الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من مذكرات امرأة متحرّرة

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2020 / 12 / 9
الادب والفن


لا ضوء في آخر النّفق . . ليته نفق!
هذا المكان ليس فيه شيء سوى البئر
تأتيني الكوابيس في الليل
أسمع أصوات نساء، وحتى في بعض الأحيان يفدون حياتهم بالقبول بشروط " قاضي البئر" لا أحد يسمع توسلاتهم، بل حتى بعد أن يرموهم في البئر يقول بعض الكتّاب في قاعة المحكمة: لم نعذبهم كفاية كي نردعهم عن أفعالهم!
قد يهيّأ لي، لكنه حلم كلّ ليلة ، أشعر أنني لن أستطيع الخروج من هذا المكان.
أحياناً أركض مع الكلب ، وهو أفضل كائن هنا، يحاول أن يكون لطيفاً معي.
هنا تضيع أيامي
أخسر ما تبقى لي من صفة الإنسان
أعزّي نفسي : أقول أن هدفي نبيل
وأصرّ على أنّني سوف أحقّقه
قد أكون أحلم حلم يقظة
. . .
أحتاج إلى مغامرة
حياتي مرهونة بمغامرة
أن أخرج من المكان، أو أن أغيّره
قد أموت، مع أنّني جبانة لا أحبّ الموت ، لكنّني مضطرة إلى المغامرة كي أتفادى ذلك الموت، الحياة جميلة حتى لو عشتها بطريقتي، تشعر في بعض الأحيان أنّك إنسان تستحق أن تعيش بكرامة، مجرد شعورك أنّك إنسان شيء يستحق.
سوف أنشئ حساباً وهمياً على الفيس بوك باسم " المؤمنة"
سوف أدعو إلى مجموعة نناقش فيها قضايا النساء تحت شعار الإيمان.
أبتسم لنفسي أصبحت جاهزة لاختراق المكان . سوف أجد من يتجاوب معي . سوف أبدأ بنقاش . عنوان حلقة اليوم: هل علينا أن نسمي النساء المتحرّرات أحراراً أم حرائر؟
-هل هناك فرق ؟ تسأل المؤمنة ديبة .
بالطبّع! الحرائر هن اللواتي يحافظن على فروجهن حتى لو كان الزوج مدمن على بيوت الدّعارة ، و الأحرار هنّ اللواتي يرغبن في الحرية.
أيتها الكافرة ! تنادين بالزنى! تعليق السيدة ثورة .
تستحقين الرّجم . تعليق أبو ثورة .
سوف ألغي حسابي. أشعر بالرعب، أرتجف.
كأنّ زوجي أفضل من جميع من رأيتهم من الرّجال و النساء، قبلّ أن أعيش في بيته، و أن أخدمه .
أفكرّ أن أعود إلى السجن- بيت زوجي- لكنّه لن يقبل. أصبحت مرفوضة لأنني بلا زوج ، حتى لو كنت عبداً في بيت ذلك الوغد كان المجتمع سوف يحترمني.
سوف أستمر في ثورتي، وسوف أنجح. . .
لا. لن أنجح.
لو نجحت امرأة واحدة لنجحت أنا. من هو دعمي؟
وهل جميع النساء الناجحات لديهن دعم؟
سمعت سكرتيرة وزير الكهرباء تقول عندما فازت بالقصة ، وقبضت من دولة عربية تهتم بالأدب عشرة آلاف دولار: فوجئت أنني الفائزة . اعتقدت أنّني أكتب لنفسي، لكن سيادته شجعني على الكتابة ومنحني من وقته. صدّقتها. أنا أصدق كل الشّائعات. رغم أن منصبها متواضع، فهي مجرد سكرتيرة. الإبداع لا يعرف الحدود.
كأنني مصابة بخرف شيخي مبكّر. لا أقرأ الدنيا. التعليقات على السكرتيرة كانت مقنعة ، فقد قالوا أنها لم تكتب، لكن الوزير كلّف أحدهم بكتابة النّص، وقدّمها للمشرفين على الجائزة ، و هم لا يرفضون له طلب كونه يعمل كصبيّ عند أميرهم ، وهكذا فازت . اتهموها بأنّها تستغل الوزير مع أن عمره ستون، وعمرها عشرون .
سوف أضرب رأسي بالحذاء. إنني مغفلة. النّاس تفهم خفايا الأمور، و أنا لا زلت أعجب بالكاتب الثوري، و الفنان العصامي . الحقيقة لا أقرأ ولا أرى معارض فنية، لكن تعلمت كل ذلك من التلفزيون الوطني. أنا مثلهم: مؤمنة أخاف الله، غير مؤمنة لا أحبّ رجال الدين، وفي جميع الأمور أمثلّ صوت العبودية .
أعلنتُ الثورة ، لأنّ داخلي يكاد ينفجر، لكنّ خارجي هو صورة طبق الأصل لما تعلمته من خرافات. كيف يمكنني أن أحرّر ذهني ؟
سميت نفسي الخائفة
المهزومة
الثائرة
المزيفة
لكنني لم أخفْ مثل اليوم. أشعر أن أحداً يسمع ما يدور بيني وبين نفسي .
أخاف أن أفشل
أن أسقط في البئر
أن أموت في هذا المكان.
سوف أهرب غداً من هنا . . . لن أستطيع تغيير الأمور .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - -ثقافة الاحترام مهمة جدا في المجتمع -..محمد شردي يش


.. انتظروا حلقة خاصة من #ON_Set عن فيلم عصابة الماكس ولقاءات حص




.. الموسيقار العراقي نصير شمة يتحدث عن تاريخ آلة العود


.. تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على آلة العود.. الموسيقا




.. الموسيقار نصير شمة: كل إنسان قادر على أن يدافع عن إنسانيته ب