الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركي الفيصل والاحتلال الموسع

خالد الصعوب

2020 / 12 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو أن لوي الذراع لا يجدي نفعا مع ولي العهد السعودي، فعندما حاول الصهاينة العبث معه أطلق تركي الفيصل ينزلهم منازلهم ويصرح بأن الاحتلال لن يصبح استغلالا وأنه ليس ولي عهد أبوظبي ولن يرضى بإذلاله على الملأ كما فُعل بالإمارات.

يتسارع المشهد فتصبح الإمارات نكتة إسرائيلية وتقبل بتمثيل مسرحية على أراضيها يسخر فيها الصهاينة من البداوة والعرب والإماراتيين تحديدا، ضحكوا من الإماراتيين حد الثمالة ولم يحرك الإماراتيون ساكنا، بل رضوا بأن يفعل بهم أكثر من ذلك فبنوا حائط مبكى صناعي يحاكي حائط البراق وجعلوا صلاة بين المسلمين واليهود في عقر دار الإمارات.

لبس اليهود ثياب الإماراتيين وصلوا صلاة اليهود فلم يعد يعرف فرق بينهم، وعندما رد ابن سلمان على عبث نتنياهو معه، أطلق الصهاينة والإماراتيون معا حسابات إلكترونية وهمية تنادي بحق اليهود المضطهدين في أرض خيبر والحجاز في مبادرة صريحة للهجوم على السعودية باستخدام القفاز الصهيوني.

لم يأتي تركي الفيصل بجديد، فالشمس لا تغطى بغربال والاحتلال يشرد ويقتل الفلسطينيين ثم يلجأ للذلة والمسكنة واجترار الاضطهاد ليبرر هذا ويبرر احتلاله للخليج العربي بحجة التسامح والأخوة الإنسانية، ولكن ابن سلمان ليس ابن زايد، ولا يخشى من استخدام القوة المفرطة ليبين للصهاينة وغيرهم أنه لا يرغم وأنه ليس مجرد تابع يملى عليه فينفذ.

ما لا يدركه ابن سلمان هو أن السعودية تملك كل مقومات النهوض بالأمة وأن قراره فيصل كما كان والد تركي. ما لا يدركه هو أن السعودية هي الهدف وليست الإمارات إلا المدخل وأن الصهاينة كانوا يأخذون ما يعطى لهم ولكنهم في هذا الزمان يأخذون غصبا ولا ينتظرون عطية لا من بلفور ولا ترامب وأنهم لن يتوانوا عن اغتصاب السعودية من أي ثغرة يجدونها. ما لا يدركه هو أن الصهاينة في أخوتهم الإنسانية يذكرون اسم قرية عصت عليهم في احتلال فلسطين على الطائرة التي حملت اسم السلام، هو سلام إن أردتم تسميته كذلك ولكنه ثأر مبيّت ضد العرب كل العرب. ما لا يدركه هو أن ما يسمونه العودة لمكة هو مشروع قائم لديهم ويعملون عليه بلا كلل أو ملل. ما لا يدركه هو أن الأردن مربط الفرس وأن قيادتها وحدها هي التحالف الأكثر براغماتية في خضم التداعيات المحيطة بالسعودية. ما لا يدركه هو أن الصهاينة لا يستعجلون بأخذ ثأر بعد عشرين عاما بل ينتظرون مائة وألفا. ما لا يدركه هو أنهم إن دخلوا السعودية فلن يخرجوا منها بل وسيذلون عزيزها. ما لايدركه هو أن بيده قلب المعادلة رأسا على عقب في قلب العالم الإسلامي. ما لا يدركه هو أن الصهاينة يسخرون ممن يواليهم ومن يتبع ملتهم لا يرضون عنه بل يجعلونه بحسب ملتهم عبدا لهم. ما لا يدركه هو أن الإمارات تجر السعودية لمستنقع التطبيع وما إن تغرق فيه حتى تنفض يديها منها وتنضم للشامتين من الدمار الذي سيلحق بها جراءه.

مناورة تركي الفيصل لم تأتي بغير الحقيقة ولكنها يجب ألا تتوقف عند مناورة، فالسعودية يمكنها أن تملي مطالبها على الصهاينة وتتحكم في المشهد السياسي في المنطقة بدل أن تدفع ثمن أسرها وهي الحرة فتصبح مادة للسخرية والتندر من قبلهم أنفسهم من يدعون المبادرة للسلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا