الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
التطبيع لن يضمن أمن واستقرار الأنظمة المطبعة
ابراهيم ابراش
2020 / 12 / 14القضية الفلسطينية
تزايُد عدد الأنظمة العربية المطبعة مع إسرائيل لا يعني أن التطبيع نهج صحيح أو أن العرب كانوا مخطئين عندما قاطعوا إسرائيل أو أن التطبيع ضمان تحقق السلام والاستقرار أو أنه أصبح واقعاً ولا داع للحديث عنه، بل يعني أن الحالة العربية تسير نحو مزيد من الانحطاط والتفكك والارتهان لواشنطن وأن إسرائيل تسير نحو الهيمنة على المنطقة.
منذ أن أقامت الإمارات علاقة مع إسرائيل كتبنا مقالاً بعنوان (الإمارات ليست الأولى ولن تكون الأخيرة) وهذا ما جرى حيث (أعاد) المغرب علاقاته الرسمية مع إسرائيل كما ورد في البيان الرسمي المغربي، ومع ذلك فإن توجه المغرب نحو التطبيع كان سابقاً لموقف الإمارات حيث صرح وزير الخارجية ناصر بوريطة يوم الرابع من فبراير الماضي بأن فلسطين ليست القضية الأولى للمغرب بل الصحراء وهو تصريح لم يأت عبثاً بل جاء متزامناً مع حوار أمريكي مغربي حول الموضوع وممهداً للتطبيع، بالإضافة إلى الخصوصية التاريخية للعلاقة بين المغرب واليهود، وهذه العلاقات ساعدت على استمرار علاقات خفية بين البلدين وزيارات لمسؤولين إسرائيليين للمغرب، بالرغم من أن ملك المغرب هو رئيس لجنة القدس بتفويض من المؤتمر الإسلامي والتي تحولت عام 1998 إلى وكالة بيت مال القدس، كما أن الشعب المغربي كما هو الحال مع الشعب الجزائري من أكثر الشعوب دعماً وتأييدا للشعب الفلسطيني حيث كانت تخرج مظاهرات مليونية دعماً لفلسطين .
المستفيد من التطبيع حتى الآن هي إسرائيل والرئيس ترامب وأمريكا بشكل عام، أما الدول العربية فإن استفادتها محدودة وستكتشف مع مرور الوقت أن وعود ترامب وتعهداته بحماية أمنها مجرد سراب لأن ما يهم الولايات المتحدة هو مصالحها ومصالح إسرائيل فقط وعلينا ألا ننسى أن كل الخراب الذي لحق بالأمة العربية في ظل فوضى الربيع العربي تتحمل مسؤوليته واشنطن وإسرائيل وأتباعها من الأنظمة العربية، بل قد تؤدي العلاقة مع إسرائيل والاعتماد الكلي على الولايات المتحدة إلى نشر الفوضى وتشجيع الإرهاب في أراضي الدول المطبعة، وواهمة الأنظمة العربية التي تعتقد أن الولايات المتحدة وإسرائيل ستشكلان حماية لها من المخاطر التي تهددها، لأن الحماية الحقيقية لا تكون إلا بمصالحة الأنظمة مع شعوبها ونسج علاقات متوازنة مع كل الدول الكبرى ودول الجوار وبالوقوف إلى جانب عدالة القضية الفلسطينية ومواجهة السياسة العدوانية التوسعية الإسرائيلية.
انطلاقاً مما سبق فإن ما تزعمه الدول المطبعة من مبررات كزعمها أن إقامة علاقات مع إسرائيل ستعزز حالة السلام في المنطقة، أو أن التطبيع يصب في صالح الفلسطينيين أو أن التطبيع سيحقق للدول المطبعة مصالح اقتصادية وأمنية استراتيجية الخ هي تبريرات مخادعة، ولا نعرف ماذا يوجد عند إسرائيل ولا يوجد عند الدول الأخرى في العالم، وكيف لدول مستقلة ذات سيادة أن تحمي أمنها من خلال القوة والحضور الأمريكي والإسرائيلي على أراضيها؟ ! وهل ننسى ما آل إليه الوضع في العراق وأفغانستان في ظل الاحتلال الأمريكي ومزاعمه حول نشر الديمقراطية وضمان استقرار وأمن هذين البلدين؟ ولماذا لم يتحقق الأمن والاستقرار والازدهار للدول المطبعة وهي التي تربطها – عدا السودان-منذ عقود علاقات استراتيجية مع واشنطن وفيها قواعد عسكرية أمريكية؟!.
نعم وقفت الشعوب العربية إلى جانب الشعب الفلسطيني وما زالت ولها كل احترام وتقدير، وخاضت جيوش عربية حروباً مع الكيان الصهيوني دفاعاً عن أراضيها، وكانت قمة المد النضالي الفلسطيني في الستينيات والسبعينيات متزامناً مع المد الثوري والتحرري والقومي العربي. ولكن إن ارتأت الأنظمة العربية أن مصالحها تحتم عليها الاعتراف بإسرائيل وترك الشعب الفلسطيني وحيداً في مواجهة الكيان الصهيوني وحليفته واشنطن فهذا شأنها وشأن الشعوب العربية، فهذه الأخيرة صاحبة القرار النهائي في شأن التطبيع.
ولكن حتى لو طبعت كل الأنظمة العربية فهذا لا يغير أو يبدل جوهرياً لا في عدالة القضية الفلسطينية ولا في استمرار الصراع مع الكيان الصهيوني، فالشعب الفلسطيني موجود على أرضه منذ آلاف السنين والحركة الوطنية التحررية الفلسطينية موجودة منذ مائة عام مع الثورة الفلسطينية الكبرى 1936 بل وقبلها في هبة البراق 1929 قبل أن تتواجد غالبية الدول العربية ككيانات وأنظمة سياسية.
قال الشاعر الكبير محمود درويش "على هذه الأرض ما يستحقّ الحياةْ: على هذه الأرض سيدةُ الأرض، أم البدايات أم النهايات. كانت تسمى فلسطين. صارتْ تسمى فلسطين".
ونحن نقول وستبقى تسمى فلسطين بالرغم من التطبيع العربي ما دام الشعب الفلسطيني صامداً وما دامت الشعوب العربية تؤمن بعدالة القضية الفلسطينية بالرغم من مشاغلها الداخلية وما يشوب المشهد السياسي الفلسطيني الداخلي من سلبيات.
[email protected]
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - داوي بالتي كانت هي الداء
ابراهيم الثلجي
(
2020 / 12 / 14 - 17:33
)
في الشرق العربي يا استاذي يا اما تطبيع او بيع عنتريات كلها تؤدي الى نفس التقاطع مع الاحتلال او الاستعمار مش راح نختلف على التسمية
تربية ذاتية ما في
ايمان بالله لفهم معادلة بعث الحياة بالمادة ما في
برنامج ظبط المصنع ما في بل البرمجة امريكية او اوروبية قائمة على التمني والخيال والكذب
كل هذا الكلام نتيجته تطبيع مع من بث بالامة هذه البرمجة والطبع..... فالتطبيع
ستكون مفاجئة ان اخرجت هذه الحالة ثوار على الحال الرديء
سيما لما صار الثائر اداة قمع لثائر اخر
واشتغل الاحتلال على حسب القول الماثور
وداوي بالتي كانت هي الداء
.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: نهاية سباق ضيق
.. احتجاجًا على -التطبيق التعسفي لقواعد اللباس-.. طالبة تتجرد م
.. هذا ما ستفعله إيران قبل تنصيب الرئيس الأميركي القادم | #التا
.. متظاهرون بباريس يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان
.. أبرز ما جاء في الصحف الدولية بشأن التصعيد الإسرائيلي في الشر