الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى اليوم العالمي للحرية

مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)

2020 / 12 / 6
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


بالتأكيد تعد الحرية ومستوى وعيها الفردي والاجتماعي من أهم المعايير التقييمية لمستوى رقي المجتمعات في مناظير الخطابات الفكرية والسياسية على طول العالم وعرضه، معتبرة إياها من أهم المعايير لقياس التقدم الحضاري في دولة أو مجتمع ما.

أما من وجهة نظر علم الإدراك العقلي فتُعتبر الحرية مفهوماً يتشكل من خلال الممارسة اليومية للحياة الاجتماعية بشكل يتأسس على الشعور بالأمن من الأخطار التي تهدد الوجود الاجتماعي المباشر، فيروح الإنسان يكتشف حدود فرديته المتبئرة حول حفظ النفس من الفناء الحيوي، و ذلك من خلال ممارسته الاجتماعية بشكل نظم الحدود بين الحق الفردي والحق الاجتماعي للوصول في مرحلة أكثر تقدماً إلى اعتبار الحق الفردي جزءاً من حق المجتمع وحق المجتمع جزءاً من الحق الفردي.

ولكن عند الانتقال من ذلك التحديد النظري لتطور وعي الحرية عقلياً إلى المجتمع العربي في حالته التاريخية الراهنة نستطيع تلمس عطب بنيويٍ في الوعي المقرون بفهم وممارسة الحرية ناجماً بشكل مباشر عن الاضطراب العميق في رؤية الفرد لأمن ذاته الإنسانية نتيجة غياب الحد الأدنى من الضمان القانوني والاقتصادي والاجتماعي لحياة الفرد في المجتمعات العربية التي تنكست من رتبة المجتمعات الحقة إلى محض تجمعات من الأفراد لا يجمعهم فعلياً سوى حظهم العاثر في التواجد في نفس المكان و الزمان، و هو ما تكامل عبر عملية مطولة من الاستنزاف التاريخي للطموح النهضوي العربي بإنشاء مجتمعات طبيعية على مستويات بناها التحتية و الفوقية مفضياً لنكوص المجتمعات العربية في واقعها الراهن إلى تشكيلات من بنى وهياكل هشيمية حطامية تستند إلى أسس تلفيقية منخورة بتلاوين من الأعطاب الاجتماعية الناتجة عن إجهاض فرص التطور الطبيعي للمجتمعات العربية تفصح عن نفسها بتمظهرات من شاكلة الطائفية أو العشائرية أو المذهبية أو حتى المناطقية البائسة.

وهو واقع متهافت تاريخياً لم يكن لينتج سوى الشواه والشواش المتجذرين في رؤية الفرد العربي لهويته وكينونته ككائن اجتماعي عاقل، ومن ضمن ذلك معنى حريته التي لا يمكن أن تتطور معزولة عن واقع حياته المحاصر في غياهب الدول العربية الأمنية واستبدادها المقيم ومصارعه المدمرة لأي مآلات للتطور الطبيعي لوعي الحرية فردياً واجتماعياً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الهولندية تعتدي على نساء ورجال أثناء دعمهم غزة في لاه


.. بسبب سقوط شظايا على المبنى.. جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ت




.. وزارة الصحة في غزة: ما تبقى من مستشفيات ومحطات أوكسجين سيتوق


.. مسلمو بريطانيا.. هل يؤثرون على الانتخابات العامة في البلاد؟




.. رئيس وزراء فرنسا: أقصى اليمين على أبواب السلطة ولم يحدث في د