الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصيدة2016(كيم كي دك): هل هناك فرق شاسع بين الديمقراطية والديكتاتورية

بلال سمير الصدّر

2020 / 12 / 4
الادب والفن


يتعرض الصياد الى موقف غير مألوف ابدا سيقود الى احداث غير متوقعة في الشأن السياسي الكوري الخاص،بل الخاص جدا،وسيقود الى موقف اكثر تعقيدا في الاختيار وفي النظر الى كل الأمور.
(نام) صياد سمك من كوريا الشمالية يتعرض الى حادث غير متوقع في محرك قاربه ليتحرك صوب المياه الاقليمية الكورية الجنوبية ليتقل بتهمة التجسس...
قلنا منذ البداية ان مايحدث غير منطقي وغير قابل للتصديق،ولكن هذا الأمر مسكوت عنه في هذا الفيلم بل مقبول،لأن دك سيستخدم هذه القصة ككناية لها علاقة بالشأن السياسي أكثر من علاقتها بالشأن الانساني المألوف عند كيم كي دك.
نام،يحاول حتى رفض التنفس من هواء سيئول في اشارة واضحة الى مدى انغماسه بالفكر الديكتاتوري السائد في بلاده،اكثر من كونها حركة مبالغ فيها لإبداء شعور الولاء الى بلاده،فمشاعر نام كانت مختلطة بين الخوف والولاء حتى لو كان يمتلك شيئا من الحساسية الشخصية والقوة الداخلية الجبارة التي تقود احيانا الى اشياء لاارادية كما هو مألوف في كل شخصيات دك السابقة،فعندما يقول نام:
أنا سوف اعتقل اذا نظرت من حولي...
أليس هذا بكاءا مرا منبعه الخوف من الديكتاتورية التي لن تظهر الرحمة ان ابدى نام اي نوع من عدم الولاء،وربما لن تبدي الرحمة حتى لو ابدى هذا الولاء اصلا...
بطريقة أو بأخرى،وبعد ان يتعرض نام للتعذيب غير الرحيم من قبل محقق شاب اعمى لازال مغرورقا بفكرة الانتقام لعائلته التي توفيت في الحرب الكورية –حدثت في خمسينات القرن العشرين-ستطبق على نام فكرة المجتمع ضد الفرد ولكن بطريقة معكوسة وجميلة،فأهل كوريا الجنوبية سيحاولون اجباره على التخلص من غسيل الدماغ الذي تعرض له في بلده الديكتاتوري الأول في العالم،ويحاولون قسره على القبول بفكرة المواطنة،ولكنه يرفض دلك بناءا على خلطة من المعطيات،أولها الخوف المتفشي في داخله من العمق الديكتاتوري لبلاده،ومنها ايضا فكرة الجذور وفكرة العائلة...
وعندما تفشل هذه القسرية،سيحاولن اجباره بطريقة أخرى تتمثل في رميه في شوارع كوريا الجنوبية العامرة بالديمقراطية،أو دعونا نقول عامرة بالنمط الغربي للحياة...هو يرفض النظر ويقبل العمى كحل لأنقاذ الهوية والفكرة الثورية الكورية الشمالية،وقعل النظر من قبله لا يتم الا قسريا ايضا...
هنا بالتأكيد سوف ينبهر بكوريا الجنوبية،او بالأحرى سينبهر بالزيف الكامن بالديمقراطية التي تقود الى نمط تطابقي مع نمط الحياة الغربية الأمريكية،ولكن بعد انقاذه لعاهرة من براثن بعض البلطجية يكتشف ان المجتمع الكوري الجنوبي يقبع تحت مسمى آخر للديكتاتورية،وهي ديكتاتورية رأس المال،لأن الفتاة التي انقذها ستعود طوعيا الى براثن جلاديها، لأن الحكم هو المال في هذه الحرية المزيفة...بالاختصار فهذه الحرية لاتحقق السعادة ولاتضمنها اصلا.
لنقتبس هذه الجملة على لسان البطل:
في مدينتي امسكت الكثير من السمك من النهر،والآن الشبكة حول رقبتي واذا امسكت السمكة فهذا يعني ان الحياة قد انتهت...
يحاول نام الانتحار في بلد ينعت بالجنوبية ولكنه من صميم عرقيته وقوميته...
ولكن عندما يعود الى بلاده كبطل قومي في نظر وسائل الاعلام،يواجه تحقيقا اقسى من الأول،بل تحقيق مزيف بتهمة الخيانة،وعلى اختلاف العمران والمباني التي يمارس فيها التحقيق بين كوريا الشمالية والجنوبية،فبينما كان نام يحقق معه في مباني فارهة وعلى درجة عالية من الأمنية ودعونا نقول الرفاهية،نراه اللآن يحقق معه ويعذب في قبو مع ديكورات اشبه بديكورات الحرب العالمية الثانية،ولكن النتيجة كانت واحدة مع التفاوت في قسوتها،فهو في بلده الآن متهم بالخيانة،وسوف يقتل نظرا لإصراره على الابحار مجددا للصيد واطعام عائلته....
القصة بمجملها صعبة التصديق،وتؤخذ فقط على انها كناية عن الشأن السياسي بين الكوريتين وعن الشفافية التي تعاني منها القومية الحقيقية....وهل هناك فرق شاسع بين الديمقراطية والديكتاتورية...
ولكن،أن يختم الفيلم بلقطة لأبنة نام وهي تلعب بالدمية ذات الطابع الغربي القادمة من كوريا الجنوبية،بل أن والدها قام باصلاحها وهو العمل الأخير الذي قام به قبل موته...؟
هل هناك دفاع ولو مبطن عن كوريا الجنوبية...وكأن دك يقول بأن الوضع في كوريا الجنوبية هو الأفضل على اي حال من الأحوال.
17/11/2020








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ذكريات يسرا في مهرجان كان السينمائي • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الفنان السعودي سعد خضر لـ صباح العربية: الصور المنتشرة في ال




.. الفنان السعودي سعد خضر يكشف لـ صباح العربية سبب اختفائه عن ا


.. الفنان السعودي سعد خضر يرد على شائعة وفاته: مزعجة ونسأل الله




.. مهرجان كان السينمائي : فيلم -البحر البعيد- للمخرج المغربي سع