الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (62)

أحمد موسى قريعي
مؤلف وكاتب صحفي سوداني

(Ahmed Mousa Gerae)

2020 / 12 / 15
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


العيد الثاني لثورة ديسمبر.. معا من أجل مزيدا من الصبر
بحلول يوم 19 ديسمبر 2020 تكون الثورة السودانية قد أكملت عامها الثاني، وتتطلع إلى الثالث، لكن ما الذي تغير؟ هل تبدلت أحلامنا؟ هل أنجزنا هياكل السلطة الوطنية؟ هل حققنا تطلعاتنا في السلام والحرية والعدالة الاجتماعية؟
قد تبدو الإجابة على كل هذه الأسئلة "محبطة" ومخيبة لكثير من الآمال، لكن في الوقت ذاته صنعنا بأيدينا و (سلميتنا) التي أبهرت وأدهشت العالم ثورة "كاملة الدسم" كما نريد ونشتهي.
لكن كانت تركة النظام المخلوع كبيرة الحجم من حيث الدمار واختلال ميزان الدولة، لذلك من الطبيعي أن يكون التغيير بطيئا لأننا في الواقع لا نستطيع أن نبني "خراب" ثلاثين عاما في ظرف "سنتين".
يبدو الأمر صعبا ويحتاج إلى مزيد من الجهد وتضافر الجهود الوطنية حتى نخرج ببلادنا من أزمات "الإنقاذ" التاريخية.
لكن كل هذا لا يعفي السلطة الانتقالية التي اخترناها وقدمنا لها كل الدعم اللازم من صبرنا واحتمالنا من المسؤولية الملقاة على عاتقها، لأنها المسؤولة عن تغيير أوضاعنا وتحقيق تطلعاتنا المشروعة وهي نقل الدولة السودانية من مربع الدولة الدينية الإنقاذية إلى الدولة المدنية وإعلاء قيم الحريات وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتحقيق السلام الشامل الكامل الذي يعبر عن مصلحة الشعب السوداني، وليس ذلك السلام الذي يعبر أن تطلعات حملة السلاح.
يجب أن نُصلح من أخطائنا كسودانيين ونستفيد من تجاربنا السابقة في (أكتوبر وأبريل) حتى لا نتحسر على ثورة ديسمبر المجيدة، لأنها ثورة عظيمة بكل المقاييس ومختلفة في طبيعتها وطريقة تنظيمها.
لكن كيف نحافظ على هذه الثورة العظيمة؟ هنالك طريق واحد فقط للمحافظة على ثورة ديسمبر هو عدم (إسقاط السلطة الانتقالية) لأنها تمثل روح الثورة رغم أخطائها المتكررة، وعدم قدرتها على التغيير، لكنها تبقى السلطة التي اخترناها بمحض إرادتنا بعد (30) سنة لا نملك فيها هذا الاختيار.
كما أن إسقاط السلطة الانتقالية سيفتح الباب واسعا لعدة احتمالات جميعنا يعرفها ولا داعي لتكرارها هنا.
إذن الالتفاف حول السلطة الانتقالية هو المخرج الوحيد الذي نمتلكه في حقيقة الأمر، وما عداه عبارة عن تكهنات لا تطيقها بلادنا ولا تتحملها لأنها تعني البداية من الصفر وأقل منه بقليل، هذا غير الجهد والوقت وتشتت الأفكار.
فليبقى نضالنا نضالا إيجابيا مستمرا نحو المحافظة على الثورة وكل ما يتصل بها، أما كل المشاكل والأوضاع الآنية ما هي إلا سحابة صيفا ستصبح ربيعا إن صبرنا وعملنا واجتهدنا ووقفنا خلف وأمام سلطتنا الانتقالية التي تمثل رمز الدولة في الوقت الحاضر.
نحن ليس لدينا أدنى استعداد للبداية من أول السطر، بل نمضي إلى الأمام فقط لأننا نمتلك كل أسباب النجاح، فنحن نملك القوة الشعبية التي تستطيع أن تصحح أي انحراف أو هوى عن خط الثورة، وهي المسؤولة الوحيدة عن سلامتها واستمراريتها، و"عدل" المائل والأعوج منها.
لأن أرواح شهدائنا الأبرار تستحق منا ألا نضيع "تعبهم" وتضحياتهم على "الفاضي" وبالتالي تكون (ميتة وخراب ديار).
يجب ألا نلتف إلى الوراء لأن ذلك سيذكرنا بكل سنوات الفشل والدكتاتورية وتقييد الحريات وتكميم الأفواه، وهدر كرامة الإنسان السوداني.
بل يجب أن نستمر في سكة التغيير ونضع في "أم" اعتبارنا أن هذه السكة طويلة وشاقة ومتعبة ومحفوفة بالمخاطر والمتاريس، وربما تحتاج لمقومات تختلف عن مقومات إعداد وتنفيذ ونجاز عملية الثورة، لأن الثورة ذات نفسها ما هي إلا مرحلة ضئيلة جدا من عملية التغيير الشاملة والتي تحتاج إلى نفس (طووويل) وصبر أطول منه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا