الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لبنان يدفع الثمن من يحصد النتائج

احسان طالب

2006 / 7 / 16
الارهاب, الحرب والسلام


الرئيس الإيراني أحمدي نجاد أعلن استعداد إيران لإعادة ما دمرته إسرائيل في لبنان انتقاماُ من العملية الناجحة التي نفذها حزب الله واستطاع على إثرها أسر جنديين وقتل ثمانية متجاوزاُ الخط الأزرق بين لبنان وشمال فلسطين المحتلة .

وسبق لإيران أن وعدت الفلسطينيين بخمسين مليون دولار بعد الحصار الدولي على حكومة حماس في مناطق السلطة الفلسطينية ، ولم تتمكن من تنفيذ وعدها لعدم وجود الآلية المناسبة لإيصالها ولا تخفي هذه الوعود إرادة في تأجيج الصراع ورغبة في استمرار حالة الصراع الدموي بين العرب والإسرائيليين .

السيد حسن نصر الله أكد بأن التخطيط للعملية استمر لخمسة شهور خلت قبل البدء بالتنفيذ الفعلي لعملية الأسر وما تلاها من حرب أعلن أنها مفتوحة وستصل إلى أبعد من حيفا وأكد مرارا حتمية النصر والانتصار بوعود أطلقها بعد قصف إسرائيل للضاحية ومقر حزب الله فيها .

إن نجاح حماس في عملية خطف الجندي جلعاد عبر نفق تجاوز الاحتياطات والتحصينات المتطورة للجيش الإسرائيلي ، وقدرة حزب الله على تنفيذ عملية جريئة داخل مناطق السيطرة الإسرائيلية وتمكنه من إصابة بارجة حربية وإغراق أربعة جنود يؤكد بصورة أو بأخرى وجود نقاط ضعف وخلل لدى القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية الحالية والتي يفتقد رئيس حكومتها ووزير دفاعها إلى الخبرة والتجربة العسكرية التي حظي بها أسلافهم في تلك المناصب .

وبمتابعة لتصريحات الحليف الأقرب لحزب الله يظهر الموقف الرسمي السوري رغبة في عدم اتساع نطاق العمليات الحربية لتشمل الأراضي السورية وتوضح التصريحات الرسمية استقلالية القرار للشيخ حسن نصر الله بعد خروج القوات السورية من لبنان ويقترن ذلك بتأييد شعبي وحزبي وإعلامي واسع للحرب المفتوحة مع العدو الصهيوني .

الموقف الرسمي العربي المتجلي باعتبار الأطراف الفاعلة لحرب حزب الله مغامرة غير محسوبة وخشيتها من إدخال دول عربية مجاورة في حرب مفاجئة يصعب التكهن بنتائجها ونهايتها في الوقت الذي مازالت أزمة حكومة حماس مستمرة وأتون الحرب الداخلية مستعرة في العراق .

أمام جملة الحقائق والوقائع المطروحة على طاولة البحث والتحليل لا يمكن تجاوز تساؤلات تطرح نفسها، هل قرار خوض حرب مفتوحة مع عدو متغطرس لا يعترف بالقوانين الدولية ولا بالقيم الإنسانية، يتربع فوق قوة عسكرية تسيطر على الماء والتراب والهواء. خاض خمسة حروب مع العرب وما زال يهيئ الظروف لاستمرار الحروب والهروب من السلام ، يجوز أن ينفرد به فصيل أو حزب أو قوة مقاومة في أصغر البلدان العربية المجاورة لإسرائيل.

ومع التعاطف والدعم والمساندة من الشعب اللبناني للمقاومة في صراعها المشروع مع العدو يتساءل اللبنانيون ألسنا شركاء في الوطن ؟ .. ألسنا شركاء في اتخاذ القرار الذي ندفع ثمنه أرواحاً ودماء ودمار وهل ينبغي أن يتحمل ثالث أصغر البلدان العربية كل تلك الأعباء والأثقال والأثمان الباهظة منفرداً دون حتى أن يكون له رأي في بدء الحرب أو على الأقل العلم بها والاستشارة في خوضها وخاصة وأنه اللاعب الأول وراس الحربة .

ويحق لبعض الأطراف الفلسطينية أن تتساءل هل من مصلحتهم نقل ثقل ومركز الاهتمام والقرار من بؤرة الصراع إلى نقطة لا مركزية تشكل جزءاً من محور إقليمي يتخطى الحدود العربية ليدخل في حسابات لأزمات ومشاكل دولية ربما تعد الأخطر والأعقد في العالم.

ومع كل ذلك فربما تكون المعركة الدائرة على أرض لبنان فرصة لقرارات عربية ودولية تعيد الترتيب الاستراتيجي للمنطقة وتهيئ الظروف لتطبيق القرارات المتفق عليها أمميا ًوتقدم دعما ً حقيقيا ً لقضية الشعب الفلسطيني الرازح تحت نير الاحتلال والذي لا يتوانى عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وبحق البشرية جمعاء كلما سنحت له الفرصة بذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد إقراره بالذنب.. القضاء الأمريكي يطلق سراح جوليان أسانج و


.. طفلان فلسطينيان يخرجان من بين نيران مدرسة قصفت من قبل الاحتل




.. غانتس: حماس فكرة لا يمكن تدميرها ولكن بإمكاننا القضاء على قد


.. أول مناظرة في فرنسا بين الكتل الانتخابية الرئيسية في خضم حمل




.. وساطة إماراتية تنجح بتبادل 180 أسيرا بين موسكو وكييف