الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(كورونا) شأن سياسي

حسن مدن

2020 / 12 / 12
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


منذ بداية تفشيه وبلوغه ذرى مخيفة، تحوّل وباء «كورونا» إلى موضوع سياسي بامتياز، على الرغم من أنه كوباء، وعلى خطورته، وسرعة انتقاله كان يجب أن يُحصر في الخانة الطبية العلمية.
لم يحدث هذا. تقاذفت الدول الاتهامات حول مصدر الوباء وسببه، مع أنها لم تقدم حتى اللحظة، حججاً مقنعة تُظهر كيف نشأ الفيروس، وأين بالضبط، خاصة مع تردد أنباء في الفترة الأخيرة، عن معطيات تُظهر أن بلداناً أوروبية عرفته، قبل أن يتفشى في مدينة ووهان الصينية على نطاق واسع.
لم ينته الأمر عند هذا الحد. أصبحت سبل مواجهة انتشار الوباء، هي الأخرى، موضوعاً سياسياً، وإن كان جوهره اجتماعي اقتصادي، تمحور حول أسئلة من نوع: هل الأصح هو اللجوء إلى الإغلاق التام، على الرغم من كلفته الاقتصادية الباهظة، حمايةً للأرواح من الموت، وللأجساد من الإصابة، أم «ترك الحبل على الغارب»، عملاً بنظرية «مناعة القطيع»، فليمت من يموت وليعش من يعيش. ونشأ نقاش جدي حول مسؤولية الحكومات عن تأمين سلامة مواطنيها، ومدى كفاءة الخدمات الطبية في البلدان المختلفة في التصدي لكارثة بهذا الحجم.
ثم أتينا إلى موضوع اكتشاف لقاح يقي البشر خطر هذا الفيروس المحيّر. هنا أيضاً هزم السباق على الربح، التعاون الذي كان منشوداً بين الدول المختلفة، في توظيف قدراتها العلمية ومختبراتها، في إنتاج لقاح فعّال، يجري تأمينه لجميع سكان الأرض.
تبارت الدول حول من سيكون لها قصب السبق في اكتشاف وإنتاج اللقاح. وها نحن وصلنا إلى مرحلة نجحت فيها عدة دول في ذلك: روسيا وألمانيا والولايات المتحدة والصين وبريطانيا، لكن المعركة لم تنته. نحن اليوم في طور المفاضلة بين اللقاحات المكتشفة؛ أيها أكثر فاعلية وكفاءة، وأيها أكثر أماناً، ومرة أخرى يجري تقاذف التهم بين المنتجين، كل يقول: لقاحنا أفضل.
أما وأن اللقاح بات متاحاً، بنسبة من النسب، وابتدأت دول في تطعيم مواطنيها به، كما فعلت بريطانيا، فإن الحديث أصبح عن «التمييز الطبقي» في تأمينه للناس، لا داخل المجتمعات منفردة بالضرورة، وإنما على مستوى الدول.
حول هذا تنقل الأنباء تحذيرات لنشطاء من أن شراء كميات كبيرة من لقاح «فايزر بيونتيك» من قبل الدول الغنية، يحرم 85% من سكان العالم الفقراء من الحصول عليه، ويقال إن الشركة المنتجة أعلنت إمكانية إنتاج 1.35 مليار جرعة من اللقاح قبل نهاية عام 2021، تم شراء أكثر من مليار منها، تمثل 82% من العرض، من قبل البلدان الغنية، ما يعني أن الطريق أمام الفقراء للحصول عليه ما زالت طويلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كينيا: قتلى وجرحى إثر تفريق الشرطة مظاهرات مناهضة للحكومة في


.. احتجاج أمام شركة -سيمنز- الألمانية رفضا لتعاونها مع إسرائيل




.. تأثير الذكاء الاصطناعي في الحروب


.. السياسي العراقي فائق الشيخ علي يوجه رسالة لحسن نصر الله: -كي




.. الإفراج عن عشرات أسرى الحرب الروس بعد تبادل للأسرى مع أوكران