الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضرورة رأسمالية العصابات (نحو نفي نظرية -رأسمالية الدولة- السوفيتية)

حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)

2020 / 12 / 18
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


في أطار تفنيد نظرية "رأسمالية الدولة للاتحاد السوفيتي" السخيفة التي تفشل تماماً في التفسير العلمي للكيفية التي يمكن أن تتواجد فيها الرأسمالية بدون وجود طبقة الرأسماليين المالكين لوسائل الإنتاج ، و بدون وجود آلية السوق الحرة و المنافسة ، و بدون اشتغال قانون القيمة و بالتالي فائض القيمة لتخليق رأس المال في السوق و مراكمته ، و بدون وجود الدولة الرأسمالية التي تحمي بقوانينها حقوق الرأسماليين في ملكية وسائل الانتاج و تشغيل العمالة الأجيرة لحسابهم و غرف الأرباح لأنفسهم و تعظيمها باستمرار ، أقدم هذه الترجمة للدراسة العلمية التاريخية للأستاذة نانسي هولمستروم و الأستاذ ريتشارد سميث و التي تبين الطريقة التي تم فيها تخليق الطبقة الرأسمالية من لا شيء في روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي (و قد حذفت الجزء الخاص بالصين). و نانسي هولمستروم هي أستاذة الفلسفة في جامعة روتجرز في نيوارك ، و المتخصصة في الفلسفة الاجتماعية ، و لا سيما في النظرية الماركسية و النسوية . و قد شاركت في تحرير كتاب " ليس للبيع : دفاعا عن السلع العامة " الصادر من دار النشر " Westview Press" عام 2000 . أما ريتشارد سميث فهو أستاذ التاريخ في جامعة روتجرز في نيو برونزويك ، و قد كتب عن التأثير الاجتماعي والبيئي للانتقال إلى الرأسمالية في الصين لمجلة "نيو ليفت ريفيو" ، و لـ "عالم البيئة" ، و لمؤسسات نشر أخرى . نشرت هذه الدراسة في مجلة "المراجعة الشهرية" (Monthly Review) الاشتراكية الأمريكية في عددها لشهر شباط ، 2000 . و سأرفد هذه الدراسة بعدئذٍ بعدد من المقالات المترجمة و المؤلفة بهذا الصدد .

التراكم البدائي في روسيا
نانسي هولمستروم و ريتشارد سميث
(01 شباط 2000)
المواضيع : النظرية الاقتصادية ، الاقتصاد السياسي
إن فضيحة غسيل الاموال للمصارف الروسية المنشورة في الصحف في الخريف الماضي ليست سوى الحلقة الأخيرة في ملحمة الفساد المستمرة الخارجة من بلدان الاتحاد السوفيتي السابق . السؤال الأهم هو : من أين حصلت تلك المصارف على كل تلك الأموال في المقام الأول ؟ كيف ، على سبيل المثال ، تمكن رئيس وزراء أوكرانيا السابق من شراء قصر بسبعة ملايين دولار في مقاطعة مارين في كاليفورنيا من راتبه الرسمي البالغ بضعة آلاف من الدولارات في السنة ؟ الجواب واضح للغاية : لقد أصبح حكم العصابات في موسكو معروفًا جدًا لدرجة أن مصطلح "المافيا" قد فقد دلالاته الإيطالية الخالصة . و حال الصين ليست أفضل بكثير . فبعد عشرة سنوات من الدعوة إلى المظاهرات في ميدان "تيان آن مين" للاحتجاج على الفساد الرسمي ، لا يزال الفساد هو "الشكوى رقم 1" للصينيين اليوم ، وفقًا لآخر عنوان في صحيفة نيويورك تايمز . ولقد أعرب خبراء الاقتصاد الغربيون ، الذين كانوا المهندسين لانتقال البلدان الشيوعية السابقة إلى اقتصادات السوق ، عن صدمتهم وخيبة أملهم من مدى الفساد والإجرام والانهيار الاجتماعي الذي صاحب إصلاحات السوق التي كانوا هم من كتب وصفاتها . كما اشتكى أحد مسؤولي وزارة الخزانة الأمريكية بالقول : "كان لدينا الاعتقاد بأن الجيل الأول من الرأسماليين الروس سيكونون رفاقًا لطيفين ، لكنهم أظهروا أنهم سفلة لا يرحمون ".
سنجادل هنا بأن سبب اندهاش الاقتصاديين الغربيين من هذه النتائج إنما يعود إلى كونهم قد اعتمدوا النموذج النيوليبرالي للعالم التاريخي الخيالي للرأسمالية . و لكن كان من المفترض أن يكون ظهور رأسمالية العصابات والفساد الشامل في الكتلة السوفيتية السابقة والصين متوقعًا تمامًا لأي شخص على دراية بالأصول التاريخية لنشوء الرأسمالية في أوروبا والولايات المتحدة والأماكن الأخرى ، و لأي شخص لديه معرفة عابرة بالوصف الذي قدمه ماركس عن "التراكم البدائي". بعد مراجعتنا الموجزة لماركس حول أصول الرأسمالية ، سننظر في الفائدة الحالية لهذه النظرية في فهم ما يحدث في روسيا والصين اليوم .
قرب نهاية المجلد الأول من رأس المال ، في الفصل المعنون : "سر التراكم البدائي" ، يطرح ماركس السؤال حول كيفية بدء عملية التراكم الرأسمالي الأولي في المقام الأول . فعلى الرغم من وجود الأسواق في العصور القديمة ، إلا أن الرأسمالية كنظام إنتاجي اجتماعي لم تظهر فعلاً حتى القرنين السادس عشر والسابع عشر ، في إنجلترا أولاً. هذا النظام - على العكس من جميع أنماط الإنتاج التاريخية السابقة – قام على الإنتاج المعمم للسوق ، واعتمد على هيمنة نوعين من منتجي / بائعي السلع الأساسية . فمن ناحية ، هناك طبقة الرأسماليين التي مُنحت احتكارًا فعليًا على إنتاج السلع الأساسية عبر ملكيتها لوسائل الإنتاج ؛ ومن ناحية أخرى ، هناك البروليتاريا المنزوعة الملكية التي جُردت من وسائل الإنتاج و العيش ، وبالتالي ليس لديها ما تبيعه سوى قدرتها على العمل . كان ظهور هاتين الطبقتين الاجتماعيتين الكبيرتين هو الشرط الذي لا غنى عنه لتشغيل وتطوير الإنتاج الرأسمالي . كان ماركس حريصًا على التأكيد على أن "رأس المال" ليس مجرد نقود ؛ بل هو هذه العلاقة الاجتماعية الفريدة . لذلك إذا ما أراد المرء أن يفهم أصول الرأسمالية ، فعليه أن يفهم كيف دخلت هاتان الطبقتان العظيمتان إلى المسرح التاريخي في المقام الأول. لقد اعتمد الاقتصاديون السائدون في زمن ماركس على سردية "هذا ما حصل" لوصف كيفية قيام الأشخاص الدؤوبين والأذكياء والمقتصدين بتجميع الثروة ، بينما فقد الأوغاد الآخرون الكسالى ثرواتهم . نفى ماركس هذه الأسطورة باعتبارها "طفولية شاذة" للدفاع عن الممتلكات المسروقة ، وجادل بأن التراكم البدائي ليس سوى "العملية التاريخية لفصل المنتِج عن وسائل الإنتاج" . في أوروبا المبكرة ، كان لابد من تحرير المنتجين من الروابط الإقطاعية ، ولكن كان لابد أيضًا من "تحريرهم" من حيازة أي وسيلة للعيش - الوصول إلى الأرض وأي ضمانات إقطاعية للبقاء . في إنجلترا ، شنت الدولة الرأسمالية الأولى - وهي تحالف من ملاك الأراضي والمزارعين الرأسماليين الناشئين والدولة - حملة استمرت قروناً لخصخصة المزارع والمشاعات التي كانت تشغلها تقليديًا جماعات الفلاحين. طُرد فلاحو إنجلترا قسرًا من مزارعهم من خلال سلسلة من حركات التطويق لها ابتداءً من القرن الخامس عشر حتى القرن التاسع عشر ، وبالتالي أصبحوا معتمدين كليًا على السوق لتلبية احتياجاتهم . و من خلال الاستيلاء على هذه الأراضي وبالتالي ضمان الاحتكار الفعلي لوسائل الإنتاج الزراعي ، أنشأت البرجوازية الزراعية الوليدة في إنجلترا شروط التشغيل الطبيعي للإنتاج الرأسمالي ، أي للاستغلال المنهجي للعمل المأجور. وقد تم تسهيل إقامة نمط الإنتاج هذا إلى حد كبير من طرف الدولة الإنجليزية ، التي سنت قوانين قاسية ضد التشرد ("التشريع الدموي ضد فاقدي الملكية") لإجبار البروليتاريا التي لا تملك ملكية جديدة على تولي العمل المأجور في المزارع أو إجبارها على الاشتغال في ورش العمل . يلخص ماركس عملية التراكم البدائي هذه بالإشارة إلى أنه : "في التاريخ الفعلي ، من المعروف أن الغزو ، والاستعباد ، والسرقة ، والقتل ، والقمع لفترة وجيزة ، تلعب الدور الأكبر ".
نشهد اليوم عملية مماثلة في جميع أنحاء عالم ما بعد الشيوعية و التي تتم تحت شعار "إصلاح السوق". في الواقع ، ترقى هذه النسخة الحديثة من التراكم البدائي في روسيا وأوروبا الشرقية والصين إلى أكبر حركة تطويق في التاريخ تقريبًا : حملة على مستوى القارة لخصخصة الملكية الجماعية للدولة ، متجاوزة في نطاقها حركات الإغلاق التاريخية السابقة . وكما في الماضي ، تؤدي هذه العملية إلى ظهور طبقة من الرأسماليين الأثرياء حديثًا ، جنبًا إلى جنب مع تزايد ملايين العاطلين عن العمل والجوعى. و لا يمكن لأحد أن يتنبأ بالنتيجة النهائية لهذا الاندفاع من أجل إنشاء أسس الملكية الاجتماعية للرأسمالية ، ولكن المؤكد هو أن الكساد الاقتصادي والاستقطاب الاجتماعي والفساد والصراع الطبقي سوف يتفاقم . اليوم ، كما في الأمس ، فإن عملية التراكم البدائي ليست جميلة .
بدأ انحدار روسيا إلى رأسمالية العصابات في أوائل التسعينيات عندما حاول إصلاحيو السوق الروس إدخال الرأسمالية بضربة واحدة - بناءً على نصيحة المستشارين الغربيين ، ولا سيما "المعالج بالصدمات" بجامعة هارفارد ، البروفيسور جيفري ساكس ومحرضوه الرأسماليون في معهد هارفارد للتنمية الدولية (HIID) . في عامي 1990 و 1991 ، مع توقف برنامج الإصلاح الخاص بغورباتشوف و انهيار حكومته ، نصح ساكس و زملاؤه في المعهد إيجور غايدار ، أول قيصر اقتصادي ليلتسين ، بتفكيك معظم الضوابط و الإعانات التي نظمت الحياة للمواطنين السوفييت في معظم دول الاتحاد خلال معظم القرن العشرين . تنبأ ساكس بانتقال سلس إلى حد ما إلى الرأسمالية على النمط الغربي الطبيعي ، بمجرد انتهاء الصدمة الأولية لإزالة السيطرة على الأسعار. في أوائل التسعينيات ، تفاخر الدكتور ساكس بسرعة نجاعة وصفته للعلاج بالصدمة التي وضعها لبوليفيا في تسعة أيام . و مع أنه قد سمح بأن يستغرق إصلاح أوروبا الشرقية و روسيا وقتاً أطول ، و لكن اعتقاد ساكس هذا يبين أنه ، مثل معظم الاقتصاديين العاديين ، ليس لديه الفهم التاريخي تمامًا للاقتصاد. يعتقد ساكس ، مثل آدم سميث ، بأن "الميل نحو النقل و المقايضة" منبني في الطبيعة البشرية . و لهذا ، فقد افترض أن الانتقال إلى الرأسمالية سيكون عملية اقتصادية تلقائية تقريبًا : ابدأ بالتخلي عن تخطيط الدولة ، و بتحرير الأسعار ، و تعزيز المنافسة الخاصة مع الصناعة المملوكة للدولة ، و بيع صناعة الدولة بأسرع ما يمكن – و سيأتيك النمو الاقتصادي الذي سوف يتبعه الازدهار مثلما كتب عام 1990 :
"كل هذا [العلاج بالصدمة] سيخفض الأجور الحقيقية بشكل حاد في عام 1990 ، بنسبة 20% أو نحو ذلك مقارنة بعام 1989. هذه خطوة شجاعة . لكن هذا الانخفاض لن يعني انخفاضًا مكافئًا في مستويات المعيشة الفعلية . هذه في الواقع ستنخفض بشكل أقل حدة بكثير ، مدعومة بنهاية النقص في السلع و انتهاء "ضريبة التضخم" التي تقضي الآن على الأرصدة النقدية للأسر ، و هي مكاسب حقيقية لا تنعكس في مؤشرات الأجور الحقيقية ."
وشدد ساكس على أن الشيء الحاسم هو عدم إضاعة الوقت بأتباع أنصاف الحلول أو "الطرق الثالثة" الميؤوس منها مثل "اشتراكية السوق الوهمية" ، بل بفرض الانتقال إلى اقتصاد السوق على النمط الغربي بأسرع ما يمكن . لذا ، لم يبدد غيدار و خليفته - أناتولي تشوبايس - أي وقت ، بل مشوا على "طوال الطريق" . تعرضت روسيا للصدمة في 2 كانون الثاني 1992 عندما تم رفع ضوابط الأسعار على 90 بالمائة من السلع المتداولة ، و بحلول نهاية عام 1994 ، تمت خصخصة ثلاثة أرباع المؤسسات الصناعية الروسية المتوسطة و الكبيرة الحجم - "بيعت" (سرقت ، سيكون الوصف الأكثر دقة) للإدارة ، و لعصابات العالم السفلي و ما شابه – و اصبح القطاع الخاص هو المنتج لـ 62 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي لروسيا المعلن رسميًا.
إلغاء حداثة روسيا
كانت النتيجة كارثة حقيقية . في العام الأول من "الإصلاح" ، انهار الناتج الصناعي بنسبة 26 بالمائة . و بين عامي 1992 و 1995 ، انخفض الناتج المحلي الإجمالي لروسيا بنسبة 42 بالمائة ، وانخفض الإنتاج الصناعي بنسبة 46 بالمائة - وهو أسوأ بكثير من انكماش الاقتصاد الأمريكي خلال فترة الكساد الكبير . الأسوأ من ذلك ، فإن معادلة الدكتور ساكس لم تتحقق غلى أرض الواقع ، و لم يتعافى الاقتصاد الروسي بعد. منذ عام 1989 ، انخفض حجم الاقتصاد الروسي إلى النصف ، و لا يزال انخفاضه مستمراً . و انخفضت الدخول الحقيقية بنسبة 40 بالمائة منذ عام 1991 ؛ و بات 80 بالمائة من الروس ليست لديهم مدخرات الآن . و توقفت الحكومة الروسية ، التي أفلست بسبب انهيار النشاط الاقتصادي ، عن دفع رواتب ملايين الموظفين والمتقاعدين . و ارتفعت معدلات البطالة ، لا سيما بين النساء. و بحلول منتصف وأواخر التسعينيات ، كان أكثر من أربعة وأربعين مليونًا من سكان روسيا البالغ عددهم 148 مليونًا يعيشون في حالة الفقر (اي أنهم يعيشون على أقل من اثنين وثلاثين دولارًا في الشهر) ؛ و ثلاثة أرباع السكان يعيشون على أقل من مائة دولار في الشهر . و تضاعفت حالات الانتحار ، كما تضاعفت الوفيات الناجمة عن تعاطي الكحول ثلاث مرات في منتصف التسعينيات. و وصلت وفيات الرضع إلى مستوياتها في بلدان العالم الثالث بينما انخفض معدل المواليد . و بعد خمس سنوات من الإصلاح ، انخفض متوسط العمر المتوقع بعامين (إلى اثنين وسبعين سنة) للنساء وبأربع سنوات (إلى ثمانية و خمسين سنة) للرجال - أقل من نسبتها قبل قرن مضى بالنسبة للمعدل الأخير . و في الوقت الحالي ، تتجاوز معدلات الوفيات نسبة المواليد بشكل كبير لدرجة أن عدد السكان الروس ينخفض بنحو مليون نسمة سنويًا . إذا ما استمرت هذه الاتجاهات على حالها ، فمن المتوقع أن ينخفض عدد سكان روسيا خلال الثلاثين عامًا القادمة من 147 مليونًا إلى 123 مليونًا - وهو انهيار ديموغرافي لم نشهده منذ الحرب العالمية الثانية .
كما أدى "الإصلاح الاقتصادي" إلى الهجر الجماعي للأطفال . فبحلول نهاية عام 1998 ، أصبح ما لا يقل عن مليوني طفل أيتامًا - أكثر مما كان عليه الحال في نهاية الحرب العالمية الثانية - ويعيش حوالي 650 ألفًا منهم فقط في دور الأيتام ؛ البقية كانوا بلا مأوى. و بعد مرور عام على مغادرة دور الأيتام ، يصبح واحد من كل ثلاثة من هؤلاء مدمنًا على الكحول ، وينتحر واحد من كل عشرة . و فيما كان ذات يوم هو القوة الصناعية الثانية في العالم - حيث كان عدد العلماء والمهندسين المتخرجين سنوياً أكبر بكثير من الولايات المتحدة – فإن عشرة ملايين طفل لا يذهبون إلى المدرسة حاليًا. هذه هي الكارثة الإنسانية - التي يسميها الاقتصاديون السائدون "مطبات على الطريق إلى اقتصاد السوق" - لخصها بشكل أكثر دقة البروفيسور ستيفن كوهين من جامعة نيويورك على أنها "الانهيار اللانهائي لكل شيء أساسي لوجود لائق". إنها أيضًا عملية إنشاء بروليتاريا روسية حقيقية . في ظل الشيوعية ، لم يكن العمال الروس يمتلكون بالتأكيد وسائل الإنتاج ، لكنهم كانوا يمتلكون ، ولا يزال الكثير منهم يمتلكون وظائفهم بالمعنى الحقيقي . و لديهم حقوق راسخة في السكن ، والرعاية الطبية التي تقدمها الدولة ، ورعاية الأطفال ، والعديد من الإعانات من الدولة . كل حقوق الملكية الاجتماعية هذه تم تدميرها في عملية الانتقال إلى اقتصاد السوق "العادي". بعد تجريدهم أو "تحريرهم" من السيطرة أو حيازة أو ملكية وسائل الإنتاج ، يضطر غالبية سكان الاتحاد السوفيتي السابق إلى المجيء إلى السوق ، على حد تعبير ماركس ، "و لا شيء لديهم للبيع سوى جلودهم". و على الرغم من أنه ربما كان أكثر مما ساوموا عليه ، يصر مهندسو التحول على أن درجة معينة من الألم كانت أمراً لا مفر منه ، على الأقل على المدى القصير ، من أجل منح رواد الأعمال "الروس الجدد" لساكس حرية إعادة تشكيل الاقتصاد ، وبالتالي انفتاح الطريق إلى رخاء أكبر للجميع . دعونا ننتقل الآن إلى رواد الأعمال الجدد ، إلى الطبقة الكبرى الأخرى من الرأسمالية .
من المؤكد أن إصلاحات ساكس قد منحت رواد الأعمال "الروس الجدد" الحرية التي يريدون . ولكن بدلاً من الاستثمار في ترشيد الاقتصاد على أسس رأسمالية ، انغمست البورجوازية الروسية الجديدة في حرب جهنمية مجانية بين الجميع من أجل "الاستحواذ" – في الصراع الوحشي البيني لسرقة كل ما يمكنهم الحصول عليه. لقد نهبوا ثروة الأمة من الموارد الطبيعية ، وباعوا الذهب المملوك للدولة ، والالماس ، والنفط ، والغاز ، وغابات سيبيريا ، وحتى البلوتونيوم ، وأفرغوها في الغرب لتكديس ثرواتهم الخاصة. و مثلما رأينا في فضائح غسيل الأموال في الآونة الأخيرة ، فقد قاموا أيضًا بخصخصة مليارات الدولارات من المساعدات الغربية .
و بدلاً من تشغيل ثرواتهم المسروقة في استثمارات تعزز الإنتاجية ، مثلما كان يأمل الإصلاحيون المؤمنون بساكس ، فقد قاموا ، في الغالب ، بإيداع منهوباتهم في حسابات مصرفية غربية سرية أو قاموا بتبديدها على شراء اليخوت والفيلات في الريفيرا الفرنسية . و بحلول منتصف التسعينيات ، كانت البرجوازية الروسية قد خبأت أكثر من 150 مليار دولار في حسابات مصرفية و استثمارات و ممتلكات أجنبية. في المنزل ، "استثمروا" في الفراء و سيارات الليموزين و اقتناء وسائل المعيشة النفيسة . و قد استأجروا جيوشًا خاصة من البلطجية للدفاع عن ثرواتهم و ممتلكاتهم المسروقة (من بعضهم البعض). لكن هذا فقط ، كما اعترفت "الإيكونومست" الثاتشرية بصراحة ، ما كان ليحصل لولا المصادقة على "شرعية" هذه الممتلكات المسروقة من قبل الحكومات الممتثلة - مثل الحكومات التي شرعت قبلئذٍ للمزارع المطوقة في إنجلترا أو الاستيلاء على الأراضي الشاسعة في الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر .
...
الاستنتاجات
تتطلب الرأسمالية طبقة من الرأسماليين مع طبقة من البروليتاريين . هاتان الطبقتان لا تظهران بشكل طبيعي وعفوي. إذ يتضح من الانتقال الأول للرأسمالية من الإقطاع ، و من مراقبة التحولات السريعة في دول الكتلة السوفيتية السابقة خلال العشرين عامًا الماضية ، أن إثراء القلة وإفقار الغالبية هو حتما عملية وحشية و فاسدة . العجب لا يكمن في كون إدخال الرأسمالية هو المسؤول عن هذه الكوارث ، ولكن العجب هو في كيف أن "خبراء" الاقتصاد الغربيين اللامعين الذين كانوا مهندسي التحول هذا قد توقعوا أي شيء آخر جراءه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مغنية الحي لا تطرب: هيغل.ماركس!
طلال الربيعي ( 2020 / 12 / 18 - 18:04 )

الرفيق والأستاذ العزيز د. حسين علوان حسين المحترم
كل الشكر على مقالتك.
واني كتبت أيضأ قبل فترة قصيرة مقالة بنفس المضمون. ومقالتك لا تشير الى مقالتي حتى بكلمة واحدة وتتجاهلها رغم انكم كنتم من المعلقين,
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692350
ومما اسعدني كثيرا.
لكننا نعلم إن مغنية الحي لا تطرب. والخواجات هم السادة, وهم فقط اهل العلم والمعرفة ونحن التوابع والعبيد بعرف منطق هيغل (العنصري ونقيض منطق ماركس الأممي!).
لذا ندعو الله العلي العظيم أن يعجل بتفريج الكرب عنا وأن ترتفع راية الأممية عاليا في السهول والجبال والوديان والصحارى والبحار وفي كل مكان!
مع كل المودة والاحترام


2 - الدولة تنتج الطبقات عبر التاريخ عموما
منير كريم ( 2020 / 12 / 18 - 19:35 )
تحية للاستاذ الدكتور حسين عاوان
اولا ان راسمالية الدولة هو وصف دقيق للدول الشيوعية السابقة والراهنة بما فيها الصين
العمال في هذه البلدان مجردون من الملكية ومن الحقوق النقابية ومن الحقوق السياسية ويخضعون لدرجة شديدة من الاستغلال مقارنة بالعمال في الدول الغربية ومن الطرف الاخر الدولة تمتلك وسائل الانتاج والقرار الاقتصادي عبر الفئة البيروقراطية
الدول الفاشية والنازية ايضا وصفت بنوع من راسمالية الدولة
ثانيا بعد انهيار وتفكك الاتحاد السوفيتي فان الرفاق في القمة حولوا راسمالية الدولة الى راسمالية خاصة , فالدولة هنا هي التي انتجت الطبقة الراسمالية لكنها في المثال الروسي انتجت الدولة راسمالية خاصة مافياوية وهذا يعتمد على الثقافة ومستوى التحضر , ففي بلدان شرق اوربية كبولندا وجيكيا انتجت الدول طابقات راسمالية افضل ونظام سياسي ديمقراطي لان هذه البلدان اساسا اكثر تحضرا من الروس
مع الشكر والود


3 - أول الغيث قطر ثم ينهمر في هذا المحور
حسين علوان حسين ( 2020 / 12 / 18 - 22:47 )
الرفيق الغالي الأستاذ الدكتور طلال الربيعي المحترم
ت 1
تحية حارة
هذه مقالة مترجمة و ليست تأليفا مثلما لا يخفى ، و مثلها المقالة بعدها . المقالة الثالثة هي إعداد ، و تبدأبمقالة جنابكم الكريم ثم تسترسل . بعدها تأتي المقالة الرابعة بخصوص تخريفات منصور حكمت عن رأسمالية الدولة في الاتخاد السوفيتى .
أنا ما أطرب مثلما أطرب على مغنيات الحي ففيهن رائحة أهلنا الزاكية : و يبهجني النهل من كتاباتكم القيمة .
بالغ المودة و التقدير و الإكبار


4 - أنتم أحرار فيما تقنعون نفسكم به
حسين علوان حسين ( 2020 / 12 / 18 - 22:53 )
الأستاذ منير كريم المحترم
ت 2
تحية حارة و شكرا على الزيارة الكريمة .
أنتم أحرار فيما تقنعون نفسكم به . هناك ثلاثة مقالات أخرى في هذا المحور .
بالغ المودة


5 - المجتمع السوفيتي من ارقى مجتمعات العالم
طلال الربيعي ( 2020 / 12 / 19 - 00:31 )
لا أكاد اصدق عيني عندما اقرأ اتهام احدهم الاتحاد السوفيتي بقلة التحضر. لنحتكم اذن فقط الى الحقائق!
وهذه قائمة بخيرة الشعراء السوفيتيين
https://www.google.com/search?rlz=1CAPKUQ_enAT906&biw=1229&bih=596&sxsrf=ALeKk00h2IdyC6sTQLkEv1aGB1yFEYiHJQ%3A1608331091253&ei=Uy_dX5-ED8y2kwWBhZjADg&q=+soviet+poets&oq=+soviet+poets&gs_lcp=CgZwc3ktYWIQDDIGCAAQBxAeMgYIABAHEB4yBggAEAgQHlCCN1iCN2CORWgAcAB4AIABmgGIAZoBkgEDMC4xmAEAoAEBqgEHZ3dzLXdpesABAQ&sclient=psy-ab&ved=0ahUKEwjf-f-azNjtAhVM26QKHYECBug4ChDh1QMIDQ

الاتحاد السوفيتي تفوق بشكل هائل في فنون الباليه والموسيقى الكلاسيكية, وفي علم النفس مثل فايكوفسكي والعظبم بافلوف وفي كل مجالات الرياضة والطب والفيزياء والرياضيات وهو اول من انزل انسانا على سطح القمر.

وفي 4 أكتوبر 1957 قام حدث علمي بتغيير العالم. تم وضع جسم صغير بحجم حبة العنب في مدار حول الأرض, سمي سبوتنيك. لقد كان نتاج الإبداع السوفيتي, وليس الابداع الأمريكي.
https://vtechworks.lib.vt.edu/bitstream/handle/10919/40377/Chap1.pdf?sequence=9&isAllowed=y
يتبع


6 - المجتمع السوفيتي من ارقى مجتمعات العالم
طلال الربيعي ( 2020 / 12 / 19 - 00:35 )

لم تكن الراحة والتسلية امتيازًا كما في الرأسمالية - بل حقا كفلته المادة 119 من الدستور السوفيتي. كان لدى الدولة الاشتراكية شبكة واسعة من المعاهد الثقافية والرياضية المجانية التي كانت تحت تصرف الشعب. تم بناء أول مركز ترفيهي في مدينة بطرسبرغ (لينينغراد) في عام 1920 بمبادرة من لينين نفسه. في بداية عام 1940 كان هناك بالفعل 3600 مركزا ترفيهيا لخدمة ما يقرب من 470،000 عامل, بينما في الثمانينيات كان هناك أكثر من 14000 مركز للترفيه والاستجمام التي استوعبت 45 مليون شخص.
خلال البناء الاشتراكي, نمى عدد الأطباء, في حين انخفض معدل وفيات الأطفال (الذي كان في روسيا ما قبل الثورة مشكلة كبيرة) بمقدار 10 مرات. في منتصف الثمانينيات, كان ما يقرب من 160 مليون شخص يجرون فحوصات صحية وقائية سنوية, في حين أن أكثر من 35 مليون شخص كانوا يخضعون للرقابة الطبية دون مقابل. خلال نفس الفترة, كان هناك أكثر من 28،000 مستوصف حكومي للنساء والأطفال في الاتحاد السوفيتي.
في 1960 كانت الأمية قد تم القضاء عليها تماما.
يتبع

.


7 - المجتمع السوفيتي من ارقى مجتمعات العالم
طلال الربيعي ( 2020 / 12 / 19 - 00:43 )

ارتفع عدد الأشخاص الذين انهوا التعليم الجامعي من 1.2 مليون في عام 1939 إلى 21 مليون في نهاية الثمانينيات. من 1918 إلى 1990 أكمل أكثر من 135 مليون روسي التعليم على مستوى الجامعة.
لا يوجد قطاع علمي خلال القرن العشرين حيث لم يكن الاتحاد السوفياتي فيه قوة رائدة. كل عام 20 ٪-;- -25 ٪-;- من الاختراعات السنوية, تقريبا في كل جانب من جوانب التكنولوجيا, تتمي إلى الاتحاد السوفياتي.
وماذا عن سينما آيزنشتاين
Sergei Eisenstein
Soviet film -dir-ector
https://www.britannica.com/biography/Sergey-Eisenstein
وروايات غوركي, وبولغانوف , وبلاتونوف
Andrei Platonov: Russias greatest 20th-century prose stylist?
https://www.theguardian.com/books/2010/feb/18/andrei-platonov-robert-chandler
وغيرهم من اعظم ادباء وفناني العالم قاطبة؟ ولينين نفسه اكد على دور السينما الهائل في المجتمع الشيوعي
بلا أدنى شك, كان المجتمع السوفيتي من ارقى مجتمعات العالم ان لم يكن ارقاها قاطبة
يتبع


8 - المجتمع السوفيتي من ارقى مجتمعات العالم
طلال الربيعي ( 2020 / 12 / 19 - 00:44 )
واهدي الكل هذا الفيديو للبروفسور ميخائيل بيرنتي الذي يسرد الحقائق كما هي.
Thank you, Michael Parenti, for trying to set the record straight about Communism.
https://www.facebook.com/100032726692341/videos/29599254483496


9 - ميخائيل بيرنتي
طلال الربيعي ( 2020 / 12 / 19 - 00:54 )
فيديو ميخائيل بيرنتي مرة اخرى
https://www.facebook.com/watch/?v=863254924116130


10 - رأسمالية الدولة فكرة حمقاء
فؤاد النمري ( 2020 / 12 / 19 - 05:59 )
الحماقة التي اقترفها منصور حكمت عاد يقترفها حسين علوان حسين
علم الماركسية يقول أن الدولة هي الجهاز المولج به استخدام مختنلف وسائل القمع لحماية علاقات الإنتاج القائمة وهو ما يعني أن نظام الإنتاج القائم هو الأصل وجهاز الدولة هو التابع الخادم لنظام الانتاج أو علاقات الانتاج
فكرة رأسمالية الدولة الحمقاء تقول العكس تماماً، تقول أن ثمة دولة تشكلت بغير سبب وقررت هذه الدولة أن تقيم نظاماً رأسمالياً لغير سبب !!

حسين علوان حسين نفى رأسمالية الدولة في الاتحاد السوفياتي وعدد أسباباً صحيحة لكنه عاد يقول برأسمالية الدولة في روسيا اليوم الأمر الذي لا يعني غير أن دولة غورباتشوف كانت دولة رأسمالية قررت أن تبني النظام الرأسمالي غير الموجود سابقاً في الاتحاد السوفياتي
تلك هي حماقة منصور حكمت بل هي أشد حماقة
ليس هناك علماء اقتصاد في أميركا يمكن الرجوع إليهم فسياسات ترومان الفاشية منعت تدريس علم الإقتصاد واستبدلته بتدريس علم التجارة الذي لا علاقة له بعلم الإقتصاد حيث يتعامل فقط بمخرجات الإقتصاد

يتبع


11 - اثر التحضر على السياسة
منير كريم ( 2020 / 12 / 19 - 06:31 )
تحية
اذا كان الروس بهذا المستوى من التحضر فلماذا لم ينعكس ذلك في السياسة ؟ فقد سبقتهم دولا كانت متخلفة ككوريا الجنوبية مثلا وتجاوزتهم كثيرا دولة كاليابان
روسيا الان تبيع غاز وتصدر اسلحة وتحكمها مليشيات اجرامية تسمم المعارضين . هذا النظام هو سليل النظام الشيوعي الشمولي السابق
التحضر له مقاييس موضوعية كالحرية وحقوق الانسان والرفاه الاقتصادي والاجتماعي والمجتمع المدني فاين الروس من هذا ؟ انا لست معاديا للروس كروس فقد كانوا الضحية الاولى للشيوعية منذ ان سرقت ثورة فبراير الديمقراطية عام 1917 بواسطة البلاشفة كما سرق الخميني ثورة ايران ضد الشاه
البلاشفة ابادوا ملايين الفلاحين من اجل تكوين بروليتاريا تحقق الاشتراكية وانهارت الزراعة ولم تقم لها قائمة للان بعد ان كانت روسيا بلدا زراعيا رائدا قبل البلاشفة
شكرا لكم على الحوار


12 - رأسمالية الدولة فكرة حمقاء
فؤاد النمري ( 2020 / 12 / 19 - 07:36 )
حماقة رأسمالية الدولة تلد حماقة أغلظ منها وهي الإدعاء بأن النظام القائم حالياً هو نظام رأسمالي
قانون القيمة المعترف به من قبل سميث وريكاردو وماركس والذي تقوم على أساسه مختلف أنظمة الإقتصاد تلاشى نهائيا ولم يعد يعمل
الإنناج بمجمله لا تتم مبادلته وفقاً لقانون القيمة حيث تتم مبادلته بالدولار المفرغ من كل قيمة
الداتا الأميركية تقول أن أميركا تنفق سنويا 15 ترليون دولارا على إنتاج الخدمات وهي تستهلك تماما حال انتاجها ولا يعود منها دولار واحد غلى الإقتصاد وعلى الخزينة فمن أين تأتي أميركا بخمسة عشر ترليونا اخرى لتنتج الخدمات في السنة التالية !!؟

كيف للولايات المتحدة أن تكون رأسمالية وهي اليوم أكبر كستورد في العالم للبضائع ورؤوس الأموال !!؟
كيف للولايات المتحدة أن تكون رأسمالية وهي تدفع سنويا أكثر من 500 مليار دولار فوائد سنوية على ديونها !!؟
كيف للولايات المتحدة أن تكزن رأسمالية وهي تستدين كل دقيقة مليون دولار كما خطبت مولولة نانسي بيلوسي ريسة الكونغرس !!؟


13 - بحثا عن الامصال 1
محمد البدري ( 2020 / 12 / 19 - 10:26 )
تحية للفاضل الاستاذ حسين علوان حسين
بداية فان شكري واجب علي هذا الثراء الدسم عن تاريخية نشاة الطبقة، كونها ضرورة حتمية للخروج من اسر المشاعية البدائية القديمة اي من التسطح الافقي للمجتمع الي البناء الرأسي له الذي رست اشكاله علي الرأسمالية الحالية.
ويظل لكل كيان آفة (عصابة حسب عنوان المقال) تنخر فيه ويجري التغلب عليها اما بالتطور الي ما لا يسمح لهذا الفيروس بالنشاط او بتشكيل لقاح مضاد لزيادة مناعة النمط القائم ضده. فالجدل وصراع العناصر المتلاحمة في وحده واحدة هو قانون كل شئ.
اعتقد ان بالمقال قضيتان رغم ما بهما من انفصال فان لهما ترابط وثيق. وهما العصابة والدولة. وعلي وجه التحديد الفيروس والطبقة المتنعمة بصحة مجتمعية.
لا تنشط العصابات الكامنة في البناء المجتمعي (الدولة)، ايا كان نمط علاقاته الانتاجية، الا اذا وفرت العلاقات القائمة في النمط الانتاجي السائد قدر من الرطوبة تسمح لجميع للكائنات الطفيلية بالفقس من بويضاتها المتحوصلة لتنشط وتقوم بما يخدمها هي علي حساب العناصر المجتمعية الفاعلة انتاجيا.
وفرت البرجماتية النفعية من اجل الربح كدافع اساسي منذ نشأة الراسمالية في القارة ... يستكمل


14 - بحثا عن الامصال 2
محمد البدري ( 2020 / 12 / 19 - 10:26 )
الامريكية هذه الرطوبة فنشأت المافيات (العصابات) بكافة انواع بحثا عن الربحية. بمعني انها لها نفس اهداف الرأسمالي علي حساب ليس فقط من يعمل باجر بل الجميع بما فيهم الرأسمالي الانتاجي ذاته. وهذا هو حال الغرب الامريكي علي وجه التحديد الي حد ان كثير من الاعمال الفنية سينمائيا تهتم بالمافايات والعصابات كونها ظاهرة تفوق ظاهرة العمل الانتاجي والحقوقي لكلا من الراسمالي والعمالي. بكلمات اخري فان الدولة بطبيعتها هي الحاضنة والحضانة لكل شئ.
وهذا يدفع بالسؤال لماذا واين وكيف غاب المصل الواقي في الاتحاد السوفيتي لتجريد الجميع من حقوق الملكية الاجتماعية التي تم تدميرها في عملية الانتقال إلى اقتصاد السوق -العادي-، فما بالنا بالسوق ما بعد الحر؟ وهنا لا بد من شكر اضافي وعميق للاستخدامك اللغوي للالفاظ حيث الترادف بين -تجريدهم- و -تحريرهم- من السيطرة أو حيازة أو ملكية وسائل الإنتاج. انه السؤال الاصلي عن حقيقة شكل الدولة السوفيتية ومن الذي قاد سفينتها وغير دفتها بدلا من الابحار في بحار مفتوحة لمزيد من الحقوق المجتمعية الي الغوص في مستنقع كله ديدان طفيلية قابلة للخروج من شرانقها. ... يستكمل


15 - بحثا عن الامصال 3
محمد البدري ( 2020 / 12 / 19 - 10:26 )
في اكتوبر 93 جلست اشاهد تليفزيونيا دبابات الطبقة العاملة / الدولة تقصف مبني البرلمان المتخندق فيه المدافعين عن حقوق من حققوا دكتاتورية البروليتاريا. ولم يكن عدد الضحايا يتناسب مع حجم الكتلة صاحبة كل شئ في الدولة. فمن ياتري حرك تلك الدبابات، البروليتاريا ام الدولة؟
اين كان مالكو الحقوق المجتمعية وهم كتلة ضخمة لها تاريخ وارث في معني الثورة مرتين في العقدين الاولين من القرن العشرين. أمور كثيرة لازالت غامضة تخص معني الفيروس / العصابة للذين حصلوا علي كل شئ وضاع منهم كل شئ.
اما لو انتقلنا الي شرقنا الاوسطي التعس فليس هناك سوي العصابة وفقط. السؤال الذي يغيظني كيف يتفرد العراق بكل هذا الزخم اليساري بكافة اطيافه ولا تزال عصابات شيعية وسنية او قومية عروبية لها الكلمة العليا في توجيه دفة المجتمع. عصابتين تاريخيتين بقيادة ابن ابي سفيان والاخري بقيادة ابن ابي طالب صراعا علي نهب ثروته هو والشام ومصر بوضع اليد عليها دون خلق اي فكر او ايديلوجيا او حتي طبقات. فجميع مفردات ماركس الطبقية التي نسج منها نظريته غائبة وغير متوفر منها في الشرق سوي العصابة.
تحياتي واعتزازي وتقديري


16 - مداخلة غنية و صائبة
حسين علوان حسين ( 2020 / 12 / 19 - 21:01 )
الرفيق العزيز الاستاذ الدكتور الفاضل طلال الربيعي المحترم
ت - 5-9
تحية متجددة
مداخلة تصيب كبد الحقائق . لقد شكل انهيار الاتحاد السوفيتي أكبر خسارة للبشرية و للعرب خصوصا ناهيك عن شعوب الإتحاد السوفيتي نفسها .
تفضلوا علي بمواصلة الإغناء بمداخلاتكم الشافية و الضافية .
جزيل الإمتنان و وافر المحبة و الاعتزاز .


17 - مقترحات
حسين علوان حسين ( 2020 / 12 / 19 - 21:06 )
الاستاذ فؤاد النمري المحترم
ت - 10 و 12
تحية متجددة .
أقترح على جنابكم المحترم إعادة قراءة هذه المقالة التي لا تعود لي ، و إعادة وزن استجابتكم لها ، أن كنتم فاعلين .
كل المودة و الاحترام .


18 - رائع
حسين علوان حسين ( 2020 / 12 / 19 - 21:27 )
الاستاذ الفاضل محمد البدري المحترم
ت / 13 - 12
تحية متجددة و جزيا الشكر على مداخلتكم الفيمة التي استخدمت ألأستعارة الممتدة البليغة و المعبرة عن الوقائع .
بالنسبة لموضوع ضرب البرلمان الروسي بالدبابات ، يوجد تحقيق في الآرتي يوضح كيف أن وحدة من القناصة الصهاينة قد تم تهريبها كفريق رياضي عبر بولونيا هي التي أطلقت الرصاصة الأولى و مابعدها على الضابط لأشعال فتيل المعركة بعد أن تأكد يلتسين من أن الجيش يقف على الحياد و يرفض ضرب ممثلي الشعب .
عزيزي : لا يخفى عليك أن ما يجري في العراق منذ السقوط لحد الآن هو عملية التخليق للرأسمالية المحلية - على غرار ما هو موضح في المقالة - بنهب ممتلكات الشعب ، قضمة فقضمة ، و ليس بأسلوب العلاج بالصدمة ، و هذه العملية تجري الأن بغطاء سياسي قوي على قدم وساق ، و هي تتطلب طبعاً خلق العصابات و المافيات و شركات الحماية و المليشيات من كل نوع لتغذية السرقات و حمايتها و تأمين استمرارها لربع قرن قادم في الأقل .
كل الحب و التقدير و الاعتزاز .


19 - السيد حسين علوان حسين
فؤاد النمري ( 2020 / 12 / 20 - 04:42 )
أنا لا أناقش -العلماء- الأمريكان بل أناقش -المار كسي- حسيين لأسأله لماذا نقل مقالات الأمريكان الذين قالوا أن بناء النظام الرأسمالي في روسيا سيصاحبه مآس وفقر واضطراب
-الماركسي- حسين حلوان نقل مقالات الأمريكا ليشجب الإنتقال إلى النظام الرأسمالي لما يرافقه من اضطراب وجوع ولولا ذلك لقبل حسين علوان الإنتقال إلى الرأسمالية أو الأحري لما شجب ذلك

تعليقي كماركسي قال -للماركسي- حسين علوان لا يمكن بحال من الأحوال بناء النظام الرأسمالي في روسيا وإلا كان علينا قبول حماقة -رأسمالية الدولة: أي بناء نظام رأسمالي بدون رأسماليين

يبقى إدراك الفرق النوعي بين تراكم رأس المال ونهب الأموال بالمقابل
تراكم رأس المال يتم عبر تقدم وتطوير عملية الإنتاج
بينما نهب المال وهو ما جرى في روسيا تم عبر تهديم عملية الإنتاج

بعد الإنقلاب على النظام الاشتراكي في الخمسينيات في الاتحاد السوفياتي لا يمكن بناء نظام اجتماعي مستقر في العالم بغير الحودةإلى العوم في نهر ثورة أكتوبر الهادر

تحياتي


20 - الجواب في الحلقة القادمة
حسين علوان حسين ( 2020 / 12 / 20 - 22:08 )
الاستاذ فؤاد النمري المحترم
ت/ 19
تحية متجددة
الجواب على سؤالك :
لماذا نقل مقالات الأمريكان الذين قالوا أن بناء النظام الرأسمالي في روسيا سيصاحبه مآس وفقر واضطراب
ستجده قي الحلقة القادمة ، لطفا .
كل الحب .

اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا