الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
معترك العين والمخرز
مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب
(Mousab Kassem Azzawi)
2020 / 12 / 9
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
ملخص من إعداد فريق دار الأكاديمية لمداخلة شفهية قدمها مصعب قاسم عزاوي في النادي الثقافي العربي في لندن.
إنّ وقفة مدققة تستند في المقام الأول إلى الإحساس العفوي بمصلحة الفرد من خلال مصلحة الجماعة ستحيلنا مباشرة إلى شعور عميق بهلع جلل على مستقبل وحيوية العالم العربي الكبير، والذي أصبحت أخطار التذرية والتفتيت العنوان المضمر والأكثر رواجاً للنزعات الفكرية والإعلامية الاختراقية التي تتناول مستقبل المنطقة وعنوانها العريض تهشيم المجتمعات في ذاك الفضاء الجغرافي، وإعادة هيكلتها وفق رؤية بربرية يراد لها أن تكون الوجه الأكثر (نصاعة) للإمبريالية الجديدة المعولمة.
و قد يكون التهشيم النفسي والحضاري على رأس قائمة صدوعات التذرية الاجتماعية مفصحاً عن نفسه بتعزيز شعور التنكس التاريخي والعقم الحضاري مترافقاً مع دق طبول احتراب الأشقاء وأبواق حصار قابيل لهابيل، ومحاولة قرن استدامة تلك الحال الشوهاء باستمرار الدفاع عن حق تلك المجتمعات في حياة كريمة و عادلة لأبنائها، وتسويق أنّ المدخل الوحيد للهروب من هذا المصير(المحتوم) هو الانصياع في ركاب مشاريع التصفية الحضارية للمجتمعات العربية من خلال المشاريع الاستسلامية المتنوعة، و على رأسها إعادة إنتاج مشروع الشرق الأوسط الجديد جهاراً نهاراً دون الحاجة لتلطي المنخرطين في حبائله وراء كواليس التورية، و الخطابات الإعلامية التزويقية، وأشكال الشراكة الاقتصادية المختلفة العناوين المتماثلة المضمون؛ و هي نفس المشاريع الانبطاحية المسوقة بتهافت و تهالك منقطع النظير عبر قنوات وفضائيات دس السم في الدسم هادفٍ دائماً لزرع دعوات التيئيس والإحباط، وتعزيز الفرقة الاجتماعية في نسيج المجتمع العربي لتبقى دوماً كحصان طروادة الأكثر تقدماً من أجل تحقيق أهداف التهشيم الحضاري للكتلة التاريخية في المنطقة العربية، معضودة باتكائها على مجموعة من أصوات (الحثالات) الانتهازية ـالكمبرادورية و التي تتفاخر دائماً بكونها تمثل أنياباً للنهب والنهش الاقتصادي والثقافي بالوكالة عن القطب الإمبريالي البربري الوحشي المعولم.
ونستطيع وبكثير من اليقينية القول بأن المدخل الأول واللازم لمقاومة نزعات التهشيم والتذري الحضاري يتمثل في إعلاء قيم الوحدة الوطنية في وجه قيم التفارق والاختلاف ضمن جدلية تدرك بأن الصمود في وجه قيم العامل الخارجي التفتيتي يتمثل في أولاً في تعزيز اللحمة الداخلية للنسيج الاجتماعي الوطني حيث أن مقومات الصمود الأولى هي ثبات الكتلة التاريخية وتلاحمها مما يجعلها أكثر قدرة على الصمود الذي يمكن له أن ينتقل إلى موقع الفعل و التأثير إذا استطاع الاستفادة من المخزون الحضاري والبشري الهائل في فضاء العالم العربي، و الذي للأسف الشديد لم يخرج إلى حيز التأثير إلاّ في فترات محدودة من التاريخ العربي المعاصر وضمن ظرف استند إلى حركة مستندة إلى الزخم وليس على الوعي النوعي عندما يأخذ طريقه إلى السوية الشعبية الأكثر اتساعاً.
ونستطيع التشديد على أنّ قيم التوحيد الأولى التي يجب السعي الدؤوب لترسيخها في الواقع الاجتماعي للكتلة التاريخية في المنطقة العربية تتمحور حول المربع المنهجي التالي:
أولاّ: تعزيز منهج التعددية الفكرية والإيديولوجية والسياسية ومفهوم القبول بوجود الرأي الآخر على قاعدة من التكافؤ والندية والتكامل من أجل تكامل الجهود للدفاع عن الوجود الحضاري للكتلة التاريخية، والذي يمثل الهدف الذي يجمع عليه كل الفرقاء، والذي يجب أن يترافق دائماً بالنضال لاستنهاض وتوطين القاعدة الديموقراطية في حقلي السياسة والمجتمع وخاصة فيما يتعلق بخيارات المجتمعات الأكثر حيوية وجوهرية وتمس مستقبل وجودها الحضاري.
ثانياً : إعادة الاعتبار لمفهوم التشارك الاجتماعي والتساوي في حق المواطنة، وأنّ الوطن والوطنية حق للجميع ضمن شرط توازن الحقوق والواجبات والذي يجب أن يشمل الجميع ضمن إطار مجتمع القانون الذي لا يملك أحد تجاوزه بأي حال من الأحوال.
ثالثاً: محاربة الفساد والمفسدين باختلاف تلاوين وأشكال ذلك الفساد، والوقوف بكل صلابة ودأب لمساندة كل الاجتهادات في ذلك الصدد، والتي لا بد أن تبدأ بالاجتهاد لمقاومة الاستبداد والنظم الأمنية وما تفرزه من فساد مقيم حتى لو كان محكوماً بتوازن القوى المختل بين مآقي المفقرين المظلومين ومخارز الفاسدين من النهابين وأصنام الاستبداد.
رابعاً: الوقوف بكل حزم، وخاصة من قبل المثقفين بوجه كل النزعات والأطروحات التجزيئية والتفريقية والنكوصية من قبيل النزعات الشوفينية والإثنية الضيقة والمذهبية والإقليمية والطائفية التقوقعية؛ مع ضرورة التشديد على احترام كل الخصوصيات الثقافية و الحضارية والقومية والتاريخية ضمن شرط التساوي والاحترام لشروط التعاقد والتشارك الاجتماعي الذي تعيش ضمنه الكتلة التاريخية في المنطقة العربية؛ حيث أن هذه المركبات والنزعات التنكسية التفتيتية تطرح خطرها الداهم والكامن دائماً، والمتمثل بتهديد تسيير المنطقة في ركاب الفوضى الخلاقة لتسهيل تنفيذ مشاريع التذرية والتفتيت الساعية للهيمنة على المنطقة ومقدراتها، ووأد احتمالات العيش الكريم لأبنائها و من سوف يخلفهم فيها في قابل الأيام.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. رولكس من الذهب.. ساعة جمال عبد الناصر في مزاد
.. Socialism 2024 rally
.. الشرطة الألمانية تعتدي على متظاهرين مناصرين لغزة
.. مواطنون غاضبون يرشقون بالطين والحجارة ملك إسبانيا فيليب السا
.. زيادة ضريبية غير مسبوقة في موازنة حزب العمال تثير قلق البريط