الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلم الأكراد وتظاهرات كردستان

محمد باني أل فالح

2020 / 12 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


كانت كردستان ولفترة قريبة بلدة تتمتع بأستقرار داخلي وازدهار عمراني ويتحدث ساستها بمعايير المفاضلة في الحكم والبناء والأعمار مع بغداد ويتغنون بحرمة أراضيهم التي أصبحت مأوى للخارجين عن القانون والمعارضين لحكومة بغداد واستقلال قرارهم السياسي في الإقليم وبأنهم أسياد في فضاء مدنهم وأحرار في تقرير مصير شعبهم الكردي الذي كانوا يعتقدون ولوقت قريب بأنه طوع أرادتهم وأنه أسير خطابهم وتوجهاتهم السياسية وتلك ثيمة يخطئ غالبية الساسة بفحوى جوهرها وصواب منطقها وحتمية أتجاه بوصلتها .
كان خريف كردستان قريب الشبه بالخريف العربي الذي أطاح بعدد من الحكومات العربية قبل عدة سنوات من خلال خروج التظاهرات الرافضة لنظام الحكم في أقليم كردستان الذي يتزعمه مسعود برزاني والذي دعى الى أستعمال القوة المميتة مع المتظاهرين وسقط جراء ذلك العديد من الشهداء والجرحى فيما تم حرق بعض المؤسسات الرسمية في اربيل ومكاتب الحزب الوطني الديمقراطي في السليمانية فيما أعتقلت سلطات الإقليم بعض أعضاء حزب التغيير بدعوى القيام بتحريض الناس على التظاهر ضد حكومة الأقليم والذي أخذ طابع النداء الجمعي من خلال مكبرات الصوت في الجوامع التي طالب الناس بالخروج للتظاهر ضد حكومة الأقليم حيث لم تشهد المدن الكردية أعمال عنف منذ سنوات عدة مما يثر الأستغراب لدى الكثير من المتابعين .
طالب المتظاهرون في هتافاتهم ومن خلال رفع بعض البوسترات حكومة بغداد بتأمين رواتبهم عبر بطاقة الماستر كارد وعدم دفع مبالغ الرواتب لحكومة الإقليم في بادرة تعد تخلي مواطني الإقليم عن الحكومة الكردية التي أجرت أستفتاء الاستقلال عام 2017 بمشاركة واسعة من قبل مواطنيها وعبر المتظاهرين عن أستيائهم عن فساد كبير تشهده أروقة حكومة كردستان التي تدير (11) منفذاً برياً حيث يتجاوز حجم التهريب فيها 170 مليون دولار شهرياً وتقوم على تصدير كميات كبيرة من النفط تقارب (250) ألف برميل عبر موانئ تركيا فيما يشكو الموظفين هناك أمتناع حكومتهم عن دفع الرواتب طيلة (9) أشهر متواصلة وتعمل حكومة البرزاني على دفع رواتب مقاتلي لواء روش الذي يضم مقاتلين سوريين تم تدريبهم في أربيل بأموال الإقليم وقد تم أرسالهم الى ليبيا وأذربيجان للقتال هناك مع أمتناع الحكومة المركزية في بغداد عن دفع رواتب موظفي شمال العراق في موال سياسي يعاد سنوياً على مسامع مواطني الإقليم بسبب أمتناع الساسة الكرد عن دفع مستحقات المركز من صادرات نفط الشمال والمنافذ الحدودية .
تسمح حكومة إقليم كردستان للقوات التركية في التواجد على أراضي الإقليم وتمنع ذلك عن الجيش العراقي في سياسة تتناغم مع مصالحها الأقتصادية في بيع نفط كركوك عبر موانئ تركيا بأسعار مخفضة يؤمن لتركيا مورد نفطي بأسعار بخسة وهي التي تعاني من مشاكل أقتصادية وعقوبات أمريكية وسياسية تكمن في أطالة هيمنتها على محافظة كركوك دون رفض تركي الذي يدعم تركمان كركوك وتقوية جانب الحكومة البرزانية بوجه حكومة بغداد ومن خلال المعايير المزدوجة في سياسة حكومة كردستان نرى إغفال الإعتداءات التركية في شمال العراق وصدور تصريحات من زعامات كردية تدعوا الحكومة المركزية للرد على تدخل القوات التركية في شمال مدينة دهوك والقصف العشوائي الذي طال بعض القرى الكردية .
ومع تطور الأحداث الدراماتيكي وخروج التظاهرات عن إطارها السلمي عمدت حكومة أربيل الى إرسال وفودها الى بغداد لإيجاد الحلول الناجعة لأزمة رواتب موظفي الإقليم التي تعد الأعنف بوجه الحكومة الكردية والأخطر في مسار المطالبات التي تم تصعيدها والمطالبة بإنفصال السليمانية والتحاقها بحكومة المركز مما يعني سقوط حلم الأكراد بدولة مستقلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ