية ومخبرين ومتعاونين مع الأمن .وإعتقلت الشرطة اكثر من "600" متظاهر وزجتهم في السجون بتهمة الإخلال بالأمن وهدر الأموال العامة في الشوارع نتيجة التكسير والحرائق والتجمعات واثارة البلبلة والقلاقل في العاصمة والضواحي .
على ما يبدو للوهلة الاولى لخروج المعارضات والمظاهرات كأنها تخضع الى قيادة موحدة على غرار ما حصل في الأعوام الاولى بعد سكوت مدافع الحرب بين ايران والعراق -1988- حيث كانت منظمة "مجاهدي خلق" قد حاولت إختراق ما بعد الحرب ومحاولة الانقلاب على الحكم في طهران.وصارت منظمة مجاهدي خلق واعوانها من المغضوب عليهم الى يوم الدين.وأتخذت من باريس في فرنسا مقراً سياسياً لها .سرعان ما تبدلت المصالح السياسية بين فرنسا وإيران حيث ضغطت السلطات الإيرانية على فرنسا في تحديد نشاط مجاهدي خلق ،وزجهم في السجون وطردهم وتشريدهم في اوروبا.بعد حرب العراق"2003"
وأعتبرت قيادتها تحت "مسعود رجوي وزوجته مريم رجوي" كعدوين مطلوبين دائماً للقصاص منهم واعدامهم ومحاكمتهم غيابياً.
في العام "2009" بعد المظاهرات المتكررة والتى ادت الى فوضى مشابهة بعد الانتخابات الرئاسية والتي فاز بها "محمود احمدي نجاد "في دورة متتالية بعدما إعترض مناصرون للمرشح الاصلاحي "مهدي كروبي" ولرئيس الوزراء "مير حسين موسوي" الذين أُتهما بالتحريض على إستغلال عدالة حكم ولي الفقيه،وقُيدت إقامتهم الى اليوم تحت رقابة مشددة في إجبارهم على عدم التواصل مع الجماهير والمؤيدين والمعارضين للحكم.
وهناك العشرات من النشطاء في الغرب وبدعم لا جدال فيه في تغطية كامل الحملات الأعلامية ضد النظام .وكانت مؤخراً الناشطة والحائزة على جائزة نوبل للسلام "شيرين عبادي" قد صرحت مراراً وتكراراً الى الدعوات من اجل المثابرة والحراك الشعبي المستمر والدائم من اجل إصلاحات ديموقراطية والمحافظة على دور النشطاء من اجل ديموقراطية وحرية الفكر والعدالة الاجتماعية.
مشددةً على ان تنظر الحكومة الى شعبها في الداخل وان تُصبحُ أولوياتها رفع الرقابة عن المواطن وترك الحرية الكاملة في الخيار للشعب الإيراني اولا وأخيراً في إنتخاب من يراه ممثلاً حقيقياً ومعبراً عن الام الملايين من الشعب الإيراني الذي يخضع منذ اربعة عقود الى سياسات التصدير للثورة .برغم تصدي الحرس الجمهورى والتهديد المباشر في دعم المظاهرات الشعبية الكبيرة التى خرجت اول من أمس واليوم بعد صلاة الجمعة.
ما تزال احوال ايران في ضبابية ربما سوف تسوء او تنفرج بكلىّ الحالتين وضع "الثورة والثورة المضادة" لدى المحافظين والإصلاحيين قيد الزمن القادم والمرتقب ..
عصام محمد جميل مروة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألعاب باريس 2024: اليونان تسلم الشعلة الأولمبية للمنظمين الف


.. جهود مصرية للتوصل لاتفاق بشأن الهدنة في غزة | #غرفة_الأخبار




.. نتنياهو غاضب.. ثورة ضد إسرائيل تجتاح الجامعات الاميركية | #ا


.. إسرائيل تجهّز قواتها لاجتياح لبنان.. هل حصلت على ضوء أخضر أم




.. مسيرات روسيا تحرق الدبابات الأميركية في أوكرانيا.. وبوتين يس