الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين العالمي الجديد و مشروع الحكومة العالمية الجديدة ..

عساسي عبدالحميد

2020 / 12 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


العقيدة ضرورية للحكم، بها تستطيع الدولة التحكم في المواطن وتوجيهه بما يتماشى و اجنداتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ...وهذا ما يصطلح عليه بفن تدبير الأمن الروحي من طرف الدولة خدمة للصالح العام..

وفن تدبير العقيدة يا سادة يا كرام يتم عبر اذرع الدولة الإعلامية ، و عبر دور العبادة في المواعظ الكنسية وخطب الجمعة في المساجد مثلا ...

و الانسان مهما اوتي من القوة والذكاء يظل خائفا متوجسا وسط هذه الاكوان الشاسعة والمجرات الهاءلة وتريليونات المذنبات و النجوم المضيئة، فيجثو هذا الانسان الضعيف على ركبتيه مرتعشا يرفع عينيه الى ما وراء النجوم متوسلا باكيا ...

الانسان يضطر ان يصنع لنفسه الها لكي يتعزى به و يبعد عنه اشباح الخوف ولو كان هذا الاله صخرة صماء، وتجود قريحة هذا الانسان بصلوات وأدعية وترانيم يلقنها ويورثها لأبناءءه وأحفاده جيلا بعد جيل ..ويصنع أعيادا يحتفل بها كتقليد اجلالا و احتراما لإلهه ...

العقيدة تهدا من روع الانسان ، و تجعله قابلا للتدجين والتحكم ، فالعقيدة هي اللجام الذي به يمسك به سلاطين الأرض رعاياهم عبر مشايخ البلاط وكهنة المعابد ...فتغدو الرعية كبهاءم الحظيرة الحلوبة اللحومة الخدومة.

كثر الحديث هذه الأيام عن الحكومة العالمية الجديدة التي بدأت بذورها الجنينية قيد التشكيل ، اي ان كوكب الارض من بانكوك شرقا حتى سانتياغو غربا سيصير دولة واحدة بدون حدود، وبعملة رقمية واحدة و بعلم واحد ونظام واحد ..

وهذا المشروع لن يكون جاهزا بين عشية وضحاها، وسيلزمه مراحل من اجل تنزيله على أرض الواقع، وقد لن يتحقق هذا إلا بعد حرب ضارية فظيعة .

في نظامنا العالمي الجديد ما بعد كورورنا سيعتنق سكان الكرة الأرضية دينان فقط، و باقي الاديان ستتلاشى وستندثر ...دينان لا اكثر، دين للا غلبية و دين للأقلية الذي لن يتعدى معتنقوه بضعة ملايين ..

والأقلية هي من ستتحكم مستقبلا في إدارة وتسيير العالم برضى الأغلبية ...واليهود هم هذه الأقلية .

المسيحية تتلاشى في اوروبا و لن تصمد أمام الاسلام الذي يزحف بجوامعه وأئمته وأذرعه الدعوية المؤثرة ...

فالانسان الاوربي من خلفية مسيحية لم يعد يرتاد الكنيسة صحبة أسرته كما كان من قبل ، و عزف عن فتح و قراءة الانجيل ، ولم يعد يحفظ آية بشكل صحيح من الكتاب المقدس ، اكثر من هذا عزف عن الزواج والانجاب ...والاسلام سينتشر كذلك في الهند والصين ليحل محل عبادة الابقار و الفئران و افاعي الكوبرا والتماثيل ...

الاسلام هو دين الأغلبية الذي يقتنع به منظرو الحكومة العالمية الجديدة بعد تشذيبه و تهذيبه وتجديده وحذف العديد من الاحاديث التي سيتم اقناع الناس بها بأنها مدسوسة ، فالاسلام اقرب الى العقل والمنطق من عبادة الاوثان والصلبان ....

هذا ما يقتنع به منظرو حكام العالم الحقيقيين ،اللهم اذا فاجأنا مهدي منتظر منسلا من سردابه ليملأ الارض عدلا وقسطا، او مسيحا آتيا فوق سحابة ليعزل الجداء عن الحملان ...

أظن أن هذا هو مشروع الحكومة العالمية الجديدة فيما يخص العقيدة ...فالعقيدة ضرورية لتدبير انسان ما بعد كورونا ...وتقويمها و تجديدها وتهذيبها ضروري للمرحلة المقبلة .

أحد مبارك للجميع ...أوصنا في الأعالي و على الارض السلام وللناس المسرة ..

رجاء....، لا تولوا لكلامي هذا أدنى اهتمام ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال


.. تسجيل صوتي مسرّب قد يورط ترامب في قضية -شراء الصمت- | #سوشال




.. غارة إسرائيلية على رفح جنوبي غزة


.. 4 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي لمنز عائلة أبو لبدة في ح




.. عاجل| الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى الإخلاء الفوري إلى