الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع الناقد الأدبي جايلي العياشي

أسامة هوادف

2020 / 12 / 3
مقابلات و حوارات


الناقد الأدبي جايلي العياشي في حوار خاص ليومية الوسيط المغاربي

غياب النقد يساهم في تكريس الرداءة

من تعليم الأجيال إلى عالم الأدب ومعاركه النقدية هكذا يمكن أختصار مسيرة القاص والناقد جايلي العياشي ،يحارب تخلف بالحرف والكلمة الصادقة يفكك مشكلة الثقافة وشيفرات الكتب بنظرة الخبير المتمرس وبمعيار أكاديمي عالي المستوى يقول كلمته للتاريخ ويمضى ،أقتربت منه يومية الوسيط المغاربي ليجيبنا على عدة استفهامات عن ثقافة والنقد كونه من النقاد القلائل في الجزائر.

حاوره أسامة هوادف
س: في البداية حبذا لو تعطي قراءنا نبذة عن سيرتك الذاتية وتطلعهم على نشاطك وإنتاجك.
ج : صباح الخير و من خلالكم اسعد صباح الى جميع القراء و أخص بالذكر كل المهتمين بالابداع بمختلف اجناسه و ألوانه.
أنا من مواليد 24 جويلية 1952 بولاية باتنة، بعد انهاء الدراسة الثانوية التحقت في بداية السبعينيات بالمعهد التكنولوجي لتكوين الاساتذة، تخرجت بعد سنتين استاذا للغة العربية، علما ان دراستي الابتدائية كانت كلها باللغة الفرنسية. حيث التحقت بالمدرسة الابتدائية سنة 1958 إبان الثورة التحريرية.
امتهنت التدريس بالمتوسط و الابتدائي لمدة ست سنوات، و بالنظر الى مساري المهني الحافل بالنشاطات التربوية، تم تعييني مدير مؤسسة تربوية و قد بقيت في هذا المنصب مدة 24 عاما، و تمت إحالتي إلى التقاعد في شهرافريل 2005 بطلب مني.
في سنة 2008 و بعد صدور قانون الإجراءات المدنية و الادارية تم اختياري كوسيط قضائي لدى مجلس قضاء باتنة،و ما ازال إلى غاية مومنا هذا.
حيث منذ كنت طفلا، و بالضبط منذ الأيام الأولى لفترة المراهقة كنت مهتما بالابداع الكتابي ،لكن بعد التحاقي بالتدريس حال اهتمامي بالأداءالتربوي دون تحقيق ميولي الإبداعية. بل وجدت ما يسليني في التدريس، و اعترف أن التدريس هو ابداع ايضا، بامكان المدرس أن يبدع بطريقة اجمل في الأداء التربوي و اساليب توصيل المعلومة للطفل و كيفيات الاستثمار فيها.

بعد إحالتي إلى التقاعد تفرغت للإبداع الكتابي بشكل مكثف فصدرت لي الأعمال التالية:
- رواية حديث الأرواح المتسلقة 2014
-رواية عطر النغم 2015
- رواية اشواك الربيع 2016
-ست قصص للاطفال 2016
- رواية مسالك السراب 2017
- كتاب في القانون 2017
- رواية رحلة الصمت 2018 الحائزة على جائزة نوفمبر54 ،المرتبة الاولى في الرواية التاريخية دورة23 سنة2018 التي تنظمها وزارة المجاهدين كل سنة. و هناك أعمال كثيرة على شكل مخطوط تنظر الإفراج.
س: هل يعتبر النقد الأدبي فنا؟

ج : اولا علينا أن نقر بأن النقد الادبي هو رفيق النص، و بعتبر إبداعا في حد ذاته، و من عليه فهو فن قائم بذاته، له قيمته و مقوماته و مناهجه و مصطلحاته و ادواتها و مدارسه و... فالنص الادبي يولد في الكثير من الحالات مشوها بطريقة أو باخرى، و يبقى مشوها ما لم يتعرض له النقد بالدراسة والتحليل ذلك ما يضفي عليه اللمسات الجمالية، و من ثمة يوقع شهادة ميلاده

س: ما هو تصورك للممارسة النقدية ؟وكيف تمارس وكيف تجدها في الجزائر؟

ج: لممارسة النقد ليس بالأمر الهين، اولا يجب أن يكون الناقد موهوبا، و له ذوق جمالي رفيع يسمو به إلى مستوى النص، الى جانب ذلك يجد الناقد نفسه مجبرا للاطلاع على المناهج النقدية و المصطلحات والمدارس كما ينبغي أن يكون قادرا على توظيف الادوات النقدية بطريقة تسمح له. باستطاق النص و فك شفرات كل ما ورد فيه من معان و دلالات، و هذا في حد ذاته يتطلب منه أن يبذل جهدا كبيرا يتمثل في القراءة الواعية التاملية و المتأنية في إبعاد النص و سياقاته مع استحضار النص الغائب أو الموازي
أما عن النقد في بلادها يبدو متماوتا الى ابعد الحدود من جهة، و من جهة أخرى ارى ان الفساد قد طاله هو الاخر ،مما ساهم في تكريس الرداءة كطريقة للكتابة.

س: من موقعكم كناقد كيف ترى مستقبل النقد مع كثرة الإصدارات الأدبية ؟
النقد أداة فنية تساعد على الدفع بالابداع و النهوض به، بل و الرقي بالمشهد الابداعي إلى مستوى اجمل، يساهم في احداث نهضة فكرية منتجة لواقع مساير للتقدم العلمي و التكنولوجي، و ان مستقبل النقد يكمن اساسا في مدى جدية النقاد ، و قدرتهم على أحداث ثورة نقدية جادة الغاية منها الرفع من المستوى الجمالي و الذوقي ضمن أساليب جديدة للابداع ، و هذا لا يتأتى إلا بإعادة النظر في الواقع الادبي بتأمل ، للوقوف على الاختلالات ومحاولة إيجاد البديل الاكثر مرونة لعلاجها.

س: كيف يخدم النقد الإبداع ؟ وهل غيابه دور في رداءة الإبداع وكثرة الإصدارات؟
ج : طبعا في حالة غياب النقد يصبح النص الأدبي كائنا متطفلا فاقدا لكل المقومات الجمالية، و قد لا تكتب له الحياة اطلاقا، إذ نجده يساهم في تكريس الرداءة بشكل يطغى على النص الادبي ذو المستوى الجمالي الرفيع. و ما نعيشه حاليا من تقهقر ابداعي دليل على ذلك، و عليه فإن انسحاب النقد من الساحة الأدبية بجعل الكتابة تفقد قيمتها و وزنها و جمالياتها، فتصبح مهنة لمن لا مهنة له.
و انطلاقا من تجربتي المتواضعة في الكتابة و القراءات النقدية، لقد صادفت نصوصا كثيرة يقال إنها أدبية ، لكنها في الحقيقة لا ترقى حتى إلى مستوى كتابات تلاميذ الابتدائي،و هذا راجع ألى الابتعاد عن النقد بدءا من التحقيق اللغوي و القراءة الانطباعية على مستوى دور النشر الى الدراسات النقدية.

س:كيف ترى العلاقة بين الناقد والمتلقي ؟

ج : طبعا، اعتقد ان العلاقة بين المتلقي و الناقد علاقة وطيدة، و تكاملية في أن واحد، بحكم أن كلاهما يبحث عن الافضل، و الفت انتباه الجميع بأن المتلقي المحترف يعتبر ناقدا متميزا ايضا، كونه يمتلك آليات و ادوات القراءة التاملية و القدرة على اكتشاف العلاقات التفاعلية في النص، و في وسعه أن يدلي رايه، و ان رأيه يجب أن يحترم، و كلما تجاهلنا رأيه نكونوا قد ساهمنا بطريقة أو بأخرى في تكريس مبدا الرداءة، و منه يتشكل هاجس العزوف عن القراءة و يحدث تدني المقرئية.

س: هل هناك كاتب تتوقع له مستقبل مزهر في عالم الكتابة ؟

ج : لقد قمت باكثر من عشرين قراءة نقدية، لكتاب من الشباب في القصة و الرواية و الشعر، حيث انتهيت إلى ما يلي:
أن اغلب نصوصهم تميزت الانزياح الى الكتابة النمطية، من تلك التي تفضل السياق اللغوي على حساب الفكرة، و منهم من وقع في مشكلة التجنيس، أو اعطى اولوية للخطاب الشعري الذي كثيرا ما يعيق النمو السردي، أو يطغى على متونه لفت انتباهي قلم وحيد تمثل في الكاتبة تركية لوصيف التي بدا انها عازمة على الخوض في الكتابة التجربية في القصة المصورة، حيث اكتشفت انها تعتمد توظيف الجملة القصيرة ذات البعد الدلالي العميق، و لكن ليتحقق لها ذلك عليها أن تسعى جاهدة لتحسين مستواها اللغوي.

س: ماهي رسالتك للمبدعين خاصة الشباب منهم؟

ج : أن الإبداع هبة الله لعبده، و هو أيضا موهبة و اداء و ذوق،و كذلك إلمام بالثقافات العامة و الخاصة بما فيها الانساق الاجتماعية للأمم و محاولة تحليلها و توظيفها في النصوص بطريقة فنية بوعي و ادراك.
و على الكتاب الشباب قبل الإتجاه الى الكتابة أن يكثروا من القراءات للنصوص الأدبية ذات المستوى الرفيع ، و ان يرفعوا من مستواهم اللغوي و المعرفي و الفني، و الاجمل من ذلك كله هو عليهم أن يطلعوا على بعض الدراسات النقدية لأكبر النقاد، لا شك أن كل ذلك يساهم في تكوين شخصية الكاتب
و الابتعاد كل الابتعاد عن الغرور و التعصب للنص.

س:كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟

ج : تحياتي لك و لكل اعضاء جريدة الوسيط المغاربي ،و شكرا لك و للجريدة على النشر و التوثيق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات الطلاب الأمريكيين ضد الحرب في غزة تلهم الطلاب في فرن


.. -البطل الخارق- غريندايزر في باريس! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بلينكن في الصين.. مهمة صعبة وشائكة • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بلينكن يصل إسرائيل الثلاثاء المقبل في زيارة هي السابعة له من




.. مسؤولون مصريون: وفد مصري رفيع المستوى توجه لإسرائيل مع رؤية