الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تذكرة للرحيل

ربيعة العربي

2020 / 12 / 6
الادب والفن


توجهت نحو محطة القطار. كانت الشمس تميل نحو المغيب. أحسست بأني والشمس رفيقان. استسلمت لهذا الإحساس الغريب. تهت في تأملاتي. كنت أسير ببطء غير عابئة بهرولة المهرولين. هاتفني منير بصوت مبحوح ليخبرني بأن الجميع في انتظاري. أسرعت الخطى نحو شباك التذاكر. وقفت أنتظر دوري بفارغ الصبر، وإذا بي ألمحه بقامته الممشوقة وملامحه الباردة و شعره الأسود الكثيف. إنه هو. رغم أنني لم أره لمدة طويلة تذكرته. كان يرتدي نفس البذلة البيضاء. رجل بملامح صارمة و حركات واثقة. قلما تلحظه العين. تذكرت أول مرة رأيته و تذكرت المرأة الذي كانت جالسة أمامي في القطار. تذكرت كيف همس في أذنها وكيف أنها أحست بالاختناق وماتت. لم يصلني ما قال لها حينئذ. سألته بإلحاح:
- ماذا قلت لها، هل نقلت إليها خبرا سيئا فلم تستطع تحمله؟
نظر إلي نظرة باردة و غادر بدون أن يلتفت وراءه.
مضت عشرون سنة على هذه الحادثة... والآن أراه يسير بكل ثقة بين المارين. أحسست بانقباض وهممت بالمغادرة، لولا أنني رأيته يتحدث هاتفيا و سمعته يقول لمحدثه: خمس دقائق وأكون عندك. تنفست الصعداء وأخذت التذكرة. هرولت نحو القطار كأنني أهرب من طيف يطاردني. أخذت مكاني وبدأت أتصفح الجريدة. كان المقعد الذي بجانبي شاغرا، غير أنه ما كاد القطار ينطلق حتى شغله رجل... لم ألق إليه بالا في البداية، لكن البذلة البيضاء جعلتني ألتفت إليه. إنه هو. بابتسامة باردة اقترب مني وهمس في أذني بكل هدوء: تريدين أن تعرفي ماذا قلت لها. قلت لها ما سأقوله لك الآن. حان دورك. أنت عروس هذه الليلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة