الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكري الإعلان العالمي لحقوق الإنسان

لطيف شاكر

2020 / 12 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


مع بداية هذه السنة المخصصة لذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان نود أن نؤكد على أهميتها الفريدة والمستمرة. فتبنّي هذا الإعلان في العاشر من ديسمبر ١٩٤٨ قد سجّل واحدًا من أوائل التعبيرات الشمولية لمجتمع دولي. فبدون أية أصوات معارضة، أكدت الدول الست والخمسون الأعضاء في الأمم المتحدة، ومن كل المناطق، على الكرامة الأصيلة لكل كائن بشري، وعلى أن حكم القانون فوق مبدأ القوة، ووضعت صالح الفرد البشري في قلب القانون الدولي. كما أن الخارطة الأخلاقية للعلاقات الدولية قد أعيد رسمها. وحتى هذا التاريخ، ألهمت هذه الوثيقة التاريخية ما ينوف على ستين معاهدة وميثاق دولي، والتي اكتسبت نفوذًا متضاعفًا من خلال دمجها في الأنظمة القانونية الوطنية.

وبينما تعصف الفوارق الاقتصادية والعنف والتعصب والانحطاط البيئي بسكان العالم فإن الانتباه يتجه تدريجياً إلى مسئوليات الدول تجاه دعم حقوق الإنسان وتعزيزها. ومن شأن تلك الأوبئة العالمية أن تساعد على بروز وعي جديد للمسئولية الدولية وإعادة صياغة مفهوم السيادة من كونها حق أصيل إلى كونها مسئولية. إن الوعي الآخذ في النضج للمجتمع الدولي، وتطور آليات رصد حقوق الإنسان وتطبيقها، وظهور مجتمع مدني حيوي لدعم هذه الحقوق، إنما هي عوامل واعدة بأن نظامًا عالميًا قادرًا على الحفاظ على كرامة الفرد ونبله سوف يتحقق.لإعلان العالمي لحقوق الإنسان هو وثيقة حقوق دولية تمثل الإعلان الذي تبنته الأمم المتحدة 10 ديسمبر 1948 في قصر شايو في باريس. الإعلان يتحدث عن رأي الأمم المتحدة عن حقوق الإنسان المحمية لدى كل الناس.

الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يتألف من 30 مادة ويخطط رأي الجمعية العامة بشأن حقوق الإنسان المكفولة لجميع الناس.

يعتبر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان سنة 1948 من بين الوثائق الدولية الرئيسية لحقوق الإنسان والتي تم تبينها من قبل الأمم المتحدة، ونالت تلك الوثيقة موقعاً هاماً في القانون الدولي، وذلك مع وثيقتي العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية من سنة 1966، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من سنة 1966. وتشكل الوثائق الثلاثة معاً ما يسمى "لائحة الحقوق الدولية". وفي 1976، بعد أن تم التصديق على الوثيقتين من قبل عدد كاف من الأمم، أخذت لائحة الحقوق الدولية قوة القانون الدولي.

مع بداية هذه السنة المخصصة لذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان نود أن نؤكد على أهميتها الفريدة والمستمرة. فتبنّي هذا الإعلان في العاشر من ديسمبر ١٩٤٨ قد سجّل واحدًا من أوائل التعبيرات الشمولية لمجتمع دولي. فبدون أية أصوات معارضة، أكدت الدول الست والخمسون الأعضاء في الأمم المتحدة، ومن كل المناطق، على الكرامة الأصيلة لكل كائن بشري، وعلى أن حكم القانون فوق مبدأ القوة، ووضعت صالح الفرد البشري في قلب القانون الدولي. كما أن الخارطة الأخلاقية للعلاقات الدولية قد أعيد رسمها. وحتى هذا التاريخ، ألهمت هذه الوثيقة التاريخية ما ينوف على ستين معاهدة وميثاق دولي، والتي اكتسبت نفوذًا متضاعفًا من خلال دمجها في الأنظمة القانونية الوطنية.

وبينما تعصف الفوارق الاقتصادية والعنف والتعصب والانحطاط البيئي بسكان العالم فإن الانتباه يتجه تدريجياً إلى مسئوليات الدول تجاه دعم حقوق الإنسان وتعزيزها. ومن شأن تلك الأوبئة العالمية أن تساعد على بروز وعي جديد للمسئولية الدولية وإعادة صياغة مفهوم السيادة من كونها حق أصيل إلى كونها مسئولية. إن الوعي الآخذ في النضج للمجتمع الدولي، وتطور آليات رصد حقوق الإنسان وتطبيقها، وظهور مجتمع مدني حيوي لدعم هذه الحقوق، إنما هي عوامل واعدة بأن نظامًا عالميًا قادرًا على الحفاظ على كرامة الفرد ونبله سوف يتحقق.


أثناء الحرب العالمية الثانية اعتمد الحلفاء الحريات الأربعة : حرية التعبير، حرية التجمع، التحرر من الخوف، والتحرر من الحاجة، كأهداف الحرب الرئيسية. ميثاق الأمم المتحدة "التأكيد على الإيمان بحقوق الإنسان الأساسية، وبكرامة الفرد وقدرة الشخص البشري"، وتلتزم به جميع الدول الأعضاء على تشجيع "الاحترام العالمي ومراعاة حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع دون تمييز على أساس العرق، أو الجنس، أو اللغة، أو الدين " عندما أصبحت الفظائع التي ارتكبها الجيش النازي واضحة بعد الحرب العالمية الثانية، كان توافق في الآراء داخل المجتمع الدولي أن ميثاق الأمم المتحدة لم يحدد بما فيه الكفاية الحقوق التي أشار إليها، وبالتالي ظهر الإعلان العالمي الذي يحدد حقوق الأفراد اللازمة لتنفيذ أحكام الميثاق بشأن حقوق الإنسان.

الصياغة
تم استدعاءالكندي جون بيترز همفري من قبل الأمين العام للأمم المتحدة للعمل على مشروع الصياغة، وأصبح الصائغ الرسمي للإعلان، كان من مساعدي همفري اليانور روزفلت من الأمم المتحدة، وجاك ماريتان ورينيه كاسان من فرنسا، شارل مالك من لبنان، وجيم - تشانغ من جمهورية الصين، وآخرين. في الوقت الذي تم تعيين همفري مديرا لشعبة حقوق الإنسان في إطار الأمانة العامة للأمم المتحدة، وقد تم تشكيل لجنة حقوق الإنسان، وهي هيئة دائمة تابعة للأمم المتحدة، للقيام بالعمل على إعداد ما تم تصوره في البداية باعتباره التشريعة الدولية لحقوق الإنسان وقد صمم لعضوية اللجنة أن تكون ممثلة على نطاق واسع من المجتمع الدولي مع ممثلي البلدان التالية : أستراليا، بلجيكا، الجمهورية السوفياتية البيلاروسية الاشتراكية تشيلي، الصين، مصر، فرنسا، الهند، إيران، لبنان، وبنما، الفلبين، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، وشملت اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، وأوروغواي ويوغوسلافيا. أعضاء من المعروف جيدا للجنة اليانور روزفلت في الولايات المتحدة، الذي كان رئيسا، وجاك ماريتان رينيه كاسين من فرنسا، وشارل مالك من لبنان، وبي.سي. تشانغ من الصين، وغيره. قدمت المسودة الأولية همفري الذي أصبح النص عمل اللجنة.

الاعتماد
صدقت الجمعية العامة في 10 ديسمبر/كانون أول 1948 بتصويت 48 لصالحه، 0 ضد، وامتناع 8 عن التصويت هي اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفياتية، جمهورية بيلوروسيا الاشتراكية السوفياتية، تشيكوسلوفاكيا، جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية، وجمهورية بولندا الشعبية، واتحاد جنوب أفريقيا والمملكة العربية السعودية.

مشروع الإعلان
كانت لجنة حقوق الإنسان مكونة من 18 عضواً يمثلون شتى الخلفيات السياسية والثقافية والدينية. وقامت إليانور روزفلت، أرملة الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت برئاسة لجنة صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. واشترك معها رينيه كاسين من فرنسا، الذي وضع المشروع الأولي للإعلان، ومقرر اللجنة شارل مالك من لبنان، ونائب رئيسة اللجنة بونغ شونغ شانغ من الصين، وجون همفري من كندا، ومدير شعبة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الذي أعد مخطط الإعلان. ومع هذا، فإنه كان ثمة تسليم بأن السيدة روزفلت كانت بمثابة القوة الدافعة وراء وضع الإعلان. ولقد اجتمعت اللجنة لأول مرة في عام 1947.

على الرغم من الدور المركزي الذي كان يقوم به الكندي جون همفري، امتنعت الحكومة الكندية في التصويت الأولي عن التصويت على مشروع الإعلان، ولكن في وقت لاحق صوتت الحكومة الكندية لصالح المشروع النهائي في الجمعية العامة.

وكانت أكثر الحقوق بروزاً هي -حق العمل وعدم التمييز في الأجر -حق الراحة وقضاء وقت وقت الفراغ -المستوى المعيشي الذي يحقق الرفاهية والصحة الجيدة

مسودة مختصرة
قام الكندي جون همفري بوضع مسودة للإعلان، فوضع 400 صفحة بناء على تكليف اللجنة الثلاثية المؤلفة من روزفلت وتشانغ ومالك، ولما كان من غير العملي أن يصدر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في 400 صفحة، فقطعت اليانور روزفلت الجدل بقرار حاسم جرى بموجبه تكليف رينييه كاسان وضع مسودة مختصرة واضحة ودقيقة، على أن يستنير برأي شارل مالك في كل فقرة من فقراتها، فاعتمد كاسان على "إعلان حقوق الإنسان والمواطن" الصادر عن الثورة الفرنسية عام 1789، وشرعة الماغنا كارتا الصادرة عن نبلاء بريطانيا العظمى سنة 1215، وعمل على اختصار الإعلان العالمي في ثلاثين مادة مستعيناً بشارل مالك في بلورة نصوصه وصياغته باللغة الإنكليزية التي كان يجهلها والتي كانت ولا تزال اللغة الأولى في الأمم المتحدة. وهكذا انطبعت الوثيقة بأفكار مالك وظهرت في متنها بصماته الدامغة فضلاً عن تفرده بوضع المقدمة. وكان واضحاً إصراره على المواد 18 التي تنص على حرية التفكير والضمير والدين، والمادة 20 (حرية الاشتراك في الجمعيات والجماعات السلمية وعدم إكراه أي إنسان في الانضمام إلى جمعية ما)، والمادة 26 (حق الإنسان في التعليم)، واستطاع كاسان الفرنسي بدبلوماسيته الفائقة وخبرته القانونية من التوفيق بين القائلين بحقوق الفرد والمدافعين عن حقوق الجماعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل


.. رويترز: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة




.. هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب لن ترسل وفدها للقاهرة قبل أن


.. حرب غزة.. صفقة حركة حماس وإسرائيل تقترب




.. حرب غزة.. مزيد من الضغوط على حماس عبر قطر | #ملف_اليوم