الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الربع الاخير .. تخاريف (12 ) كوفيد 19

نضال عرار

2020 / 12 / 17
سيرة ذاتية


لأننا في زمن البطة العرجاء لا تتوقف المفارقات وحتى الصادمة منها .
يعيش الأمريكيون زمنآ كهذا لا يزيد عن شهرين ونيف أبان التبادل السلمي للسلطة ونحن نحيا زمنا كهذا دونما تبادل سلمي للسلطة أو حتى الخروج من عنق الزجاجة.
عاشت بنلوب زمنا كهذا في إنتظارها الطويل لعودة زوجها أوديس من حرب طروادة ، كانت المرأة تحفة الجمال الإغريقي إذا ما صدقت الملحمة الشعرية لهوميروس .
لا أذكر وبالمعنى الشخصي أنني أمتلك تلك الرفاهية التي تدعى الإنتظار ، على العكس تماما طالما توترت في لحظات كهذه ، فلا شيئ يتوسم منه الخير .
زمن البطة العرجاء يختلف في إستطالته كإختلاف الأحوال التي نعيش فبين تخرجي من الجامعة ودخولي الى سوق العمل إمتدت هذة الرحلة ما يزيد عن حولين ، مارست خلالها كل أنواع الملل والكثير من القراءة والكتابة ، لم تكن الكتابة بالنسبة لي ولغاية يومنا مصدرا للدخل وان دخلت هذا المعنى في فترات محدودة .
ولأنني فلسطيني أردني لم أحظ بوظيفة في دمشق ولأن والدي محروم من جنسيته الأردنية آنذاك لم أحظ حتى بشهادة ميلاد ، وتلك قصة طويلة .
أحداث أيلول ( 1970 )وبالرغم من صغري حرمتني وأسرتي من أيما وثيقة رسمية ، كل ما أملكه ورقة رسمية من سفارة منظمة التحرير كشهادة ميلاد وجواز سفر يمني ديمقراطي مكنني من السفر للدراسة غير أن وحدة اليمن أطاحت بملكيتي ، وجدد جواز سفري ستة أشهر وللمرة الأخيرة .
بقت بنلوب وفية لزوجها أوديس وطالما وضعت الحجج والعقبات أمام طالبيها للزواج ، فقد ماطلت ثلاثةأعوام تحيك كفن والد زوجها العجوز واعدة الطالبين الزواج بعد إنهاء نسج كفن .
أبان حرب الخليج خلت شوارع دمشق من المارين وإنتشرت أجهزة الأمن في الطرقات ، ليلآ أوقفتني وصديقي إحدى الدوريات إياها ، طلب رجل الأمن هويتي !!!
صديقي أبرز له البطاقة الصفراء المعروفة لفلسطينيي سوريا وبدوري قدمت له بطاقة كنت حصلت عليها من مكتبة الأسد وفرتها لي صديقة ، المهم تراجع رجل الأمن خطوة إلى الوراء وألقى التحية العسكرية وهو يردد تحياتي رفيق !!!
دهشت لحظتها من ردة فعله، ولأن إبهامه بقي على حرف الميم فقد اعتقد الرجل أنني من كتيبة الأسد .
عتمة الليل وهوية مكتبة وفرت لي حظآ ليقرئها رجل الأمن كتيبة .
بقى علي مهمة قناع صديقي الذي إنتابته الشكوك بعدها بأنني لست رفيق ولا ما يحزنون !!!
تقول الأنباء أن المجمع الإنتخابي الأمريكي قد منح جو بايدن الأغلبية ، غير أن الرئيس ترامب يصر على أنه قد تمت سرقة الإنتخابات .
توج وفاء بنلوب وإنتظارها الذي دام عشرين عام بعودة زوجها أوديس .
كتبت ذات يوم على الفيس بوك ، صحافة ولكن ! .. يومها دهشت من مواقع نشرت مقالتي الأبنوسة الشقراء (كوبي / بيست ) إكتشفت ذلك مصادفة ، منها ( المواقع ) من ذكر الكاتب ومنها من لم يفعل . تسائلت عن قانون المطبوعات والنشر ؟! الجواب جاء مباغتا وصارما من صديقة مقربة لي ( لا تدقق أغلب المواقع الإلكترونية هيك ، عايشين على سياسة كوبي / بيست ) !!!
قلت في سري نعم ، أسئلة البديهه عادة ما تكون إجاباتها صادمة .
في الثانوية العامة وفي إحدى الليالي الربيعية كنت أتسكع ليلاومجموعة من الأصدقاء في شوارع دمشق وبالتحديد عند باب مصلى ، أوقفتنا دورية الأمن المتواجدة هناك وبالطبع أول سؤال كان عن الهوية !
تدفقت الهويات الصفراء والزرقاء الإ هوية واحده كانت عبارة عن بطاقة الجلوس للإمتحان المرحلة الإعدادية ( صف التاسع )في مركز محمد الأشمر ( تعود تسمية المركز لمناضل وطني سوري ناضل ضد الاستعمار الفرنسي )
بعد كم من الأسئلة السخيفة من وين ولوين أمر ضابط الدورية بإعادة الهويات ، بدءعنصر الأمن ينادي بأسماء أصدقائي من هوياتهم ليستلموها ، ثم نادى بعالي الصوت محمد الأشمر ..... ساد الصمت
وكرر النداء محمد الأشمر ... وساد الصمت من جديد ، تعالى صوته وهو يصرخ ولك محمد الأشمر وينوا يا كلاب مين فيكن ؟! ، لحظتها وقبل أن يكمل جملته تداركت الأمر ، قلت بصوت صارم نضال عرار تقصد و أسم المركز محمد الأشمر ..... نظر إلي وتمعن في الصورة والبطاقة وقال بلهجة محايدة ( اي خود ولا تعيدها ) كتمت ضحكتي وأنا أفكر ما الذي توجب بأن لا أكرره ؟!!!
فقط عندما بلغت ثلاثون عام حصلت على شهادة ميلاد وهوية ودفتر للخدمة العسكرية في عمان ، قال لي موظف الأحوال المدنية يومها ( عمرك ثلاثين سنه وللحين بدون شهادة ميلاد ، شلون عايش ؟ )
أجبت بلا مبالا ، لا تدقق كثير قلة خواص بعيد عنك .
عاد أوديس متنكرا إلى بيته وفي نيته أن يفتك بأولئك المتقدمين لزوجته بنلوب والمقيمين في منزله ، أعلنت بنلوب أنها ستتزوج فقط من الرجل الذي سيطلق سهما يمرره من 12 حلقة ليصيب الهدف لعلمها أن لا أحد غير زوجها يفعل ذلك .
كانت رحلتي إلى عمان وحصولي على وثائق رسمية قصة طويلة كلفتني ما يقارب من عام كامل بين أبواب الداخلية والتحقيق و تلك الأسئلة الغبية ، ببساطة كنت طفلا خلال أحداث أيلول .
إنتهت مرحلة البطة العرجاء الخاصة بي حملت هويتي وشهادة ميلادي وجواز سفري وأسرعت عائدآ إلى دمشق .إنه السفر الأول لي بدون أي تنسيق أمني من ( الضابطة الفدائية ) . كان اليوم الأول لي على الحدود بدون سين وجيم .
لم تصدق بنلوب ان هذا المتسول هو أوديس بعد ان شد القوس ومرر سهمه من خلال الحلقات مصيبا الهدف ، فطلبت منه أن يرفع سرير نومها ، فأجاب أوديس بأنه لا يمكن ذلك كون أحد أركانه جذع شجرة زيتون مغروسة ، فقط حينها أدركت بنلوب أن زوجها أوديس قد عاد .
ماذا بعد ؟!!!
قلت أنني لا أملك تلك الرفاهية بالإنتظار ، غير أن حياتي بالمجمل محطات إنتظار أوصل حلقاتها كيفما لي أن أقدر ذلك وما زلت أفعل ، كم من بطة عرجاء نعيش ؟!!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن استهداف خطوط توصيل الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا |


.. أنصار الله: دفاعاتنا الجوية أسقطت طائرة مسيرة أمريكية بأجواء




.. ??تعرف على خريطة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية


.. حزب الله يعلن تنفيذه 4 هجمات ضد مواقع إسرائيلية قبالة الحدود




.. وزير الدفاع الأميركي يقول إن على إيران أن تشكك بفعالية أنظمة