الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوطن بحاجة الى شهداء !

طارق الحارس

2006 / 7 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


قبل أن تبدي امتعاضك مما حصل للبنان جراء القصف التدميري الذي شنته القوات الاسرائيلية بسبب اختطاف جنديين اسرائليين والذي راح ضحيته العديد من الأبرياء وتدمير البنية التحتية تأتيك الاجابة بسرعة :
وهل تريدنا أن لا نقاوم فاسرائيل دولة تحتل أرضنا وجميع الذين قتلوا في غارات اسرائيل على لبنان يعدون شهداء من أجل الوطن .
المواطن هو أرخص الموجودات في البقعة الجغرافية التي يطلق عليها ( الوطن العربي ) فنظام صدام حسين كان يعدم المواطن العراقي ( دفاعا ) عن الوطن ويفرض على ذويه دفع 80 دينارا هي قيمة الطلقات التي أعدم فيها هذا المواطن . أما الذين ماتوا في حروبه العدوانية على دول الجوار فقد كان النظام يعادل قيمتهم بسيارة نوع تويوتا ( ياباني ) أو فولكس واكن ( برازيلي ) يمنحها الى ذويهم بعد أن يعدهم شهداء من أجل الوطن .
هذا الحال نفسه في أغلب دول هذه الرقعة الجغرافية فالوطن دائما وأبدا بحاجة الى معدومين وشهداء من أجل بقائه مع أن جميع أبناء هذه الرقعة الجغرافية يعرفون تماما أن المقصود بالبقاء هنا هو بقاء القائد وجوقته .
نحن هنا ندين وبشدة الحل الذي اتخذته اسرائيل من أجل فك أسر جندييها والمتمثل بالقصف الوحشي الذي تشنه القوات الاسرائيلية على لبنان ، ذلك القصف الذي أدى الى قتل العديد من الأبرياء ، فضلا عن تدمير البنية التحتية ، لكننا نتساءل وبهدوء : مَن هو المسؤول عن تلك الجرائم ؟
لا نبتعد عن الحقيقة حينما نقول أن حزب الله وبتهوره هو الجهة الأولى المسؤولة عن هذه الجرائم ، إذ أن هذه الجهة تعرف مسبقا ردة فعل اسرائيل على حالة مثل الحالة التي تعرضت لها المتمثلة باختطاف جنديين من جنودها وهي الدولة التي عرفت بردود فعلها العسكرية العنيفة على حالات أقل وقعا من هذه الحالة ولم يمض مدة طويلة على ردة فعلها على الفلسطنيين في غزة بعد اختطاف جندي اسرائيلي من قبل حركة حماس فاسرائيل قبل خطف الجنديين لم تقصف مطار بيروت ولم تهدم الجسور ولم تقتل الأبرياء اللبنانيين ، على الأقل قبل حادثة اختطاف الجنديين بمدة ليست قليلة .

الغريب في الأمر أن منظمة حسن نصر الله وبعد الهجوم الاسرائيلي بدأت بمهاجمة العرب الذين لم يحركوا ساكنا اتجاه الجرائم التي ترتكبها القوات الاسرائلية وهو الأمر نفسه الذي حصل مع حركة حماس حينما اختطفت الجندي الاسرائيلي وبالتحديد بعد تعرض غزة الى القصف الاسرائيلي فقد خرجت شاتمة الأمة العربية والاسلامية التي لم تقف معها . السؤال هو :
هل تشاورت منظمة نصرالله وحركة حماس على عملية اختطاف الجنود الاسرائليين مع الحكومات العربية ؟
من المؤكد أن الاجابة : كلا ، بل الأغرب من ذلك أن جهات حكومية في فلسطين ولبنان صرحت أن حركة حماس ومنظمة حسن نصر الله لم تشاورهما في أمر الاختطاف ، بل أن بعض هذه الجهات تقف ضد عمليات التصعيد ضد اسرائيل . لن نتحدث عن مشاورة هاتين الجهتين لحكومتي لبنان وفلسطين فنحن نعرف تماما أن حزب الله في لبنان أقوى من الحكومة اللبنانية وبعض التنظيمات في حركة حماس أقوى من الحركة نفسها التي تقود الحكومة الفلسطينية حاليا .
التبرير الذي يأتيك سريعا هو : أننا في حرب مع اسرائيل ولا يحتاج الأمر الى مشاورة الحكومات العربية .
اذن هي الحرب فماذا ينتظر حزب الله وماذا تنتظر حركة حماس .. هل تتوقع أن اسرائيل المعروفة بردود أفعالها القوية لحماية مواطنيها وجيشها ستقف تتفرج على الموقف مثلما تفعل الحكومات العربية في مثل هذه المواقف .. هل فكرت حركة حماس ومنظمة حزب الله بالفارق الكبير بين القدرات العسكرية التي يمتلكانها قياسا بالقدرة العسكرية التي يمتلكها الجيش الاسرائيلي ؟
نحن على يقين تام أنهما يعرفان الفارق ، لكن الوطن ( نقصد القائد ) بحاجة دائما وأبدا الى شهداء من أجل بقائه .
لقد قالتها جوقة صدام في يوم ما وبصريح العبارة ( اذا قال صدام قال العراق ) وبالروح بالدم نفديك يا .... .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة ايريك سيوتي عضو اليمين الفائز بمقعد البرلمان عن نيس|#عا


.. قراءة عسكرية.. محور نتساريم بين دعم عمليات الاحتلال و تحوله




.. تفعيل المادة 25 قد يعزل بايدن.. وترمب لا يفضل استخدامها ضد خ


.. حملة بايدن تتعرض لضغوطات بعد استقالة مذيعة لاعتمادها أسئلة م




.. البيت الأبيض: المستوطنات الإسرائيلية تقوض عملية السلام والاس