الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سونتراك SONATRAC الجزائرية ودعم الإعلام الانفصالي المأجور

عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)

2020 / 12 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


ثمة إجماع دولي بخصوص الدور الذي يقوم به المغرب في محاربة التطرف والإرهاب بكل أشكاله ، وهو مبدأ نابع من قناعة المغاربة و تمسكهم أبا عن جد بقيم التسامح وحسن الجوار والتعايش والوسطية والاعتدال في التدين. لذلك أعلنت المملكة المغربية انخراطها المبدئي مع باقي دول العالم لا سيما القوى الكبرى لمحاربة كافة اشكال التطرف وعنف الإرهاب وعلى رأس هذه الدول الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وهو ذات الإجماع الدولي حول مسؤولية الجارة الشرقية ودعمها الواضح واللامشروط للانفصال وتغذيته ، وإطالة أمد النزاع المفتعل في الجنوب المغربي بهدف أطماع جغرافية توسعية.

وعندما فرض قرار المغرب الموقف الحازم والحاسم للقوات المسلحة الملكية والقاضي بكنس عناصر الانفصال وشطب آثار المرتزقة وقطاع الطرق الذين عبثوا بمعبر الكركرات الحدودي مع الشقيقة موريطانيا يوم 13 نونبر المنصرم. لم تستسغ شرذمة الانفصال المدعومة من الجزائر دحرها وهزيمتها النكراء في ساعات قليلة ، وإرغام المرتزقة على حرق خيامهم بمحتوياتها بالكامل دون قطرة دم ، لمجرد سماعهم هدير الفانتوم وصخب مدرعات القوات المسلحة الملكية . لينفضوا مثل الكلاب المذعورة ، بعد ما خلفوا وراءهم فؤوسا وسواطيرا وآلات حادة وبقايا من طعام وحقن وأمصال فضلا عن علب السردين والحليب والعدس ولوحات معدنية بترقيم جزائري.

هذا الإحساس بالهزيمة ، تمخض عنه ولادة أسراب من الذباب الإلكتروني يتواصل طنينها بقيادة المايسترو وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية ، بالموازاة مع ذلك وعلى الجانب الآخر ، نشطت عملية تجييش العملاء ، واستقطاب أصوات ضالة انقطعت بها السبل في هذا البلد الإفريقي أوذاك، لترديد معزوفات مشروخة حول النضال الصحراوي وتحقيق مكاسب وغنائم وهمية ، وتمجيد أسطورة الأراضي المحررة، سيناريو رتيب ورديء الإخراج تؤدي فاتورته سونتراك من خزينة مالية الشعب الجزائري وعلى حساب قوته اليومي
وتحتل سونتراك الجزائرية المركز الثاني عشر في ترتيب شركات النفط في العالم حسب التقرير الدولي لأفضل 100 شركة نفطية في العالم ، وفق ما أورده بيان صدر عن وزارة الطاقة والمناجم الجزائرية كما تحتل المركز الأول في أفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط، وثاني أكبر مصدر لغازالطبيعي المسال وغاز النفطي المسال وثالث مصدر للغاز الطبيعي في العالم. وبدل أن تستثمر هذه الشركة الجزائرية العملاقة، مداخيلها التي تقدر بالملايير من الدولارات في تطوير عقول الشباب، بما يلبي حاجياتهم ومتطلباتهم الاقتصادية والاجتماعية ، ويوقف زخم الحراك الشعبي المتواصل، الذي يطالب بتوفير شروط حياة تليق بكرامة شعب المليون ونصف من الشهداء نجدها تبعثرها هنا وهناك، من أجل خلق التوتر وعدم الاستقرار بالجنوب المغربي بدعوى مساندة حركة تحرر شعبية ،هي في جوهرها شرذمة انفصالية عاقة للوطن الأم .

من أجل فضح المخططات التي تقف من ورائها سونتراك باعتبارها الممول والمورد والضامن لحراك شرذمة الانفصال في الأقاليم الجنوبية للمغرب واحتضان شرذمة عاقة للوطن، شرذمة لم يبق أمامها سوى تجنيد المتطرفين لزرع الفتنة وإشعال فتيل الحرب بالمنطقة. تقصينا آراء مجموعة من النخب الجزائرية واستقينا مواقفهم من الصراع الدار والمفتعل في الخصر الغربي للقارة الإفريقية .

يقول أحد الشباب الجزائريين "الصحراء الغربية، ليست قضيتي ، قضيتي هي الجزائر وفقط ،أما الباقي فمجرد أوهام عشنا بها أكثر من 4 عقود ، وبسببها ثروة الجزائر راحت والشبيبة حرقت".
ويضيف زميل له في سخرية سوداء تعتبر الأشد قسوة ونكالا بما يسمى الجيش الصحراوي :بربي واش حابين تهبلونا ، جيش لابسين صنادل تاع بلاستيك ،حابين يربحو معركة مع جيش نظامي كالجيش المغربي؟؟؟؟
أما أحد ناشطي الفايسبوك فيعلق ساخرا على مقطع فيديو لعناصر من البوليساريو تقوم بحركات تدريبية غير متوازية " مناورة خطيرة لقوات الصناديل الخاصة في حرب النجوم"
ولا تتوقف الانتقادات القاسية لشباب الحراك الجزائري في توجيه سهام النقد للنظام الحاكم في قصر المرادية ،حيث يعلق أحدهم خبر نشرته قناة أوكرانية يفيد بأن الوكالة تحضر لإنشاء محطات لإنتاج و إطلاق الصواريخ في كل من استراليا و المغرب، بشراكة مع ألمانيا و الذي سينتج العشرات من مركبات الإطلاق في غضون سنوات قليلة قائلا " نحن في الجزائر الجنرالات نهبوا و حضنوا مرتزقة بوليزاريو و سلحوهم من أموال الشعب ليغطوا عن السرقات الكبرى المكدسة في البنوك الالمانية و السويسرية ليعيش اولادهم في النعيم و الشعب في جحيم."
وخلال الاستفتاء على الدستور الأخير ، عبر جزائريون عن رفضهم لبند هام في الدستور الجديد والذي يقضي بخروج الجنود الجزائريين للمشاركة في تفعيل القانون الدولي في البلدان المجاورة، وهو ما كان غير مسموح به في الدستور القديم. و اعتبر الجزائري نعمون " نسبة التصويت المنخفضة جدا دليل على إصرار الجزائريين على ضرورة الانتباه لمشاكلهم الداخلية أولا، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول".
وقال أحد الأساتذة الباحثين في علم الاجتماع " إن التغير الحاصل في الجزائر اليوم يتجلى في رفض أساليب التجييش التي تمارسها وسائل إعلام معروفة بقربها من السلطة وبتغير لونها كل حين بحسب متطلبات النظام القائم."
وأضاف مخاطبا مضيفه على إحدى القنوات الفضائية "لاحظ بأن نفس القنوات التي كانت تدعي الصحة الجيدة لبوتفليقة، وتكذب على الشعب، هي من يحاول الآن اللعب على وتر الانتصار للثورة الشعب الصحراوي".
وفي هذا الصدد، يرى ذات الباحث أن الفراغ السياسي في البلاد مشكلة بنيوية ، لكنه يرى أن عدم الانسياق وراء من وصفهم بـ "أبواق النظام" هو ما يدعو إليه الحراك الشعبي "الذي أثبت وعيه بالقضايا المصيرية للشعب الجزائري".
وبعد حادث 13 نونبر المنصرم الذي مكن شرايين الاقتصاد والرأسمال الحيوي للعبور بأمان بين إفريقيا وروافدها الحيوية في الشمال ،واعتبار المناطق العازلة في الصحراء المغربية منطقة حرب من قبل انفصاليي البوليزاريو ، تنشر مختلف الصحف المعروفة بالجزائر الموالية للنظام ، صورا على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي تقول إنها لـ"جنود صحراويين يودّعون أهاليهم، وأبناءهم قبل الالتحاق بجبهات القتال الأولى".

وقال أحد نشطاء الحراك الجزائري، وهو كريم عماد الدين، في حديث لموقع إعلامي إن بعض القنوات التلفزية تحاول "لفت انتباه الجزائريين لموضوع آخر غير المطالبة بتغيير النظام".
وفي الرصد الشامل للوضع السياسي في الجزائر المحتقن في الجارة الشرقية ،فإن كثيرا من شباب الحراك الآن يفضلون الحديث عن مشاكلهم الداخلية، بدل التدخل في شؤون خارج حدود بلدهم. وبرأيهم، فإن هناك تغيرا ملحوظا في رؤية الجزائريين للموقف الرسمي من مختلف القضايا السياسية والاقتصادية التي تمور بها البلاد .
و كتب أحد المستخدمين "أنا كشاب جزائري لا تهمني قضية الصحراء المغربية أو الغربية، وتابع معبرا " كل الحب والتقدير والاحترام لأخوتي المغاربة، قوتنا في وحدتنا ولا فرق بين مغربي و جزائري إلا الحدود التي أقامتها فرنسا".


إلى ذلك ، و بعد الفرار الكبير للانفصاليين المسلحين من معبر الكركرات الذين هربوا كالجرذان المرعوبة مخلفين وراءهم ترسانة من أسلحة ومخدرات، ثمة سؤال يفرض نفسه كيف يمكن للعالم أن يصدق خرافة النشطاء المدنيين الصحراويين وهم مدججون بالأسلحة البيضاء ،وخارج نظام الطبيعة المدنية وقانون الاحتجاج المتعارف عليه ؟

في عواصم بعض الدول الأوروبية ،وعلى ضوء التطورات الأخيرة بمعبر الكركرات ، نجحت الاستخبارات الجزائرية في تجييش فئة العملاء المأجورين هكذا انبرت بعض الأصوات الممولة من خزينة سونتراك، والمحسوبة على الانفصال في الجنوب المغربي ، لترديد تصريحات جوفاء وهذيان مشروخ مثل الببغاوات. شباب مدرب ومؤهل للكلام فقط دون وعي ولا حس تاريخي وبلا بوصلة سياسية ، بعدما تلقن دروسا صماء جوفاء في طبعة رديئة من كتاب التاريخ والجغرافية تم إعداده بقصر المرادية على المقاس وعلى أيدى الاستخبارات في الثكنات العسكرية الجزائرية .

شباب حداثي لا دراية له في الواقع ، ولا رصيد سياسي معرفي يؤهله للحديث كخبير أو محلل سياسي ملم بالأحداث العالمية وسياقاتها في ظل ما يشهده العالم اليوم من تكتلات ومركبات مصالحية . لكنه نجح بضمان غلاف مالي منتظم يتسلمه من مالية الخزينة الجزائرية ، يسمح له بالتسكع في حانات عواصم العالم والضحك على الدقون بجمل وعبارات تعود للماضي البعيد، يقذفها على شكل تصريحات صحفية لهذه الوسيلة الإعلامية أو تلك . تقليعات شبابية مأجورة وارتزاقية ليس إلا ،على حساب قوت الشعب الجزائري، تلتهم ما تبقى من فتات المساعدات الإنسانية التي يذهب ريعها لحساب الجينرالات في الأبناك الدولية . شباب صحراوي مغرر بهم ، لم يتسنى لهم مغادرة فترة المراهقة بعد ، بتسريحة شعر وربطة عنق وملامح باردة ، يحمل صفة سياسية كممثل للبوليزاريو ."

والحقيقة أن الأمر يتعلق بدفعة من العملاء لا تتقن سوى ذهن الشعر وارتداء لباس الاستوديو والظهور بمظهر الديبلوماسية . فبمجرد ما تعطى لهم الكلمة يشرعون في تلاوة النص المحفوظ ، فتبرز أسنان نخرها التبغ وعبثت بها المشروبات الروحية دورس من اللوح القديم محفوظة عن ظهر قلب ،هي مجرد تواريخ وأرقام أوهام وضلالات .

هؤلاء الشباب المحسوب على الصحراء ظلما وعدوانا ، هم من جنسيات مختلفة من موريطانيا من دول الساحل وجزائريون ومرتزقة تم تجنيدهم من دول الساحل والصحراء ، يقدمون أنفسهم سفراء للشعب الصحراوي ومدافعون عن الجمهورية الوهمية من غير إدراك للحقائق التاريخية والمعطيات الجغرافية الضاربة في عمق التاريخ . يتحدثون عن أراض محررة وهي مناطق عازلة ،ويسردون مواثيق أممية ذات الصلة بأسلوب انتقائي ، ويقنعون أنفسهم بحملات قصف عسكري وهمي للجيش الصحراوي متواصل ليل نهار على طول الجبهات لليوم الرابع عشر ، وسيلتهم في ذلك ،لغة مرتبكة محنطة ، تدفع المحلل الإعلامي والقناة المستضيفة إلى انتهاج ديبلوماسية التصحيح ، وتوضيح الحقائق ، واللجوء أحيانا إلى توقيف الحديث بدعوى احترام البروتوكول التواصلي للبرنامج .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح


.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با




.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على


.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف




.. الجزيرة ترصد وصول أول قافلة شاحنات إلى الرصيف البحري بشمال ق