الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة 14 تموز 1958 هدية الشيوعييين للبرجوازية

رديف شاكر الداغستاني

2006 / 7 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


كان نضال الشيوعيين وتضحياتهم هو العامل الاساس في نجاح ثورة 14 تموز 1958 , لكن السياسة اليمينية الذليلة (كتلة الاربعة ) فرطت بهذا الانجاز العظيم وقدمت الثورة هدية للبرجوازية ؟ وبذلك اعاقت حركة الجماهير الشعبية التي ناضلت وذاقت ويلات السجون والمعتقلات وتعرضت للتعذيب بل والاعدامات التي طالت قيادات حزبنا وموسسه الشهيد الخالد يوسف سلمان يوسف (فهد).
لقد انتهزت قيادة الثورة الوطنية البرجوازية فرصتها التاريخية في هذا الموقف المهادن فقامت بتهميش الشيوعيين وابعدهم عن السلطة واستعانت باشخاص ليسلديهم تاريخ نضالي قدر ما كانوا ابواقا دعائية او من رموز الصالونات السياسية .وكان الاعتقاد السائد لدى القيادة اليمينية انذلك ان اسناد حكومة الزعيم عبد الكريم قاسم تحت شعار صيانة الجمهورية ومكاسب الثورة رغم كون الحزب خارج السلطة سيدفع بالحكومةالوطنية وحكمائها البرجوازيين نحو التجذر وبالتالي اقرار الديمقراطية والحياة البرلمالنية واجراء الانتخابات . بينما اتحذت تلك الحكومة في اول منعطف سياسي يواجهها موقفا متذبذبا مفتقدا للحسم في الوقت المطلوب امام الحركات الرجعية والقومية المدعومة من الخارج والمعادية لثورة تموز باسم الدين والقومية .
ولئن كان الشيوعيين هم الذين دفعوا ثمن النضال الشاق والطويل لقيام هذه الثورة صار من البديهي ان يلتزموا الدفاع عنها وعن مكاسبها التي تحققت للفئات الكادحة . واذ كان الزعيم لايكترث لنصائح حزبنا وما يقدمه من معلومات عن وجود تامر كبير على الثورة بنفس الوقت الذي لم تكن فيه القيادة اليمينية قد حسمت امرها في مثل هذا الموقف الخطير .
جاء الرد الجماهيري بخروج المسيرة العمالية المليونية رافعة شعارها المطالب بوجوب اشراك حزبنا في السلطة . واتفز هذا الشعار الحكومة الوطنية البرجوازية رغم انه كان مطلبا لجماهير ثورة تموز والحريصين عليها وهكذا اخذ قاسم يناور ويلعب على تناقضات القوى السياسية وصراعاتها . وفي الوقت الذي لم تحسم قيادة الحزب مسالة الاستيلاء على السلطة بشكل كامل اثمرت المخططات المعادية عن نجاح الثورة المضادة في 8 شباط الاسود وتحققت رغبة الدوائر الامبريالية في تصفية الشيوعيين وجماهيرهم اذ لم يكن البعث ومعه القوى القومية والرجعية سوى ادوات لتنفيذ ارادة الولايات المتحدة .
لقد شجعت الولايات المتحدة وساندت احزابا في العالم العربي والاسلامي ترفع شعارات الدين والقومية والوحدة العربية وتحرير فلسطين . وكان ذلك جزءا من لعبة الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي . وحين استلم البعث والقوميون السلطة بالتعاقب لم يعملوا لتحقيق شعاراتهم تلك التي طالما لوحوا بها ضد الشيوعية اذ حاربوا الوحدة حفاظا على الكراسي وسفهو الاشتراكية ولم يقدموا للقضية الفلسطينة سوى المؤامرات وهو الامر الذي دفع اعدادا من البعثيين والقوميين وعبر المراحل الى التساؤل عن علاقة المخططات الامبريالية والصهيونية بما تقوم به قياداتهم وكيف انهم انساقوا الى اعمال لايؤمنون بها فتحول هؤلاء الى مرحلة نقدية ولكن لا تخلو من التبرير . والان بعد الاطاحة بدكتاتورية البعث من قبل اسيادها حيث انجزت ما رسم لها منذ 17 تمز 1968 بتصفية اليسار اولا وافتعال حروب داخلية وخارجية وتبديد ثروات البلاد لمصلحة الشركات المتعددة الجنسية , ياتي الاحتلال واجندتة العراقية كجزء من ستراتيجية امبريالية شاملة وجديدة عقب انهيار المنظومة السوفياتية واغلاق ملف الحرب الباردة واستبدالها بالحرب العالمية ضد الارهاب والخطر الاسلامي . لا يمكن للولايات المتحدة ان تتخلى عن مصالحها واهدافها الخاصة في الشرق الاوسط اذ لم تعد انظمة هذه المنطقة تتماشى مع السياسة الامريكية الجديدة . وكان نظام صدام حسين هو اول من نحر على مذبح اسياده . وعاثت قوات الاحتلال فسادا ودمرت المنشات تحت لافتة الحرية والديمقراطية ؟ تلك الافتة المزيفة التي ترفعها الجماعات التي جاءت مع الدبابات الامريكية وهي لا تؤمن بها اصلا . وقد اثبتت الاحداث خلال اكثر من ثلاث سنوات ان ارادة المحتل هي فوق كل شيء وله وحده القول الفصل . اما من قدموا معه وسوغوا مشروعه الامبريالي فليسوا اكثر من نجوم على شاشات الفضائيات العربية لا تحل ولا تربط .
ولا نستغرب نحن الشيوعيين , وفي اجواء الاحتلال الامبريالي ان تعود من جديد نغمة معاداة الشيوعية والتعددية وبشكل ارهابي وبادوات جديدة هي منظمات وتشكيلات ينضوي تحت لوائها الكثير من زمر صدام الذين يناغون المحتل من اجل الحصول على موقع قدم في السلطة فهم الحرس القديم –الجديد للامبريالية (الحرس القومي ) وما زالوا مستعدين لاداء اي دور يكلفون به من قبلها اما الخائبون السياسيون فانهم يناغون المحتل بالسير وراء مشروعه السياسي من خلال اسلوب التحاصص الطائفي والقومي ليمزقوا العراق ارضا وشعبا باسم العملية الديمقراطية ؟
ان التداعيات الكارثية التي تمر بها بلادنا منذ خمس عقود لم تكن الا نتيجة طبيعية لفشل ثورة 14 تموز باعتبارها المرجعية الوطنية للشعب العراقي وحاملة اهدافه التحررية ضد القوى الرجعية المحلية والدوائر الامبريالية . ان الدرس الذي لابد ان نتعلمه من هذه التجربة المريرة انه كان على الشيوعيين ان يرفعوا شعار الثورة الاشتراكية مباشرة بعد نجاح الثورة الوطنية البرجوازية . وهذا ما قام به حزب البلاشفة الروسي بقيادة الرفيق لينين بعد نجاح ثورة شباط 1917 البرجوازية بقيادة كيرنسكي وكيف استحوذ البلاشفة بعد اشهر فقط على السلطة بقيام ثورة اكتوبر المجيدة فمهمة الطليعة العمالية الثورية هو انجاز مرحلتي الثورة البرجوازية والاشتراكية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-