الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طريق الحرير ومنع التقارب مع بكين

محمد باني أل فالح

2020 / 12 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


خلال الأيام القليلة الماضية زارت العراق وفود تجارية سعودية على مستوى عالي من التمثيل الدبلوماسي وقد تم عقد عدة أتفاقيات تعاون مشتركة بين البلدين في مجال الطاقة والصناعة والأستثمار في مجال البناء والسماح بدخول 26 شركة سعودية متخصصة في مجال الأعمال التجارية وتأتي تلك الزيارات المتلاحقة في مسعى سياسي الغاية منه تخيف الضغط على حكومة الكاظمي من الذهاب نحو طريق الحرير بعد ألغاء أتفاقية الصين وإبطاء خطوات أنجاز ميناء الفاو الكبير بالأضافة الى الحد من تنفيذ مشروع إيران قلب طريق الحرير الذي تسعى طهران لتنفيذه منذ سنوات حكم رئيس الحكومة الإيرانية رفسنجاني .
استطاع الإيرانيون توقيع اتفاقيـة تعاون تجـاري لتحويل إيران إلى مركز ترانـزيت للبضائع الصينيـة لحين تفعيـل طريق الحريـر وعند زيارة الرئيس الصيني لطهران تم التوقيع على مشروع تعاون مشترك يتضمن أنشاء ممرين أحداهما طريق بحري وأخر بري يبدأ الطريق البحري من ميناء منطقة شينجيانغ في شمال الصين ويصل إلى أوروبا وإفريقيا وخط سكك أخر يصل موانئ إيران الجنوبية بدول أوروبا .
أما الطريق البري فيبدأ من منطقة شيآن في جنوب الصين ثم يدخل الحدود الإيرانية من منطقة سرخس قبل أن يتفرع في غرب إيران إلى ثلاثة طرق :
• الطريق الأول .. يتجه صوب تركيا ومنها يصل أوروبا عبر اسطنبول ثم يتفرع إلى أتجاهين داخل ألمانيا الأول يتجه إلى مرفأ نوتردام بينما يصل الثاني إلى إيطاليا.
• الطريق الثاني .. وينطلق من منطقة آستارا الإيرانية عبر أذريبجان ثم يتجه نحو موسكو وبعد ذلك الى شمال أوروبا.
• الطريق الثالث .. يدخل الأراضي العراقية ثم الى ميناء اللاذقية في سوريا وميناء بيروت.
وبرغم صغر المساحة التي يتحرك فيها طريق الحرير ضمن الأراضي العراقية ألا أننا نجد هناك معارضة أمريكية لدخول العراق ضمن نطاق طريق الحرير الذي تتخوف منه معظم دول الخليج العربي التي ترتبط بمصالح مشتركة مع أمريكا ومن خلفها أسرائيل التي تسعى الى جعل الأمارات هونك كونك الشرق الأوسط ومركز لجذب رؤوس الأموال والأستثمارات في المنطقة بعد مساعي التطبيع التي سارت عليها الأمارات مؤخراً ومنح الجنسية الإماراتية لمواطني أسرائيل وحق التملك والأستثمار في كافة دول الخليج العربي أستناداً لقانون مجلس التعاون العربي ( خليجنا واحد ) وهو ما يسمح لأسرائيل بالتمدد وتحقيق حلم أسرائيل الكبرى على حساب دول الخليج العربي حيث ماكينة الدهاء اليهودي التي يخشى تفعيلها كما حصل مع الشعب الفلسطيني عندما تم شراء المنازل والأسواق ودور العبادة ومن ثم رميهم خارج حدود المدن الفلسطينية كلاجئين مع توفر النفوذ والقدرة المالية التي يتمتع بها اليهود في العالم وأمتلاكهم السطوة على العالم في هذا المجال وقدرتهم على تحريك مليارات الدولارات لذلك فمن الممكن أن يكون هناك دور كبير لأسرائيل في ضرب مساعي العراق نحو تحقق حلم طريق الحرير ومشروع ميناء الفاو الكبير الذي يعاني من أزمة قرار سياسي منذ عدة سنوات بسبب المال السياسي وتدخل بعض القوى الخارجية والتدخل الأمريكي المباشر في فرض أحدى الشركات الكورية لتنفيذ المشروع بأقتراض خارجي مع وجود العرض الصيني الذي يمتاز بخاصية أنجاز المشروع بطريقة الدفع بالأجل ولمدة عشرون عاماً مع فترة سماح لمدة خمسة سنوات .
تضغط أمريكا بأتجاه تحويل الأنظار صوب الأمارات من خلال تحويل تلك الصحراء الى منتجع سياحي ومركز مالي ضخم بأموال وخبرات أجنبية يعمل من خلالها على أدارة مشاريع المنطقة الأقتصادية بأموال يهودية تعمل على أضعاف دول محور طريق الحرير الذي تسعى أيران الى ربط المحيط الهندي ببحر قزوين ومن خلال دول أسيا الوسطى بأتجاه فنلندا ودول أوربا لكي تتمكن من الإفلات من العقوبات الأمريكية وتحويل حلم إيران بأن تكون قلب طريق الحرير وإستقطاب الأموال عن طريق الاترانزيت عبر استحداث شبكة من خطوط سكك حديد من موانئ أيران الجنوبية ( ميناء أروند رود في خوزستان ) التي سيمتد أحد خطوطها صوب العراق ومن ثم الى دمشق بإتجاه البحر الأبيض المتوسط .
ومع كل ذلك الصراع المحتدم أزاء كبح التمدد الصيني صوب منطقة الشرق الأوسط نرى تكالب قوى إقليمية ودولية لأضعاف العراق تارة من خلال زعزعة الأمن الداخلي ونشر الإرهاب وأعمال العنف وكذلك التظاهرات المفتعلة التي أدت الى أسقاط حكومة عادل عبد المهدي بعد توقيع أتفاقية التعاون المشترك مع الصين وتارة من خلال سياسة التجويع وقطع سبل النهوض بالاقتصاد العراقي ومحاولة تكبيلة بالديون والأقتراض الخارجي من خلال صندوق النقد الدولي بعد الهبوط الكبير الذي حصل بأسعار النفط والذي كان أحد أسبابه ضخ السعودية لكميات كبيرة من النفط أبان الأيام الأولى لأزمة كوفيلد 19 التي ساهمت هي الأخرى بتدني أسعار النفط عالمياً ومن خلال ذلك نرى تلاحق الأزمات المالية المفتعلة والتي يحاك بعضها في دهاليز المخابرات الدولية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل