الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاقليم يأخذ ولا يعطي ....- كوميديا - العلاقة بين بغداد واربيل

محمد رياض حمزة

2020 / 12 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


الاقليم يأخذ ولا يعطي
" كوميديا " العلاقة بين بغداد واربيل
نشرت جريدة " الصباح " في صفحتها الاولى بعددها ليوم 2 كانون الاول 2020 خبرا مقتضبا دون تفاصيل بعنوان «توافق وشيك» بين بغداد وأربيل يمهّد لموازنة 2021 هذا نصه:
"تتواصل المفاوضات بين بغداد واربيل تمهيدا لتأطير اتفاق جديد، يمهد الطريق لموازنة العام المقبل، عبر وضع فقرات تنظم العلاقة بين المركز والاقليم بخصوص النفط والايرادات المالية الاخرى في كردستان. وقال النائب عن كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني "ديار برواري" ان المفاوضات مستمرة بين القوى السياسية في المركز والاقليم للتوصل الى اتفاق جديد يكون تمهيدا اساسيا لفقرات موازنة 2021 التي تنظم العلاقة بين بغداد واربيل. وإنّ حصول الاتفاق بين حكومتي المركز الاقليم، سيوجب على اربيل الالتزام بتسديد مبالغ النفط المباع، فضلا عن ايرادات المنافذ الى بغداد وهو من مبادئ وفقرات موازنة 2020".ولفت "برواري" الى ان تأخير الموازنة من قبل الحكومة سيعطل اقرارها في البرلمان قبل بداية العام المقبل في ظل وجود الكثير من الاشكاليات لدى الحكومة الاتحادية في وزارتي المالية والتخطيط اللتين تسعيان لاكمال مشروع القانون ، داعيا الحكومة الى الالتزام بالمواعيد والتوقيتات". ( إنتهى نص الخبر)
ـــــــــ في إطار العلاقة الشائكة بين بغداد واربيل سبق أن سمعنا وقرأنا تصريحات لقادة الاقليم إنطوت على الاتهامات بالغدر والظلم وتخوين البرلمان والحكومة الاتحاديتين بدعوى تسببهما للاساءة لشعب الاقليم في حجب إي تخصيصات مالية للاقليم في موازنة 2020 الاتحادية.وجدير بالذكر أيضا أن قادة الاقليم سبق ان أبدوا تفاؤلا وبروح وطنية في رؤيتهم لحلول للمشاكل العالقة مع الحكومة المركزية بالقول " المشاكل والمسؤوليات مشتركة لجميع العراقيين. وإن مصيرنا جميعاً ھو مصير واحد ومشاكل العراق وإقليم كُردستان هي مشاكل كل العراقيين . وبعد التجربة المرة لسنوات من الخلافات والمشاكل بين الجانبين، علينا ألّا نرجع إلى الماضي ، بل حان الوقت لنتوصل إلى فهم مشترك وأن نحل المشاكل بصورة نهائية من خلال اتفاق شاملٍ ومرضٍ للطرفین ويوفر الأمان والاستقرار والعدالة والتقدم لحاضر ومستقبل العراق" (مقتطف من بيان المكتب الاعلامي لرئيس إقليم كُردستان نيجيرفان بارزاني نقلته وكالة "ناس" في 21 حزيران 2020)
ـــــــــ التصريحات الغيضية أو الودية التي تصدر عن قادة الاقليم لا تعني إي إلتزام من جانب القادة الكرد في تنفيذ إي إتفاق سبق مع الحكومة الاتحادية . بل أن ما كان يطبق على أرض الواقع من أي إتفاق أن "السذّج" أو المغرضين من ذوي المنافع الشخصية في الحكومة الاتحادية يسارعون بتنفيذ الاتفاق وتحويل المبالغ المالية للإقليم ، على إنها رواتب منتسبي حكومة الاقليم ، وبالمقابل لا تسلم حكومة الاقليم للحكومة الاتحادية الكمية المتفق على تسليمها من النفط المنتج او عوائدها ولا موارد المنافذ الحدودية . وكان ذلك منذ 2003. وكإنّ قادة الاقليم "متكرمين"على الحكومة الاتحادية بمواصلة التفاوض. بمعنى " مواصلة التفاوض مقابل المال "!؟
ـــــــ عن المفاوضات الجارية يقول النائب عن كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني "ديار برواري" وإنّ حصول الاتفاق بين حكومتي المركز والاقليم، سيوجب على اربيل الالتزام بتسديد مبالغ النفط المباع، فضلا عن ايرادات المنافذ الى بغداد وهو من مبادئ وفقرات موازنة 2020".... قال ذلك القادة الكرد من قبل ولم تتسلم الحكومة الاتحادية برميل نفط واحد ولا دينار واحد من واردات الاقليم المالية او جبايات كمارك المنافذ الحدودية أو الضرائب منذ 2003.
ـــــــ واقع الاقليم وبعد سبعة عشر عاما تم تاسيس " كيان دولة" بكل معنى ومفهوم هذه المفردة في القاموس السياسي. الاّ أن قادة الاقليم ، كما يبدو ، تنقصهم الخبرة السياسية والاقتصادية ، وفشلوا في إدارة " دولة كردسان" غير المعلنة. إذ تسلّم قادة الاقليم أموالا من موازنات الحكومة الاتحادية تجاوزت ( 100 مليار دولار) منذ عام 2003 . فضلا عن الموارد المالية عن صادرات النفط المستخرج من حقول الاقليم والموارد المالية من جباية الرسوم الكمركية من المنافذ الحدودية البرية والجوية والضرائب ... وغيرها . ومع ذلك فان حكومة الاقليم تعجز عن دفع رواتب منتسبيها. ذلك يفسر حجم الفساد الذي أوهن إقتصاد الاقليم . اما الفشل السياسي فيتمثل بالمشاكل والتناقضات الحادة بين القوى والاحزاب الكردية.
وجاء تأكيد تدهور الاوضاع المعيشية في الاقليم ببيان أعلنه 17أستاذاً جامعيا في السليمانية في 4 كانون الاول 2020... وشعاره "مصير مأساوي ينتظر كردستان" ويقرعون جرس الإنذار بأن الجمود ضرب نظام الحكم في الاقليم . وحذر أساتذة جامعة السليمانية، الجمعة ، من تدهور الأوضاع في إقليم كردستان لمستويات أسوأ، على وقع احتجاجات عمت المدينة يوم الخميس. مؤكدين أن التجارب تظهر أن إقليم كردستان يتجه لمصير مأساوي ومصير مجهول بفعل عوامل داخلية أكثر من الضغوطات والعراقيل الخارجية .وأن الأزمات تتفاقم أكثر فأكثر. وأن الحالة الكردية شهدت عشرات من تجارب الحكم إلا أن ضعف الرؤية وعدم فهم أساليب الإدارة والابتعاد عن الأهداف أفشلت نجاحها واستمرارها وقد ظهرت هذه الأعراض على التجربة الكردية في إقليم كردستان منذ فترة طويل لخدمة فئات وأن نظام الحكم في الإقليم أصابه ومجموعات على أساس المحاباة ما جعل الجرائم والسطو أمراً عاديا حيث لا يأمن أحدعلى نفسه"( ناس في 4 كانون الاول 2020)
ـــــــ ألى ما تقدم نشرت صحيفة " الفاينانشيال تايمز " البريطانية تقريرا جاء فيه " أن 75% من النفط الذي وصل اسرائيل في الفترة الاخيرة مصدره كردسان العراق . ويقوم الكرد ببيعه لإسرائيل عن طريق سورية. وأن أكثر من 75% من النفط الذي إستهلكه اسرائيل في الاشهر الاخيرة مصدره كردستان العراق . وتقدر هذه ىالكمية ب 240 الف برميل يوميا . وأن مصافي النفط والشركات الاسرائيلية قامت باستيراد اكثر من 19 مليون برميل من نفط كردستان العراق للفترة من مطلع شهر أيار وحتى 11 أب 2020 . ووفق تحليلات خبراء اسعار النفط في العالم فان تكلفة هذه الكمية الكبيرة من النفط تصل الى مليار دولار . وقد حولتها اسرائيل الى حكومة اقليم كردستان. وتعتبر كمية النفط هذه اكثر من ثلث كميات النفط التي تصدر من الاقليم وتنقل الى تركيا ومن هناك الى اسرائيل."(الفضائية العربية 30 تشرين الثاني 2020)
ـــــــــ ولعل نص رسالة مسرور البارزاني إلى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في 3 كانون الاول 2020 تؤكد رؤية القادة الكرد للعلاقة ، النفعية المصلحية الاستغفالية ، بين الاقليم والحكومة الاتحادية :
وجّه رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور البارزاني رسالة إلى رئيس الوزراء الاتحادي مصطفى الكاظمي، تحدث فيها عن السبل الدستورية لحل الخلافات العالقة، والتأكيد على مبادئ الشراكة والتوافق والتوازن، واستعداد الإقليم الدائم لتسوية تلك المشاكل.
وتناولت الرسالة الإشارة إلى "الاتفاق على البند الخاص بتسوية الأمور المالية العالقة بين الجانبين والذي أكدت عليه الأمانة العامة لمجلس الوزراء الاتحادي بكتابها المرقم (13229) بتاريخ 15/8/2020".
وجاء في نص الرسالة " نص الاتفاق المشار إليه بأنه على وزارة المالية الاتحادية تمويل الإقليم بمبلغ 320 مليار دينار شهرياً لتسديد بعض نفقات الإقليم، وقد تم تحديد هذا المبلغ على أساس معادلة حسابية مبنية على تقديرات الحكومة الاتحادية للواردات النفطية من إنتاج الإقليم النفطي وواردات الإقليم الأخرى".
وقال رئيس الحكومة في رسالته: "هذا يعني بأن الحكومة الاتحادية استقطعت جميع واردات الإقليم النفطية وغير النفطية من استحقاقاته الفعلية من الموازنة العامة الاتحادية، وبذلك تنتفي مبررات اتهام الإقليم بعدم الالتزام بتسليم الإيرادات النفطية وغير النفطية".
وتابع، "وعلى الرغم من هذا الاتفاق إلا أن إقليم كردستان لم يستلم أي مبلغ للأشهر (أيار، حزيران، تموز، تشرين الأول) لعام 2020، إضافة إلى عدم صرف مستحقات ورواتب البيشمركة رغم إدراجها ضمن تخصيصات وزارة الدفاع".
وأكد رئيس حكومة كردستان أن "طريقة تمرير قانون تمويل العجز المالي لعام 2020 تعد انتهاكاً لمبادئ التوازن والشراكة والتوافق، وشدد على أن إقليم كوردستان كان ولا يزال على استعداد تام للوفاء بالتزاماته النفطية والمالية وفي مقابل ذلك يستحق أن تُسدد للإقليم حقوقه المالية كاملة". ((المصدر : ناس 3 كانون الأول 2020))
ــــــــ كل ماجاء في الرسالة محوره ... أن الحكومة الاتحادية مقصرة ولم تنفذ ما اتفق عليه بدفع المبالغ المالية من موازنة 2020 . دون أن يتطرق رئيس حكومة الاقليم في رسالته الى عدم تسليم ما أتفق عليه من كمية النفط المنتج في الاقليم لوزارة النفط الاتحادية ولا الموارد المالية من جبايات الكمارك من المنافذ الحدودية في محافظات الاقليم . وخلاصة رؤية القادة الكرد للعلاقة بالحكومة الاتحادية... أنْ ادفعي يابغداد وسنواصل التفاوض.
ـــــــــ السُذّج المعنيون بالتفاوض في الحكومة الاتحادية مع وفود قادة الاقليم يقبلون الذريعة المضحكة بأن حصة الاقليم من الموازنة الاتحادية يتم تحديدها "على أساس معادلة حسابية مبنية على تقديرات الحكومة الاتحادية للواردات النفطية من إنتاج الإقليم النفطي وواردات الإقليم الأخرى". . 2003 ؟ علما انّ لا سيطرة لديوان الرقابة المالية الاتحادي على أنشطة الاقليم المالية ومنع ان يكون له دور رقابي وذلك منذ 2003. كم أنتج الاقليم وينتج وصدر ويصدر من النفط خلال سبعة عشر عاما؟.. وكم هي العوائد المتراكمة للموارد المالية من صادرات الاقليم من النفط ؟. وكم هي الموارد المالية من الجبايات الكمركية من المنافذ الحدودية.؟.
في ضوء المماطلة و التسويف من قبل قادة الاقليم وعدم تنفيذ إي إتفاق أبرم مع الحكومة الاتحادية رغم تسلم الاقليم نسبة 17% أو 12% من أموال الموازنات الاتحادية منذ 2003، فإن من غير المتوقع ان يوافق البرلمان او الحكومة الاتحاديان على دفع المزيد من المال العام للاقليم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اغبياء ام مغلوبين على امرهم
منير كريم ( 2020 / 12 / 4 - 16:19 )
تحية للاستاذ محمد رياض المحترم
السؤال هل ان المسؤولين في بغداد اغبياء ام مغلوبين على امرهم ؟
شكرا لك

اخر الافلام

.. الاستثمار الخليجي في الكرة الأوروبية.. نجاح متفاوت رغم البذ


.. رعب في مدينة الفاشر السودانية مع اشتداد الاشتباكات




.. بعد تصريح روبرت كينيدي عن دودة -أكلت جزءًا- من دماغه وماتت..


.. طائرات تهبط فوق رؤوس المصطافين على شاطئ -ماهو- الكاريبي




.. لساعات العمل تأثير كبير على صحتك | #الصباح_مع_مها