الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلسلة اخرى من نضال الطبقات المظلومة العراقية الكردية بوجه سلطة البورجوازيين وأحزابهم!

صابر محمد

2020 / 12 / 21
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الليبرالية الجديدة كسياسة رأسمالية جديدة موجه بالأخص ضد السياسات الاقتصادية القائمة على التخطيط المركزي والتي جاءت بها تجربة ثورة أكتوبر العظمى .
وبعد سقوط تجربة الإتحاد السوفيتي في سنة 1991 , وليس ( سقوط الشيوعية ) كما يتم التبليغ به من قبل البورجوازية العالمية، توجهت الاحداث السياسية والاقتصادية في العالم نحو التاكيد على سياسة الليبرالية الجديدة لإدارة النظام الاقتصادي ، وخصوصا بعد احداث هجمات 11 سبتمر 2001 في الولايات المتحدة الامريكية وبذلك انتهزت الإمبريالية الأمريكية هذه الحادثة لشن هجماتها و السيطرة على العالم كقطب أقتصادي وسياسي وثقافي موثر لوحده و تحت شعار ( محاربة الارهاب) ، وبذلك هيئت البيئة و عبدت الطرق من اجل السيطرة على كل بلدان العالم و خصوصا " الشرق الاوسط" والدول الفقيرة الأخرى في إمريكا اللاتينية او في أفريقيا او الشرق الادنى ورسم سياسات اقتصادية جديدة لليبرالية الجديدة .

ولهذا فقد قامت بتشكيل قوة دولية متعددة الاطراف وان المشاركين فيها عسكريا و سياسيا و التي تكونت من 34 دولة وبقيادة الولايات المتحدةالامريكية شنت عدوانها على العراق بدءًا من 2.8.1990- باسم حرب الخليج و باسم ( OPERATION DESERT STORM ) اي (عملية عاصفةالصحراء) ، و استغلت وجود حكومة دكتاتورية في العراق بقيادة حزب البعث و صدام حسين ، وبذريعة هذا الامر شنت حربا شاملا من الناحية العسكرية والاقتصادية والسياسية و غيرها و استفادت من القوى العميلة للاحزاب القومية والدينية والمذهبية الموجودة في العراق كردا وعربا و غيرها من القوميات المختلفة والتي كانت تعتاش عبر سنين وعقود على الدعم المالي والجيوليستيكي المقدم من قبل الدول الامبريالية و دول المنطقة الى هذه الجهات و المقاومة و المعارضة البورجوازية القومية والدينية و الطائفية .
ولكن جوهر وأسباب الحرب و الصراع هو قد تجاوز حدود كذبة تصدير ( الديمقراطية) إلى العراق كما كانوا يسمونها ، وإنما اغتصبوا الروح الثورية لملايين الجماهير المضطهدة و التي كانت تعيش تحت ظل الاستبداد الوحشي لهذا النظام و بالتالي تنصيب أنفسهم وبقوة الدبابات الامريكية قادة للجماهير من أجل التخلص من الدكتاتورية و الحكومة البورجوازية الاستبدادية الموجودة في العراق.
وليس فقط أغتصاب الروح الثورية بل سلب كل ما هو حي ومفيد لحياة العمال والمضطهدين عربا وكردا و غيرهما من القوميات والاديان و الطوائف الاخرى في هذه المنطقة اقتصاديا وسياسيا و اجتماعيا وثقافيا.
الاحزاب القومية الكردية والتي تاجرت بقضية الحقوق الديمقراطية للشعب الكردي و بما يزيد من قرن من الزمن أخذت هذه الطبقات المالكةو الغنية الكومبرادورية من الشيوخ والملالي ورؤساء العشائر الكردية زمام قيادة الحركات الكردية تحت عنوان ( حركات التحرر الوطني ) وبقوة السلاح ، وكانوا على مدى تاريخ تواجدهم ورقة ضغط بيد الدول المجاورة و الامبريالية العالمية ؛
و اخيرا أصبحت هذه الاحزاب والقيادات الكردية العميلة سندا و عاملا مهما و قويا للقوات الأمريكية و الامبريالية العالمية في تثبيت السياسات الخاصة بالمنظومة الليبرالية الجديدة في العراق ومنها المناطق الكردية.
ان مسالة النضال ضد السلطة البورجوازية الحاكمة في الاقليم لا ينفصل مطلقا عن النضال ضد السلطة الرجعية والطائفية الموجودة في المركز .
وان تحرر الجماهير البائسة الكردية مرهون بإسقاط وتغيير المنظومة البورجوازية والطائفية هناك في المركز ؛
وان تحرر البروليتاريا العراقية بعربه وكرده وأقلياته الاخرى هي عملية نضالية مترابطة ؛ فليس بامكان البروليتاريا الكردية وشبابها الثوار من إسقاط تلك السلطة لوحدهم وترك المركز على حاله ؛
وليس بأمكانهم خلق أية سلطة اشتراكية بمعنى الاشتراكية العلمية ، الا اذا كانوا هم يقصدون اشتراكية من طراز أخر وهي الاشتراكية الديمقراطية البورجوازية في الإقليم كما تدعي لها الاطراف اليسارية الاصلاحية القومية اليوم هناك .
وهكذا شاهدنا عبر ما يقرب من 30 سنة من السلطة القومية البرجوازية للاكراد ذوي الأصول العشائرية والذين هم أكثر الأشكال استبدادًا وسحقا لمطالب وحقوق الطبقات العاملة والناشطين الشيوعيون و غيرها من التوجهات المضادة لمصالحهم هناك وجعل المنطقة سوق سوداء لكل الشركات الاحتكارية العالمية و المحلية لدول المنطقة ، ونهب طاقة و قوة عمل العمال الاكراد وغيرهم من العمال العرب و الاجانب الذين جاؤوا الى هذه المحافظات و من قبل الشركات الاحتكارية التي تتاجر بقوة الايدي العاملة العالمية و فرض أسوء الشروط الاقتصادية والحياتية عليهم .
ولهذا نرى بانه شهدت المنطقة العديد من الاحتجاجات والنضالات لهذه الطبقات المظلومة الكردية والتي أثبتت لنا تلك المشاهد على ان هذه الاحتجاجات والانتفاضات الجماهيرية هي لا تهدف الى (إستقلال كردستان ) و إيجاد دولة برجوازية إضافية أخرى في المنطقة لكي تزيد من معاناتهم الطبقية ، بل الهدف هو الوقوف بوجه السلطة البورجوازية الحاكمة ذوي الأصول الطائفية و ذلك من أجل الحصول على مطالبهم الاقتصادية والطبقية و لكن ومع الاسف و بالرغم من بقاء هذه الاعتراضات الجماهيرية ضمن الاطر والسياسات التابعة لاحزاب المعارضة البرجوازية القومية و الليبرالية او الدينية ؛
ولكن وبالرغم من احتواء اعتراضاتهم فأن جوهر مطالباتهم يبقى مرتبطا وبشكل جوهري بمعاناتهم الطبقية و حقوقهم العادلة .
والآن و بسبب عفوية و بعثرة الاحتجاجات و النضالات وتسييسها من قبل أطراف أخرى و عدم وجود وغياب حركة سياسية و اجتماعية ثورية وبروح ماركسية حقيقية تعبر عن أمال وتطلعات الطبقة العاملة العراقية و مظلوميها وكذلك ناشطيها الشيوعيون المبعثرون وبالتالي ادت انعكاسات غياب هذه الحركة الماركسية الطبقية للبروليتاريا العراقية الى عدم تلاحمهم ووحدتهم مع الطبقات المظلومة في بقية أنحاء العراق ؛
و من ناحية اخرى فهناك التأثير السلبي لليسار الاصلاحي القومي او العمالي على نضال هذه الجماهير وحصرها في آفاق ضيقة إصلاحية و وابقاء هذه الاعتراضات تابعة للاحزاب البورجوازية المعارضة القومية او الدينية .
وبالرغم من كل ذلك ستبقى هذه الاحتجاجات والانتفاضات الجماهيرية الموجودة ألان مشهدا ثوريا من النضال الطبقي في جميع المحافظات و بالتالي سيبقى مصير و افاق هذه الاعتراضات الطبقية مرهونا بانبثاق و بقدرة التلاحم الطبقي كحركة سياسية واجتماعية واسعة تضم اكثرية البروليتاريا العراقية لكي تقف بوجه كل القوى التي تسعى الى احتواء اعتراضاتهم لصالح الطبقات المالكة داخل السلطة وخارجها ، لتسييس احتجاجاتهم خدمة لانتخاباتهم البرلمانية والمنافسة على المقاعد الوزارية و السلطة الطائفية الموجودة في المركز والإقليم .
ان اية ممارسة احتجاجية او تطبيقات ميدانية او التمرن على النضال في الشوارع او في الميادين الاخرى من النشاطات الجماهيرية اوالنقابية ، ان لم تمتلك الرؤية السياسية والمنظمة في حركة سياسية واجتماعية طبقية منسجمة و وفق رؤية ماركسية حقيقية تسعى الى قلب المنظومة الراسمالية والإطاحة بها و بالتالي تضع امامها هدف إيجاد سلطة اشتراكية علمية لها و الذي يكمن باختصار في مبدأ
( دكتاتوريةالبروليتاريا) ، والتي تعني سلطة الجماهير العاملة وعلى أوسع قدر ممكن من الديمقراطية منها وذلك من خلال قوة مجالسها وتجمعاتهاالثورية ولجانها المسلحة ، وكما ذكر لينين بان
( لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية ) ، فبالتالي سوف تبقى كل هذه النشاطات و الممارسات الميدانية الطبقية محصورا في إطار ضيق واصلاحي، ولن توصل الجماهير الغاضبة وثورته الطبقية ولن تسوقها الى التحرر النهائي .
و اي اخفاق لهذه الحركة الاعتراضية و التمرن و النضال الميداني في الشوارع سيصب في النهاية في مصلحة سلطة البورجوازيين الحكام و يتم قمع الارادة الثورية للطبقات المظلومة المنتفضة كما شاهدناه في تاريخ نضال البروليتاريا العالمية .
والان جاء ذلك اليوم الذي كننا نتمناه بأن يفضح الجيل الناشىء للبروليتاريا الكردية كل هذه السياسات الاصلاحية لليسار القومي والاصلاحيين بشكل عام وهم يتخبطون في سياساتهم ألان و ليس بالإمكان بعد الان من تصحيح هذه المواقف الخاطئة عندما يروا بام أعينهم كيف تطاح و تحرق مقرات و قلاع الاحزاب البرجوازية الكردية من قبل الجماهير الثائرة العفوية و الشبان الغاضبين ؛
وبذلك شكلت هذه الاحتجاجات المراحل البدائية للنضال الطبقي و جسدوا بطاقاتهم العالية عنفوان الثوار الطبقيون في أحلك الاوضاع الراهنة التي يعيشونها فقرا ومذلة اقتصادية وسياسية ؛
وبذلك اثبتوا أنهم مع التلاحم الطبقي لكل البروليتاريا العراقية و ليس فصل بين نضالهم و اقرانهم في الوسط والجنوب والسعي للنضال من اجل إيجاد سلطة اشتراكية علمية بحيث تستطيع ان تخدم جميع الطبقات المظلومة في العراق سواسية و تكبح جماح الطبقات المالكة والتي تسعى الى الحفاظ و البقاء على الدستور البريميري الأمريكي في العراق .
و من جهة أخرى هنالك الافكار الطوباوية المتعلقة بالديمقراطية التشاركية مثل الباحث السوسيولوجي البريطاني (انطوني جيدنر ) و سياسة اللجان المحلية والديمقراطية التمثيلية و كذلك توجهات الكاتب والخطيب والفيلسوف الاشتراكي اللاسلطوي الامريكي ( موري بوكتشين ) MURRAY BOOKCHIN التي تتكلم عن استقلال البلديات الذاتي والتحرري والتي تهدف الى انشاء كومونات او جمعيات محلية للمواطنين الديمقراطيين في القصبات والمدن ، وبالتالي تجميع و توحيد هذه الكومونات اللامركزية و الجمعيات الديمقراطية و التي تحافظ على البيئة في ان واحد في كنفدراليةواحدة .
وهذه الافكار هي تحديدا نوعا من الاشتراكيات الخيالية ، والتي أثرت بالتالي على تصورات ( عبدالله اوجلان) السياسية في السجن ومن ثم تخليه عن قضية "وحدة كردستان الكبرى" والذي كان ينادي به سابقا ، وطرح بديل اخر على ضوء آراء بوكتشين و التي تتلخص في :
( الامم الديمقراطية ، الصناعة البيئىية "الايكولوجية" ، و الاقتصاد الاشتراكي) ؛
و ربما ياتي سائل ويسأل ما ذا يعني بالاقتصادالاشتراكي؟ !
وبالتالي خلق كانتونات موالية لحزب العمال الكردستاني تحت راية هذه الأفكار .
إلى الأمام خطوة بعد خطوة نحو تحشيد كل الطاقات الجماهيرية والسياسية اللازمة لإيجاد حركة ثورية باتجاه نبذ كل السياسات الشوفينية والقومية الضيقة الكردية ، وكل النضالات الاناركية
( الفوضوية) و الاشتراكية الخيالية .
" فلن يخسر البروليتاريون فيها سوى اغلالهم ، و سيكسبون عالما . "
( البيان الشيوعي )

حركة العمال الماركسية
18 / 12 / 2020








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام


.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا




.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال


.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل




.. موجة سخرية واسعة من عرض حوثي للطلاب المتظاهرين في أميركا وأو