الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بقينا فى وطننا رغم أنف الصهاينة

رانية مرجية

2006 / 7 / 17
القضية الفلسطينية


كنت فى التاسعة عشرة من عمري عندما تم أخذى الى مركز الشرطة فى مدينة الرملة للتحقيق معى حول امور تخص "أمن الدولة"، أذكر ذلك اليوم جيدا وكأنه حدث بالأمس القريب..

لم اكن فى البيت، كنت فى حديقة قريبة انا واختى ابنة السنتيين آنذاك وكان أبى قد غادر الى مدينة رام الله الصامدة لنقل جدتي "أم أمي" الى بيتها، وجدتي هذه عايشت النكبة وغادرت اللد مشيا على الاقدام لغاية رام الله فى عام 1948 ولغاية اليوم تحتفظ بمفتاح البيت، و"الكواشين" للبيت الذي استولوا عليه وعلى اراضي العائلة القادمون الجدد من أوروبا في حين أجبرت عشرات العائلات العربية على مغادرة اللد تحت تهديد السلاح.

كان قد وصل الى بيتنا سبعة من عناصر الشرطة وثلاثة جنود وكانوا يطرقون باب البيت بصورة جنونية فبدأت امى تولول وتصرخ: ماذا حدث.. قال لها احدهم، لقد اتينا من اجل رانية واجتمع الجيران على صراخ أمي التى صرخت فى وجهي: ماذا فعلت، ماذا يريدون منك؟، وانا صامتة.

أخرج أحد الشرطيين امرا باستصحابى فورا وعندما سألته لماذا قال بسبب ديوانك "رسالة الى الطغاة" وسفرك الدائم الى رام الله وبير زيت وبيت جالا.. هدّأت من روع أمي، وقلت لها لا تخافي انه مجرد استجواب، وخرجت معهم الى المركز.

جلس معى ثلاثة محققين ومحققة متدربة، اثنان منهم عرب.. تلخيص التحقيق كان كالآتي: نحن نعرف كل شيء عنك ونعرف كل تحركاتك ولا يليق بك ما تفعلين فأنت مسيحية ولست عربية، اكتبى شعرا عن الحب وعدينا أنك لن تشاركي ولن تشتركي بأى نشاط سياسي، فوجدت أن عليّ ان اجيبهم: أولا انا عربية فلسطينية احمل الجنسية الاسرائيلية لانها فرضت عليّ وانا سأستمر فى الطريق، ألستم تدعون ان هذه الدولة ديمقراطية، ألا يحق لى التعبير عن رأيي ام انها ديمقراطية تخص الصهاينة فقط!

اصمتى يا وقحة، صرخت المحققة، ولكني لم اصمت، عندها فوجئت بأنهم يهددوني بعائلتي.. إن لم تفعلي هكذا، سيهدم بيتكم ويطرد والدك من عمله، سنقتل احد اقربائك.. وللحقيقة لم أخف ولم ارهب.. فقد علمت أن هذه سياستهم للتخويف وكسر المعنويات وابتسمت وقلت افعلوا ما شئتم انا لا اخاف سوى الله.

عندها تغيير الأسلوب معي، وقامت المحققة بصفعى والبصق عليّ فالتزمت الصمت وعندها طلب منى ان اوقّع على ورق فرفضت وقلت هنالك قوانين دولية افعلوا بى ما شئتم، لن اوقّع على ورق.. تركوني نصف ساعة وتبدل المحققون ليحل محقق يتدلى من صدره صليب كبير وعرض علي فنجان قهوة فرفضت.. عرض امامي تفاصيل دقيقة عن اسرتى وحتى عن اجدادي قائلا من الافضل ان تتعاونى معنا انت مسيحية مثلى وانا خائف عليك.

لا ادري لماذا فى تلك الساعة شعرت انى اريد ان اصفعه واقول له انت حقير وخائن والمسيح والمسيحية من امثالك بريئان.. تماسكت لبعض الدقائق ولم اعره اهتماما، فبدأ بتهديدى قائلا:

الذباب الازرق لن يعرف لك مكانا، سأشوه صورتك، سأقضى عليك، ساغتصبك، سأجعلك مدمنة على المخدرات.. وفجاة حاول رفع قميصي فدفعته وبصقت عليه.. اكثر من خمس ساعات مكثت هنالك.. وخرجت بقوة وتصميم اكبر وعرفت ان هذه الدولة لا تتمكن الا من الجبناء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إلى أين سيقود ستارمر بريطانيا؟ | المسائية


.. غزة .. هل اجتمعت الظروف و-الضغوط- لوقف إطلاق النار؟ • فرانس




.. تركيا وسوريا.. مساعي التقارب| #التاسعة


.. الانتخابات الإيرانية.. تمديد موعد التصويت مرتين في جولة الإ




.. جهود التهدئة في غزة.. ترقب بشأن فرص التوصل لاتفاق | #غرفة_ال