الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التطبيع يحتاج الى تحليل وتفهم وليس الى تخوين وتكفير

حميد طولست

2020 / 12 / 21
القضية الفلسطينية


التطبيع يحتاج الى تحليل وتفهم وليس الى تخوين وتكفير.
جرت العادة عند مناقشة أي طارئ ، أو تداول أي جديد ، أن تتضارب وجهات نظر الناس وتنقسم آراؤهم ، كما حدث في تعاطي الكثيرين مع قضيتي "استئناف العلاقات مع إسرائيل" و "الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه" اللتان يبدو أن غلبة الجانب العاطفي عليهما وفورة المشاعر الجياشة والتدخلات والتحليلات المتشنجة غير الموضوعية التي يختلط فيها الدين بالقومية والوطنية، قد قسمتا المغاربة على أنفسهم إلى رأيين لا ثالث لهما ، واحد مؤيد بتعصب شديد لقرار الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه ، ويرى أنه سيشكل تحولا كبيرا في قضية الصحراء ، وتعزيزا لإستراتيجية المغرب وتقوية لموقفه الدولي وخدمة لمصالحه الوطنية العليا ، وتغييرا في التوازنات الإستراتيجية بالمنطقة ، وآخر معارض بتطرف وتخوين لقرار استئناف المغرب لعلاقاته الثقافية والدبلوماسية العريقة والدائمة مع اليهود المغاربة ، على اعتبار أن ذلك خيانة للقضية الفلسطينية ، وهو سلوك بشري عادي وطبيعي مادام الناس ليسوا على نمط واحد، وأن الاختلافات والتباينات بينهم كثيرة ومظاهر التضاد عديدة لدرجة يستحيل معها أن تكون العقول والأفهام والأذواق والميولات على مقاس واحد ، ونمط متشابه، ورأي واحد لا يتغير، لمخالفة ذلك الإجماع للطبيعة البشرية التي لا قرار يحظى معها به ، اللهم إذا كان إجماعا قسريا مفروضا بالقهر الذي ينهي الحرية التي تضمن حق الإنسان في أن يعتنق ما يعتنق ويرفض ما يرفض - كما يقول "فرنسوا ليوتار":"الإجماع هو نهاية للحرية ونهاية الفكر" ..
فمتى يفهم مناهضوا التطبيع أن حق مدعمي التطبيع مكفول -ما دام دعمهم يحترم القانون ويلتزم بالمشروعية ، وليس فيه أي تحريض أو ممارسة للعنف ، أو إيحاء لآخرين بممارسته- وأنه منطقي أن يصبح استئناف علاقات المغرب الثقافية والدبلوماسية العريقة مع اليهود المغاربة ضرورة ملحة ، والاعتماد عليه والعمل به واجب وطني ، مادام أنه سيحقق انتصارا وطنيا ودوليا لوحدته الترابية دون أن يشكل عرقلة أمام حل القضية الفلسطينية ، كما يفعل التطبيع الأمني والسياسي لقيادة فلسطين مع الكيان الصهيوني ، الأخطر تآمرا على القضية الفلسطينية من أي تطبيع آخر، والذي شتت الوحدة الوطنية الفلسطينية الداخلية وقسم شارعها السياسي ، فهل ينتظر ناكري الجميل - من المكونات السياسية والإيديولوجية والثقافية بالداخل والخارج ، الذين وضعتهم هذه القضية على المحك- أن يكون المغرب فلسطينيا أكثر من الفلسطينيين أنفسهم الذين وقعوا على اتفاق أوسلو للسلام ؟
الخلاصة أنه كلما ارتقى عقل الإنسان كلما تراجعت انتماءاته الضيقة القبلية والعرقية والسياسية والإيديولوجية والدينية ، وأصبح لا يصنف إلا بسلوكياته الراقية ومواقفه الإنسانية البعيدة عن الصراعيات التقليدية التي شحنت بها التيارات السياسية والإيديولوجية والدينية عقول بسطاء المواطنين ، وغدت بخطاباتها ومشاريعها وأوهامها وجدانهم وهويتهم.
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التطبيع والتضبيع
عبد الله اغونان ( 2020 / 12 / 21 - 15:36 )
التطبيع الرسمي يتم على مراحل غير مباشر ثم مباشر
التطبيع الرسمي حاول ايجاد شعبية له اصة من طرف مفكرين وصحافيي واعلاميين وحتى شيوخ
لكن جل الشعوب غير مقتنعة به وفي مصر وفلسطين و الإردن عبرة
انه التضبيع

اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي