الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البداية من القمة ( 11 )

آدم الحسن

2020 / 12 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


في سنة 1949 عند انتصار الثورة الصينية بقيادة زعيمها الراحل ماو تسي تونغ كانت الولايات المتحدة الأمريكية اقوى قوة اقتصادية في العالم و كانت الصين من اكثر الدول فقرا و تخلفا حيث كانت حصة الفرد الصيني من الدخل القومي الصيني لا يتعدى الثلاثين دولارا سنويا , هذه المقارنة ضرورية للتعرف على حجم الإنجازات التي تحققت في الصين منذ انتصار تلك الثورة الصينية و لحد الان ... !!

قادة الحزب الشيوعي الصيني يطلقون على المئة سنة التي سبقت انتصار ثورتهم ب (( قرن الذل )) .
كنتيجة لتلك المئة سنة من السيطرة الاستعمارية على الصين انحدرت الصين , صاحبة الحضارة العظيمة الى اقصى حالات التخلف الاقتصادي و العلمي و التكنولوجي .

في خطة قادة الحزب الشيوعي الصيني الإصلاحيون الوصول للقمة خلال قرن من الزمان بعد انتصار ثورتهم الشيوعية لتجاوز حالة التخلف كي تبدأ الصين مسيرتها الصاعدة , هذا يعني أن الصينيين يتطلعون لسنة 2049 ليجدوا دولتهم و قد وصلت الى القمة المنشودة , و كما يقولون سنبدأ من هناك , من تلك القمة .

التطور و السير نحو القمة بدأ بشكل فعلي و سريع بعد العملية التصحيحية للمسار السياسي و الاقتصادي و التنموي التي قادها دنغ شياو بينغ بعد نجاحة في القضاء على سيطرة الجناح المتشدد على الحزب الشيوعي الصيني , قادة الجناح المتشدد و الذين تم تسميتهم بعصابة الأربعة هم اربعة من كبار قادة الحزب الشيوعي الصيني , منهم ارملة ماو تسي تونغ التي كانت تقودهم , يمثلون الاتجاه الثوري الماوي المعارض للتعاون و الانفتاح على الدول التي كانوا يصفونها بالدول الإمبريالية .

خلال الفترة الماوية لم تكن هنالك امكانية لظهور جناح اصلاحي في الحزب الشيوعي الصيني بحكم سطوة شخصية ماو على مقاليد السلطة و الدولة و كانت تعاليم الزعيم ماو مقدسة و كتابه الأحمر كان الكتاب المقدس السائد في المجتمع الصيني لكن بعد وفاته تحركت القوى الإصلاحية من داخل الحزب الشيوعي الصيني بقيادة دنغ شياو بينغ بتيار جارف و كأن هذه القوى كانت في سبات قسري حيث نجحت في القضاء على الجناح المتشدد في الحزب الشيوعي الذي كان و لايزال الحزب الواحد في الصين , عندها بدأت مسيرة الإصلاح و الانفتاح التي اوصلت الصين لما هي عليه الآن .

الإصلاح و التطور و النمو للوصول الى القمة لا يتم الا من خلال تحقيق ثلاثة امور اساسية :

اولا : القضاء على الفقر الذي كان سائدا و خطيرا في الصين في تلك الفترة , اي قبل اربعين سنة , حيث كان عدد من هم تحت خط الفقر في الصين وفق المعايير التي وضعتها لجنة عليا في الدولة الصينية اكثر من سبعمائة مليون انسان ... !!
وضع الإصلاحيون خطة متعددة المسارات للحرب على الفقر و قد حققت هذه الخطة نجاحا كبيرا اذ بعد مرور العقود الأربعة الماضية انخفض عدد من هم تحت خط الفقر من حوالي سبعمائة مليون الى حوالي خمسة ملايين , اي انه لازال هنالك في الصين خمسة ملايين انسان يعيشون تحت خط الفقر .

ثانيا : القضاء على الفساد و هذه المهمة لم و لن تكون سهلة فالفاسد كي يستطيع ممارسة فساده بأكثر حرية عليه أن ينتمي للحزب الشيوعي الصيني فانتمائه لهذا الحزب يوفر له الغطاء و النفوذ الضروري لممارسة فساده المتمثل في سرقة ما ليس له من ثروة .
ان لم يكن جميع الفاسدين هم اعضاء في الحزب الشيوعي الصيني فأن غالبيتهم العظمى هم كذلك , و لذلك اصبحت عملية مكافحة الفساد جزءا اساسيا من عملية التظهير داخل الحزب الشيوعي الصيني المستمرة .
الفساد طارد ليس فقط للاستثمارات الأجنبية و انما معرقل كبير لنشوء قطاع خاص نشط يشارك في عملية التطور و البناء .

ثالثا : القضاء على الجهل و رفع مستوى التعليم في الصين و هذه لم تكن مهمة سهلة ابدا اذ أن نجاحها تطلب رصد مبالغ مليارية لتنفيذ خطة كبيرة و طموحة منها على سيل المثال قيام الدولة ببناء مئات الاف المدارس الحديثة في جميع المدن و القرى الصينية و عدد كبير من المعاهد الفنية و الجامعات في كافة المستويات و ارسال مئات الاف الطلبة للدول المتقدمة للدراسة على نفقة الدولة الصينية لغرض نقل العلوم و التكنولوجية الحديثة للداخل الصيني .

(( يتبع ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة