الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيكولوجية الخوف الفيروسي.. مولود الزمن الكوروني

حياة البدري

2020 / 12 / 9
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


"سيكولوجية الخوف الفيروسي" إبداع جديد جاء إلى حيز الوجود، جراء اجتياح فيروس كورونا، إنه كتاب مشترك بالعربية والفرنسية، لكل من الدكتورعبد القادر ازداد والدكتورة ليلى الشرقاوي، أستاذي علم النفس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، صدر بالبيضاء عن «دارالريان للطبع» يوم السبت 05 دجنبر 2020، وهو يتمحورحول الواقع السيكولوجي للفرد والمجتمع في ظل اجتياح وباء كورونا لكل بقاع العالم و الذي يتسم بالاضطراب و الشك و عدم الاستقرار.
ويشمل كتاب "سيكولوجية الخوف الفيروسي"، والموجه للقارئ المتخصص وغير المتخصص، في شقيه العربي والفرنسي، معالجة علمية لمحاور مهمة عبر الإجابة عن الأسئلة المشروعة من قبيل: ما هي تأثيرات الأزمة الصحية على نفسية الإنسان وعلاقاته الاجتماعية؟،ما هي الفئات العمرية والبشرية الأكثر تضررا؟، لماذا ينتشر الخوف بسرعة كبيرة أكثر من الفيروس نفسه؟، ما هو دور وسائل الإعلام
ووقعها السيكولوجي في وصف و قراءة الأزمة الصحية ؟ وكيف يمكن تحليل وتوقع الخسائر الجانبية المرتبطة بالجائحة؟.

ويوضح أستاذي علم النفس بكلية عين الشق،عبد القادر أزداد وليلى الشرقاوي، أنهما قدما تحليلا عميقا لجائحة كورونا وتأثيراتها النفسية المختلفة عبر أسلوب علمي يتوخى رصد السياق العام للظاهرة، وعملا على إبراز تطور الوباء وتأثيره على البشرية ، وكيف استيقظ الضمير الجمعي و عجَّل بطرح أسئلة مصيرية، كما عملا على التطرق للبنية النفسية لما قبل كورونا وكيف ولَّدت الخوف الفردي والجماعي كأهم ردود الفعل النفسية، خاصة أثناء سريان الحجر الصحي و ما تلاه من تحول مفاجئ في سلوك الفرد والمجتمع.

ويبرز الدكتور عبد القادر أزداد، بخصوص نفسية المغاربة والناس عامة، وما اعتراهم من هلع في ظل الاجتياح الكوروني، أنه أمر طبيعي أن يخاف الناس أفرادا وجماعات، نظرا للطريقة التي قدمها ويقدمها الإعلام للوباء، وسرعة انتشاره وكونه غير مرئي، وعبارة عن فيروس ميكروسكوبي يصيب الخلية وينتقل عبر اللمس أو الرذاذ من جهة، خصوصا و أن طبيعة بعض المجتمعات تقوم تقاليدها و عاداتها اليومية على التحية بالمصافحة والتقبيل والعناق المبالغ فيه أحيانا، وفي لحظة واحدة يتم منع هذا السلوك لكونه مصدرا لأذى وسببا لانتشار العدوى، حيث لا شك أنه أمر سيفرز خوفا جماعيا وليس فرديا فحسب، ومن ثمة فالتخوفات حسبه هي طبيعية وحتمية، إذا ما أضيفت إليها البنية النفسية السابقة عن ظهور كورونا، التي تميزت في مجمل الأحيان بالهشاشة والضعف نتيجة الضغوطات الناجمة عن إحباطات مختلفة، أفرزها وساهم فيها عنف المعيش، وكأن في الانسان في العصر الحالي حائز على استعدادات قبلية تدخله في نوبات الخوف الحاد والمرضي لأتفه الأسباب، وبالأحرى في مثل هذه الظروف التي يسقط فيها ضحايا يوميا بالآلاف بل عشرات الآلاف في كل البقاع.
وبخصوص علم النفس ودوره في مجتمعنا الراهن و خلال هذه الجائحة، يرى أستاذ علم النفس، عبد القادر أزداد، أن مرد اعتماد المقاربة السيكولوجية بالإضافة إلى الظرفية التي خلقتها الجائحة، يرجع إلى الدور الأساسي والهام لعلم النفس في كل مناحي الحياة وحيثما وجد الإنسان و في كل الظروف، فالفرد في المجتمع المعاصر لم يعد فقط في حاجة إلى الملبس والمأكل و التوالد والعمل والتسوق وممارسة الرياضة...، بل أصبح في حاجة ملحة لتجويد أساليب الحياة ومظاهرها بالاعتماد على معايير الصحة النفسية بمفهومها الحديث، أما فيما يتعلق بدوره في مثل هذه المناسبات فهو ضروري و أساسي، أثناء وبعد الوباء، فإذا كانت الأمراض و الأوبئة من الناحية البيولوجية والعضوية والطبية تنتهي بمجرد ما يشفى منها المصاب ،فإن الأعطاب التي تخلفها في البنية النفسية للفرد لن تنتهي بسهولة وقد تستمر لعقود طويلة أو مدى الحياة، نتيجة مايسمى بقلق ما بعد الأزمة، الذي سيخلف الجائحة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناخبون في تشاد يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد


.. مقتل 4 جنود إسرائيليين بقصف لحماس والجيش الإسرائيلي يبدأ قصف




.. الانتخابات الأوروبية: أكثر من نصف الفرنسيين غير مهتمين بها!!


.. تمهيدا لاجتياحها،الجيش الإسرائيلي يقصف رفح.. تفاصيل -عملية ا




.. تهديد الحوثي يطول «المتوسط».. خبراء يشرحون آلية التنفيذ والت