الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماس و حزب الله و رقصة الموت

نزار جاف

2006 / 7 / 16
القضية الفلسطينية


التصعيدات الخطيرة جدا لکل من حرکة حماس و حزب الله اللبناني، يدفع بالمنطقة نحو مفترق خطير جدا قد تسفر عن تداعيات غير مسبوقة في النتيجة، وعلى الرغم من محاولات التهدئة المختلفة"إقليميا و دوليا"لکن الواضح أن الوضع آخذ في التفاقم سلبا سيما وأن ترابط القضايا و إختلاف الاهداف و التوجهات تؤثر هي الاخرى بشکل غير إيجابي في سير الاحداث.
إن المأزق الذي وقع فيه قادة حماس و حکومتهم، من جراء أزمة الجندي الاسرائيلي الذي کان بالامکان معالجته بکل هدوء، لم يکن لوحده هو الدافع وراء التصعيد المباغت لحزب الله، وإنما کانت هنالک أسبابا أخرى دفعت بکل من طهران و دمشق لتحريک يدهما الضاربة في لبنان على أمل أن يخلق ذلک مناخا سياسيا و أمنيا يکفل بتغيير مسار الامور و يعيد ترتيب الاوراق و خلطها مجددا.
طهران التي تقف بکل قوتها خلف حماس و تمدها بکل أسباب البقاء و دمشق التي تحتضن الجناح العسکري لحماس و توفر کافة أشکال الدعم"المسيس"لها، لم تجدان بدا من تصعيد الموقف خصوصا وأن کل المؤشرات تدل بوضوح أن العد التنازلي لهذين النظامين آخذ في التسارع وإن تأکيد الرئيس بوش إبان زيارته لالمانيا"إننا لانمزح مع الايرانيين"، إضافة الى إشارته الى الدور السوري السلبي في المنطقة، مع وجود حالة من التبرم العربي"الرسمي"من التحالف الايراني ـ السوري، کل ذلک دفع بطهران و دمشق التحريک أوراقهما المهمة في المنطقة أملا في إحداث کارثة ينجوان من خلالها.
ونظرة فاحصة للموقف السعودي الرزين و المتسم بالحکمة و المسؤولية، تؤکد أن هناک خطا فاصلا و عازلا بين ماهو شرعي و قانوني و ماهو تطرف و إرهاب خارج على کل أشکال القانون و رافض لوجود الدولة، هذا الموقف الحکيم سعى لإعادة الاعتبار للمنطق العربي في التعامل مع العالم و بين بوضوح أن المغامرين لا يمثلون شيئا في المحصلة النهائية و إن عليهم أن يتحملوا تبعات عملهم.
أما الموقف الاردني الذي کان هو الاخر أکثر وضوحا في وضع النقاط على الحروف، حيث أشار الى أن حزب الله يقوم بالنيابة بتنفيذ أجندة إيرانية و سورية، وهو الامر الذي باتت تشير إليه مختلف الدوائر المطلعة في المنطقة و حذرت منه في فترات سابقة.
أما الموقف المصري، فعلى الرغم من الصمت الذي يحيط به، لکنه ليس بالامکان أبدا عدم تحسس ذلک التبرم الضمني المفرط من هکذا تحرکات عسکرية"صبيانية"غير مضمونة العواقب.
ومهما يکن من أمر، فإن ثمة ربط قوي بين المطب الذي بات ينتظر إيران فيما يخص ملفها النووي دوليا، وبين هذا التصعيد في الاراضي الفلسطينية و جنوب لبنان، أما دمشق التي تعتبر بمثابة جسر لوجستي لطهران تعبر من خلالها المؤن و الاعتدة و"التعليمات"الى کل من حماس و حزب الله، فهي الاخرى تجد أن الانتظار من دون عمل ما، سوف يکون في النهاية لغير صالحها، ولذلک إتفقت مع حليفتها طهران الى دفع کل من حماس و حزب الله الى رقصة الموت!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زاخاروفا: على أوكرانيا أن تتعهد بأن تظل دولة محايدة


.. إيهاب جبارين: التصعيد الإسرائيلي على جبهة الضفة الغربية قد ي




.. ناشط كويتي يوثق خطر حياة الغزييين أمام تراكم القمامة والصرف


.. طلاب في جامعة بيرنستون في أمريكا يبدأون إضرابا عن الطعام تضا




.. إسرائيل تهدم منزلاً محاصراً في بلدة دير الغصون