الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأحزاب القومية الكردية في تسعى لإستكمال مستلزمات الحرب الأهلية في العراق

طه معروف

2006 / 7 / 17
الارهاب, الحرب والسلام


في ظل التصعيد الأمني الخطيرالذي تزداد حدته جراء استمرار العمليات العسكرية والأرهاب الأعمى والفجائع اليومية وسيل انهار الدم التي تسفك ، بعد مبادرةرئيس الوزراء نوري المالكي الطائفية العقيمة التي فشلت بدفع الأمور قيد انملة للأمام على طريق تهدئة الأوضاع الأمنية، وبعدما فشلت بكسب دعم بعض الدول العربية أثناء زيارته الخليجية ، وفي ظل احتمال اغراق العراق في اتون الحرب الأهلية، التي تطحن مناطق وسط وجنوب العراق، وبعدما تحولت عاصمة العراق بغداد الى مسرح حقيقي لهذه الحرب القذرة في الآونة الاخيرة بشكل لم يسبق له مثيل ،طار المالكي الى كردستان واجتمع مع قيادات الحركة القومية الكردية وخصوصا رأس حكومة الأقليم مسعود البرزاني حيث بحث الطرفان خلال محادثاتهما إمكانية نشر القوات الكردية في المناطق الملتهبة وخصوصا في العاصمة بغداد والتي تعد من اخطر الخطوات التي تسلكها الاحزاب القومية الكردية نحو الدخول في الحرب الاهلية في العراق-في حال تنفيذها- أو بعبارة أخرى فأن نشر الميليشيات الكردية (البيشمركة) في تلك المناطق الساخنة تعتبر عملية استكمال لشروط ومستلزمات الحرب الاهلية في العراق .
إن دخول الميليشيات الكردية في الصراع الدموي الدائر بين الكتل السنية والشيعية في المعارك السابقة ضمن قوات ألأحزاب الشيعية والقوات الأمريكية بصورة غير معلنة ،اعقبتها تهديدات بعض الدول العربية و الكتل السنية في العراق واعقبتها عدة عمليات تفجيرية في مدن اربيل وكركوك والسليمانية و أودت بحيات العشرات من المدنيين بالإضافة الى تهديدات بإستهداف الأهداف في عمق أراضي ومدن كردستان في أية لحظة.إن مشروع التدخل أو نشر القوات الكردية في تلك المناطق الحربية ،هي بمثابة السير نحو نسف الوضع الأمني في كردستان بصورة فعلية إسوة بمناطق وسط وجنوب العراق وهي محاولة لجر كردستان، التي تتمتع بشئ من الهدؤ النسبي المؤقت ، الى أتون حرب عرقية طائفية اهلية ستؤدي لا محالة الى تصعيد الموقف الامني المتأزم اصلا في العراق و تمهد الارضية الخصبة للحرب الميليشياتية وتوسيع نطاقها لتشمل كردستان ايضا .
إن الأحزاب القومية الكردية ليست طرفا محايدا في النزاع والصراع الدائر في العراق بل انها تشارك فيها بشكل أو آخر منذ سقوط بغداد بصورة مباشرة وبالتالي فان مشروع نشر القوات الكردية في تلك المناطق لاتخدم إطلاقا تهدئة الاوضاع الامنية إن لم تكن تزيدها تعقيدا لإن دخولها في هذه المناطق يستوجب تحديد الموقف من احد طرفي الصراع ،فإما الوقوف بجانب الكتل والاحزاب الشيعية وإعلان الحرب على الكتل السنية او الوقوف بجانب الكتل السنية ومحاربة الطرف الآخر لإن الطبيعة الصراع الدائر ومشاركة الاحزاب القومية الكردية في العملية السياسية الامريكية لا تعطيها صفة الحياد لتقوم بدور الوساطة وإن قواتها لا تستقبل بغير نيران هذه الاطراف او تلك وان امراء الميليشيات، السنية او الشيعية لن يقبلوا باي حال من الاحوال اية دور للميليشيات الكردية وان استخدام الورقة السنية من قبل الاحزاب القومية الكردية اضعف من ان يضع حجر على حجر في طريق تهدئة الاوضاع الامنية وخطوة كهذه لايستنتج منها المرأ غيرالمساهمة في تسخين الصراع وتوسيع رقعته وإشعال نيرانه في تلك المناطق التي لم تشتعل فيها لحد الآن وفق رغبة أمراء الميليشيات المسلحة .
إن هذه المبادرة الخطيرة من قبل الاحزاب القومية الكردية تثبت مرة اخرى بان مصير الجماهير ومطالبها العادلة لم تكن يوم من الايام قضية هذه الاحزاب و انها لم تكن معنية بحلها بصورة جذرية وانما كانت و ستبقى وسيلة لقمع الجماهير وتضليلها وفق مصالح تلك الاحزاب وإلا فما جدوى الدخول في هذه الحرب الطائفية الاهلية التي ادانتها الجماهير وتحاول تجنبها عبر التفافها حول مطلب استقلال كردستان .ان الوقوف بوجه هذه المبادرة الخطيرة للأحزاب القومية الكردية مسألة ملحة للجماهيرو لا تقبل التأخير لإنه في حال تنفيذها ستتحول كردستان الى ساحة ومسرح حقيقي للقتال وعلى الجماهير الوقوف بوجهها و بوجه مجمل سياستهم المعادية لحل قضية جماهير كردستان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف ساهم متابعي برنامج -ماذا لو- بتطوّره؟ • فرانس 24 / FRAN


.. رومانسية خيالية، غرام مأجور... اليابان، مختبر أشكال الحب الج




.. العنف الجنسي ضد القاصرات: -ظاهرة متجذرة- في الـمجتمع الـمصري


.. فوضى ونهب وعنف في كالدونيا الجديدة.. هل استقر الوضع الأمني؟




.. التطبيع السعودي الإسرائيلي.. غاية أم وسيلة؟