الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معادلات جديدة نتيجة الحرب الدائرة على الساحة اللبنانية

سحر حويجة

2006 / 7 / 17
الارهاب, الحرب والسلام


تدور هذه الأيام رحى حرب مفتوحة، على الأرض اللبنانية، تلتهم البشر والحجر ، أعلنتها إسرائيل حرب مدمرة ، حيث إنها تركز على تدمير البنية التحتية في لبنان، كل ذلك يجري أمام صمت العالم، ممثلاً بمجلس الأمن الذي رفض حتى استنكار الحرب الدائرة التي تستهدف الأبرياء من الأطفال والنساء ، همهم الأول كان أن يقولوا إن البادي أظلم، بل لعل القرار الدولي بنزع سلاح حزب الله الذي عجزت عنه الحكومة اللبنانية، كان الموجه والمسيطر على الموقف الدولي خلال جلسة مجلس الأمن الدولي ، لمناقشة الحرب الدائرة، واتفقت الأطراف المتعارضة عادة، حول قضايا الشرق الأوسط، روسيا، وأمريكا، بدا الموقف كأنه مراهنة على إسرائيل لعلها تستطيع أن تخلق الشروط المناسبة ، لنزع سلاح حزب الله، كنتيجة نهائية لهذه الحرب، من خلال إضعاف حزب الله ومحاصرته، وإحراجه أمام الشعب اللبناني ، الذي وحده يدفع الثمن، مما يمهد الطريق لتأليب الرأي العام اللبناني، والعربي، والدولي ضده.
أما الموقف العربي الرسمي، بعد أربعة أيام من بدء الحرب، عقد وزراء الخارجية العرب قمة، سبقت المؤتمر تصريحات، على الرغم من تباين المواقف وفق مصالح الأطراف، خرج الاجتماع، بموقف الهروب إلى الأمام، وتسليم القضية للمجتمع الدولي ، من إعلان موت عملية التسوية في الشرق الأوسط، والدعوة لإحياء عملية حل شامل لقضية الشرق الأوسط، واتخذوا دور المتفرج على الحرب الدائرة، على كل حال لم يكن متوقعاً منهم أكثر من ذلك.
أما النظام السوري الذي يبدو للوهلة الأولى ، أنه الرابح الأول من هذه المعركة، لا شك أيضاً أنه المدافع الأول بين الأنظمة العربية عن المقاومة اللبنانية ، حيث تشكل هذه الحرب متنفساً للنظام السورية في علاقته مع المجتمع الدولي، لمواجهة العزلة الدولية المفروضة عليه، بما يملكه من تأثير على موقف حزب الله، ودعوة الأطراف الدولية لدور سوري فاعل لوقف الحرب، وهذا ما صرح به جورج بوش، النظام السوري لا يقبل بهذا الدور على بياض ولمجرد الطلب، لكن هذا لا يجعل النظام السوري في موقف قوي، مازالت سوريا والنظام السوري في دائرة التهديد الإسرائيلي، عبر توجيه ضربات عسكرية متوقعة ، لأن في هذه الضربات العسكرية ، أحد الوسائل لدفع سوريا للتوسط لدى حزب الله، أو حتى الطلب منه لوقف إطلاق النار، والإذعان للموقف الدولي، لأن سوريا حتى اليوم لم تتخذ أي موقف، يشير إلى استعدادها في الدخول بحرب مباشرة مع إسرائيل، فهي دائماً واجهت التحرشات الإسرائيلية، بعدم الرد أو المواجهة، هذا الاحتمال قائم في حال تصاعدت أزمة الموقف الإسرائيلي على الصعيد اللبناني.
أما حزب الله الذي دفع باتجاه اتخاذ قرار الحرب مع إسرائيل، أو على الأقل توقع نشوب هذه الحرب ، فوراء هذا القرار أسباب متعددة، مع إن السيد حسن نصر الله أطلق على عملية خطف الجنود الإسرائيليين، شعار إطلاق الأسرى اللبنانيين، وركز بالاسم على الأسير سمير قنطار، لغة لا نعرف كم يعنيها، السيد حسن نصر الله، ولكن هذه اللغة لا يفهمها جميع الحكام العرب، حيث مازال الإنسان في أخر دائرة اهتمام الأنظمة العربية، إن الهدف الأول و الحقيقي للعملية التي قام بها حزب الله، هي من أجل تخفيف ضغط الحصار الإسرائيلي، المفروض على الشعب الفلسطيني في غزة. و الهدف الآخر دفع إسرائيل إلى تغيير تكتيكها، حيث كانت إسرائيل تتحاشا صداماً مع حزب الله، و تسعى للضغط على النظام السوري، من أجل الضغط على قيادة حماس، وتهديده بشكل مباشر عندما أرسلت طائراتها لتحوم فوق قصر الرئاسة السوري، هكذا دفع حزب الله إسرائيل لتغيير خطتها، وبدأت ا لمواجهة المباشرة مع حزب الله، إضافة إلى ذلك هناك هدف آخر هام، يسعى له حزب الله، وهو هدف موجه إلى الداخل اللبناني ، من أجل تأكيد قوته، عدة وعتاد، وتحمل مسؤولية المواجهة والدفاع في هذه الحرب الدائرة كاملة، حيث بدت فيها الحكومة والدولة اللبنانية على الحياد، وحيث وقف الجيش اللبناني خارج هذه المعركة، هكذا أكد حزب الله وزعيمه حسن نصر الله، بالموقف العملي، إنه لا بديل عن المقاومة لحماية اللبنان، فهي تفوق الجيش عدة ، وهي ليست مكشوفة للعدو، سواء مواقع أسلحتها ، أو مواقع مقاتليها، كل ذلك سيزيدها هيبة وقوة، في الساحة اللبنانية، وتأكيد دورها بهدف حسم النقاش ، الدائر على طاولة الحوار بشأن مستقبل المقاومة. حيث أنه سيسكت من قال ، بقدرة الجيش اللبناني، على حماية الوطن.
إن خطة إسرائيل، في ضرب البنية التحتية، من جسور ومنشآت، سوف يضيف إلى العجز المالي للدولة اللبنانية عجزاً جديداً، ويؤخر خطة الحكومة في الإصلاح الاقتصادي، وربما الفائدة الوحيدة للدولة اللبنانية ، هي في تبرير عدم قدرتها على نزع سلاح حزب الله أمام المجتمع الدولي، وكلما طالت هذه الحرب، و استمرت إسرائيل بضربها للأهداف المدنية، واستمر حصار لبنان، هنا يلعب عامل الزمن دوراً هاماً ، لجهة استنزاف القدرة على التحمل ودفع الحكومة اللبنانية ، والأطراف اللبنانية ، والشعب اللبناني، من أجل الدعوة لوقف هذه الحرب المدمرة ، وفق الشروط التي ستطرح في سياق تطور الأحداث الدائرة ، التي لن تتم إلا على حساب هزيمة حزب الله، أو على الأقل إنهاكه، ودفعه للإذعان، خاصة أن شرط حزب الله الوحيد مبادلة الأسرى أصبح غير ذا قيمة في مقابل الخسائر البشرية الكبيرة التي ولدتها الحرب، إن تنازل حزب الله بهذا الاتجاه سيكون خطوة ضده على الصعيد اللبناني، وسيكون درساً في أن لا يعود إلى تكرار عملية البدء بالاعتداء على إسرائيل، وأن لا يتخذ قرار بدء الحرب بدون اتفاق مع الحكومة، وهذه أحد الخلافات القائمة، أما دفاعه عن شروطه والاستمرار في تحمل مسؤولية هذه الحرب الدائرة، وتسجيل انتصارات كفيلة بدفع إسرائيل للتنازل والمقايضة هنا فقط سيحقق مصالحه. وهذا كله مرهون بمجريات الأحداث التي تنذر بمخاطر متعددة على المنطقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا