الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النفط والتبعية للمركز....التنمية المستحيلة 2

أثير حداد

2020 / 12 / 2
العولمة وتطورات العالم المعاصر


النفط والتبعية للمركز...التنمية المستحيلة 2
( بعد ان تم نشر المقالة السابقة وجدت ان من المستحيل ان افي غرض تغطية هذا الموضوع بمقالتين فقط ،لهذا استبدلت التسلسل الى ترقيم تسلسلي، وليس كما ورد فيما سبق 1_2 الذي يوحي بان العدد سيتوقف عند 2 ) .
قطعت الراسمالية شوطا بعيدا في تطورها الاقتصادي، اما على الصعيد العالمي فكانت سمة السوق العالميه هي التبادل السلعي بين المركز والفروع ، اي ان الفروع "اي البلدان التابعة اي الاقل تطورا " تصدر المواد الخام وتستورد السلع التامة الصنع. وطبعا لا يفوت القارء المطلع انه بالنسبة الى بلداننا ، الشرق اوسطيه وشمال افريقيا، كان ولا يزال النفط الخام هو المادة الاساسية المصدرة و المكون الاساسي لدخلها الوطني.
مـــــــــــــــــــــــــــــــــــا بعد الحرب العالميـــــة 2
خرجت اوربا من الحرب العالمية الثانية مدمرة، بينما تقدمت الولايات المتحدة الجميع من ناحية الاقتصاد المزدر بفعل عوامل داخلية وكذلك هروب رؤوس الاموال النقدية الاوربية اليها اثناء الحرب و استقطابها للعلماء من اوربا .
وكان النظام العالمي المرسخ للتجارة بين الاعضاء قد انهار والذي كان عماده الجنيه الاسترليني. فانشاء نظام بروتنز ان ودد في تموز 1944 المعتمد لى قاعده جزئية للذهب ، بمعنى ان كل دولار امريكي يعادل او يساوي 0.88 اونس من الذهب، بكلام اخر ان هذا النظام اعتمد على اسعار صرف ثابته بين العملات . وضمن هذا النظام انشاء صندوق النقد الدولي والبنك الدولي اللذان اعتمدا على الدولار . هذان التنظيمان رسميا يتبعان الامم المتحدة، لكن عمليا كان الدولار هو اساس التعامل عالميا . وبدا مشوار الدولار في الهيمنة على السوق العالمية الى ان اصبح في يومنا الحالي يهيمن على احتياطيات الدول باكثر من 60%.
ومما وسع من انشار الدولار عالميا هو مشروع مارشال لاعادة اعمار اوربا، وتحديدا المانيا. ثم اليابان وكوريا الجنوبيه ، والانفاق على الجيش الامريكي خارج الولايات المتحدة الامريكية ، فارتفعت نسبة تبادل الدولار عالميا .
الا ان هذا التوسع الكبير كان له سلبياته الى جانب ايجابياته. فالى جانب انه مول التجارة الدولية و باسعار صرف ثابتة خلال تلك الفترة، الا انه وضع الولايات المتحدة امام تحدي كبير، وهو عدم قدرتها على الايفاء بالتزاماتها تجاه سعر صرف ثابت للدولار مقابل الذهب اي ما جرى له الاشارة في اتفاقية بروتنز اند ودد ، حيث ان كمية الدولار المتداول خارج الولايات المتحده تفوق كثيرا قيم احتياطيات الذهب الموجودة لدي البنك المركزي الامريكي"الاحتياطي الفدرالي". ومما عمق من ذلك هو الانفاق الكبير لتمويل الحرب في فيتنام على القوات الامريكيه المتواجده هناك .
في صبيحة يوم 15/أب/ 1971 افاق العمل مذهولا من قوة الصدمة ومن الذهول لعدم معرفة ما العمل . فقد اعلن الرئيس الامريكي فك ارتباط الدولار بالذهب ، اي بتعبير اقتصادي اصبح للدولار اسعار صرف متذبذبة تجاه العملات الاخرى . الذي تبين عمليا بعد ذلك ان كل التوقعات السوداوية كانت على خطأ، فلم ينهار الاقتصاد العالمي ولم ينهار الدولار بل بقي مهيمنا على التجارة الدولية، ولحد يومنا الحالي، لا وبل ايضا يعتبر الاساس في الاحتياطيات النقدية للدول. هذا جعل جميع دول العالم تحت رحمة الدولار، فلا توجد دولة في العالم تسعى وتعمل، لا بل تتمنى ، انهيار قيمة الدولار لان ذلك يعني انهيار ارصدتها هي، وهذا ما زاد من ارتباط الفروع بالمركز . بكلمات مختصورة استطاعت الراسمالية محليا وعالميا تكيّف نفسها والانتقال الى مرحلة اكثر تطورا . لا وبل انها ازدات قوة .

الى الجزء 3








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا جاء في تصريحات ماكرون وجينبينغ بعد لقاءهما في باريس؟


.. كيف سيغير الذكاء الاصطناعي طرق خوض الحروب وكيف تستفيد الجيوش




.. مفاجأة.. الحرب العالمية الثالثة بدأت من دون أن ندري | #خط_وا


.. بعد موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار.. كيف سيكون الرد ا




.. مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري| #عاج