الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصفويون يهددون شيعة عرب البصرة بالرحيل عنها !

سهر العامري

2006 / 7 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو أن مخطط حكومة الملالي في طهران مستمر على قدم وساق في تحويل مدينة البصرة العراقية العربية الى مدينة إيرانية فارسية ، فالحكومة تلك لم تكتف بزرع شبكة واسعة من مخابرات على شكل منظمات إرهابية أطلقت عليها مسميات التصقت باسم الله أبدا ، من مثل : حزب الله ، أو ثأر الله ، أو بقيت الله ( بالتاء المفتوحة على الكتابة الفارسية ) ، تلك المنظمات التي يعرف أهل البصرة قبل غيرهم عملياتها الإرهابية ، والتي لا تختلف عما تقوم به منظمة القاعدة الإرهابية من عمليات قتل للعراقيين على مختلف ألوانهم ومشاربهم في العراق .
لقد ملأت هذه التنظيمات ، وعلى الطريقة الصدامية ، شوارع البصرة بصور حكام طهران ، وعلى الضد من مشاعر العراقيين الغيوريين على ولائهم العربي والوطني في تلك المدينة ، وقد قيل أن أتباع تلك المنظمات الإرهابية قاموا بلصق صور أولئك الحكام على وجهات القطار الصاعد من البصرة الى بغداد ، كما أنهم عمدوا الى نشر الكتاب الإيراني المحمل بالشعوذات والتخريف ، تماما مثلما أشاعوا هم أنفسهم استخدام العملة الإيرانية ( التومان ) بدلا من العملة الوطنية العراقية ( الدينار ) ، هذا في الوقت الذي استمرت فيه عمليات التصفية لخيرة أبناء البصرة من العرب ، وبحجة واهية هي أنهم كانوا ينتمون الى حزب البعث ، أو أنهم كانوا في صفوف الجيش العراقي الذي دافع عن البصرة خشية من سقوطها في براثن الاحتلال الإيراني ، وآخر تلك العمليات هي محاولتهم قتل ضابط برتبة لواء متقاعد في داره ، ولكنه عاجلهم قبل أن يعاجلوه ، فقتل المهاجمين الاثنين في باب داره الواقعة في حي الضباط من البصرة .
هذا في الوقت الذي كانت تجري فيه ملاحقة أبناء الطائفة السنية ، ودونما أية جريرة ، ومن خلال تلقيهم لرسائل الموت التي تهددهم بالرحيل عن مدينتهم ، البصرة ، رغم أن أهل السنة يشكلون نسبة عالية من سكان المدينة ، ومن سكان قراها وحواضرها ، ورغم هذه النسبة العالية ، فما أنفك عملاء ايران يمارسون الضغط على أهل البصرة من السنة بوجوب الرحيل ، وذلك من أجل تصنيع كيان جنوبي يلحق بايران تحت اسم الفدرالية التي يبشر بها عبد العزيز الحكيم ، وابنه الذي يسميه العراقيون بـ ( عدي الحكيم ) ، والذي جال قبل ساعات في مدينة الناصرية وحواضرها محاضرا ، على قصر هامته في الثقافة والمعرفة ، عن الفدرالية التي ستخلص الجنوب من السنة العرب العراقيين ومشاكلهم كما يشيعون في أوساط مريديهم ، هذا بعد أن كان قد ألقى محاضرة قبل أيام معدودة على طالبات جامعة الكوفة اقتصر موضوعها على المتعة والتمتع ، وفي خبر نشرته وسائل إعلام كثيرة .
لقد هجرت البصرة أسرة عربية سنية كثيرة ، وبعد أن خيرتهم عصابات الولي الفقيه بين الموت والرحيل ، وقد انتقلت تلك الأسر الى الدول العربية الخليجية ، او الى مناطق داخل العراق ، ومن ضمنها كردستان العراق ، ولكن المخطط الإيراني الذي يدعوا له عبد العزيز الحكيم وابنه ، والقاضي بتحول الجنوب الى إمارة إيرانية ، ما زال مستمرا ، وبذات الإسلوب ، وليس مع السنة العرب من أهل مدينة البصرة هذه المرة ، وإنما مع العرب الشيعة من أهل المدينة ذاتها ، فقد نقلت بعض من وسائل الإعلام نص الخبر التالي الذي أضعه أمام أعين عرب جنوب العراق ، كي يتلمسوا حقيقة تلك الدعوات الباطلة التي تريد لهم أن ينفصلوا عن العراق ، ليعيشوا تحت الظلم الإيراني الذي يعيش تحته ، ومنذ سنين طويلة ، عرب الاهواز ، وذلك بعد أن تواطأت بريطانية مع الشاه المقبور .
يقول الخبر : ( شهدت محافظة البصرة جنوب العراق أمس مظاهرة لطائفة الشيعة الحسائية شارك فيها المئات من أبناء الطائفة احتجاجا على تلقيهم تهديدات مكتوبة، بالهجرة القسرية ومغادرة المدينة. وأكد ناطق باسم الطائفة، طلب عدم ذكر اسمه ان العديد من أبناء الطائفة تلقوا منشورات تهددهم بالقتل إن لم يغادروا البصرة باعتبارهم من شيعة الوافدين إلى البصرة من مناطق نجد والأحساء في السعودية، مشيرا إلى ان التهديد صادر من حزب شيعي معروف بالتطرف. )
المعروف تاريخيا أن البصرة بناها العرب على يد واليها ، عتبة بن غزوان ، زمن الخليفة الثاني ، عمر بن الخطاب ، وقبل أن يمصرها العرب المسلمون ، كأول مدينة ممصرة خارج الجزيرة العربية ، كانت البصرة أرضا يبابا ، وبعد ذاك التمصير سكنتها قبائل عربية عديدة ، وخاصة تلك القبائل التي تجاوزت في وسيلة عيشها مهنة الرعي الى مهنة الزراعة ، تلك المهنة القديمة التي عرفها عرب الجنوب ( أهل اليمن ) ، والذين استخدموا الآلة الحديدية في الحراثة قبل أن يستخدمها سكان العراق القدامى الذين كانوا يستعيضون عنها بفكوك الحيوانات كوسيلة للحرث .
ومن ساعتها ظلت الهجرة المتبادل ما بين البصرة ومدن الجزيرة العربية مستمرة ، خاصة مدن الإحساء والقطيف من المملكة العربية السعودية الحالية ، تلك المدن التي عرف أهلها مهنة الزراعة التي أنكرتها عليهم القبائل العربية الرعوية ، ووجدت فيها منقصة تصيب من يمارسها ، ومنهم بشكل خاص أولئك الذين يزاولون زراعة الخضروات ، وصار لفظ حساوي ( نسبة الى مدينة الإحساء ) عند أهل جنوب العراق لفظا غير محبوب ، ولكن الأمر تغير بعد ذلك ، وصارت الناس على مختلف أنسابهم يزاولون مهنة الزارعة بما فيها زراعة الخضروات التي أنفوا منها لسنوات قليلة خلت .
من مدن الإحساء والقطيف وتوابعهما سكنت العراق ، وعلى مختلف العهود ، قبائل وأسر عربية كثيرة ، وكانت هذه القبائل ، وتلك الأسر شيعية الهوى والمذهب ، ولكنها ظلت على تقليدها للمراجع الشيعية العربية ، ولم تقلد المراجع الشيعية الإيرانية ، أو تلك التي تنحدر من اصول إيرانية حيث أختلط المذهب الجعفري عندها بالرؤى والأفكار الصفوية التي أرادت تسخير المذهب الجعفري لهداف الحكم الصفوي الإيراني ، وهذا هو السبب الحقيقي الذي دفع الآن بالعصابات التي تعمل لصالح إيران في البصرة الى تهديد الشيعة الحسائية العرب ، والذين يناهز تعدادهم في تلك المدينة وحدها حوالي ربع مليون مواطن عربي عراقي ، بالقتل أو الرحيل عن البصرة ، شأنهم في ذلك شأن إخوتهم من العرب السنة الذين أرغموا على مغادرة المدينة ، وذلك من أجل أن يبني عبد العزيز الحكيم إمارته الإيرانية في جنوب العراق المبتلى بصدام من قبل ، وبعصابات الولي الفقيه في طهران من بعد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ عقود.. -إسرائيل- تخرج من قائمة أفضل عشر وجهات ل


.. ما مصير صفقة تبادل الرهائن؟.. وهل يتجه نتنياهو للعمليات الع




.. الذكاء الاصطناعي يقتحم سباق الرئاسة الأميركية .. فما تأثير ذ


.. نتنياهو يطالب بمزيد من الأسلحة.. وبلينكن: نحاول تضييف الفجوا




.. منع إسرائيل المشاركة بمعرض يوروساتوري للأسلحة بفرنسا بقرار ق