الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترامب -الإمبراطور الروماني- المنقذ؟

مشعل يسار
كاتب وباحث ومترجم وشاعر

(M.yammine)

2020 / 12 / 9
السياسة والعلاقات الدولية


=====
يتساءل بعض أصدقائي بدهشة واستغراب عن تحمسي لعودة ترامب البرجوازي المنتمي إلى الحزب الجمهوري المحافظ إلى البيت الأبيض لأربع سنوات أخرى. ليس لدي أي إيمان ثابت ومطلق بأن ترامب سيشيل الزير من البير، ولكن بغياب المهلهل والزير بين احزابنا الشيوعية التي كان من المفترض ان تنهض على راس نضال الشعوب للخروج من هذه الحفرة الجماعية التي وضعتها فيها قلة ضئيلة من شياطين الرأسمالية كشركات ألأدوية والاتصالات وراسمالية البورصات المالية التي تشكل اليوم مافيا عالمية مخيفة حقا وأخطبوطاً ماليا يستخدم شتى الحروب ضد الشعوب بما فيها حروب الاوبئة المصطنعة الهادئة من دون قعقعة السلاح ويضخمها إعلاميا عبر وسائل الإعلام العالمية الكبرى الماجورة له بفضل قعقعة وثرثرة المذيعين والصحافيين ليل نهار في آذان الناس المستحمقين فيصبح لها مفعول الحروب العادية بل أشد - وقد وصّفها جيدا الفيلسوف الأميركي نعوم تشومسكي - بشبه غياب تلك الأحزاب عن التأثير السياسي على المجتمعات بسبب من قصورها عن فهم ما يجري من أمور خطيرة، لا بد ان ترى في الضد السياسي لهذه العصابة التي ارتضاها الديمقراطيون واليسار الاميركي حليفاً له بحجة الوقوف ضد الجمنوري المحافظ ترامب والمعدود من قبلهم - وهم الاشرس ضد الشعوب - مجنونا كما عدوا ميشال عون عندنا أيضا مجنونا حين جاء ولو كلاميا بشعارات حول الإصلاح والتغيير - خشبة خلاص ولو مرحلية، وغير ثابتة وغير أكيدة، وأن تفضل "السيئ" على الأسوإ والأخطر إذا صح التعبير.
لننظر الى مجمل سياسة ترامب الداخلية "الرجعية" راسمالياً بمفهوم الاقتصاد السياسي اي التي تريد إرجاع الرأسمالية المنتجة لتشغيل الناس العاطلين عن العمل في ظل راس المال البورصوي المضارب الذي لا ينتج غير المؤامرات على الشعب والتلاعب بالعملة كوسيلة للإثراء الشخصي فلا يحول النقد الى اي بضاعة، وإلى سياسته الخارجية في الانسحاب من الحروب والاحتلالات التي تسببت بها سنوات حكم الديمقراطيين (يسار اميركا البرجوازي المتصهين) ودعوته إلى التخلي عن حزب الناتو كموروث من الحرب الباردة وسياسته الإيجابية تجاه روسيا والتخلي عن اعتبارها عدوا رئيسيا للولايات المتحدة والديمقراطية في العالم كنظرة موروثة أيضا من زمن المكارثية والحرب الباردة، وحين تنظر إلى ما قام به من إقالات في الوزارات الأمنية لا سيما وزارة الدفاع ومجيئة بمسؤولين أمنيين يؤيدون دعوته إلى إخراج القوات الأميركية من أفغانسان والعراق وسوريا وغيرها وبدأه هذه المسيرة بخطوات عملية استجلبة لرغبة ناخبيه الأميركيين، ودعوته في الأمم المتحدة إلى السلام بين الشعوب والتطور المستقل واحترام ثقافة الآخرين ومشيئتهم - وكلمته في الأمم المتحدة التي اوردها في مقالته الناشر الفرنسي ديلاوارد (ترجمتها ونشرتها على صفحتي) احد الادلة - ترى ان ترامب - بغياب شخصيات ثورية معاصرة متل لينين وستالين هو الأفضل بين الخيأرات المتاحة.
نحن بأمس الحاجة الآن إلى عودة ترامب خاصة لينهي هذه العربدة السياسية الأشبه بالحرب الهجينة الكونية على الشعوب والتي اسمها الكورونا ويعيد إلى العالم وحدته وتواصله ضمن تناقضاته المعروفة، أي طبيعته وسجيته. هل سينجح؟ لا أحد يعلم لأن الأخطبوط المالي والسياسي الذي اسمه "الدولة العميقة" قوي وقوي جداً، وتخشاه حتى المحكمة العليا الأميركية. فهل سيعلو صوت الشعب الأميركي المساق إلى التبعية والحروب عبر هذا الأخطبوط على مصالح الواحد بالمائة التائق إلى استعباد البشرسة جمعاء وهو ممتطٍ صهوة الدولة العظمى أميركا؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير الخارجية التركي: يجب على العالم أن يتحرك لمنح الفلسطيني


.. غارات إسرائيلية تستهدف بلدتي عيتا الشعب وكفر كلا جنوبي لبنان




.. بلومبيرغ: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائف


.. التفجير الذي استهدف قاعدة -كالسو- التابعة للحشد تسبب في تدمي




.. رجل يضرم النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترمب في نيويورك