الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تخفيض العملة

خالد حامد
كاتب

(Khalid Hamid)

2020 / 12 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


اقدمت الحكومة العراقية في الاوانه الاخيرة ومن خلال البنك المركزي على تخفيض قيمة العملة المحلية امام الدولار الامريكي الهدف وعلى لسانها لسد فجوه التضخم الحاصل في ميزانية عام 2021 بعد انهيار اسعار النفط ومن ناحية اخرى لرفع مستوى الاقتصاد المحلي .عادة تلجأ بعض الحكومات وخاصة في الدول الناميه على اتخاذ هكذا قرار من أجل تعزيز الانتاج المحلي وتقليل استيراد المنتجات من الخارج على اساس وجود منتج مماثل لها يصنع محليا اضافة الى ذلك تعزيز الصادرات المحلية للخارج على اعتبار انها ستكون بأسعار تنافسية هذا من ناحية اقتصادية اما من الناحية السياسية تقدم بعض الحكومات على القيام بهكذا اجراء من باب المنافسة السياسية او الحرب الباردة وهذا ما اقدمت عليه الصين في عام 2019 رداُ على قيام الولايات المتحدة الامريكية برفع قيمة التعريفية الكمركية على الواردات الصينية.بالعودة لقرار البنك المركزي العراقي حسب وجه نضري و الواقع الانتاجي المحلي ناهيكم عن الفساد المستشري في اغلب المفاصل الحكومية هذا القرار سيؤدي الى حدوث مشاكل اقتصادية كبيرة لدى فئات المجتمع المتوسطة و الفقيرة والتي تمثل الشريحه الاكبر في العراق ففي وضعنا الراهن وبسبب السياسة الاقتصادية العرجاء التي مورست منذ عقود قد تم تدمير الانتاج المحلي بعد توقف مئات المصانع الحكومية منها و الاهلية عن الانتاج واعتمادنا بشكل رئيسي على الاستيراد فكل ذو خبرة بسيطه يعلم ان رأس المال جبان وبسبب فتح الحدود على مصراعيها لدخول كافة المنتجات ومن مناشئ مختلفة وعدم سيطرة الحكومة على عملية الاستيراد وضبط العملية الكمركية بشكل صارم ناهيكم اصلا عن الفساد المستشري في اغلب المنافذ الكمركية و عدم السيطرة بشكل كامل على منع دخول البضائع الممنوعه اغلقت الكثير من المصانع المحلية واقدم الكثير من المزارعين على ترك اراضيهم هذا من ناحية القطاع الخاص اما الطامة الكبرى تقع في القطاع العام الشبه مغيب بقصد او بدونه فأغلب المصانع الحكومية مغلقة او خاسرة اضف الى ذالك قرار الحكومات المتعاقبة على منح المستثمر الخارجي حق العمل و الانتاج في المصانع الحكومية مما يساهم بطريقة غيرمباشرة على اخراج هامش الربح من العملة الى الخارج . ان قرار التخفيض لاينجح الا بوجود سلطة قادرة على فرض سياستها على ارض الواقع وان قرار التخفيض لاينجح الا بوجود خلفية انتاجية محلية منتجه اصلا وقادرة على تغطية الاحتياج المحلي ولو بالحد الادنى من كافة المواد الاستهلاكية منها و المعمرة فضلا عن المواد الغذائيه فكلنا يشاهد ويقرء مثلاُ النشرات الدورية التي تنشرها وزارة الزراعة على الدوام بخصوص منع دخول منتج ما بسبب وفرته محليا لكن في المقابل نرى يوميا في الاسواق هذا المنتج الممنوع استيراده منتشر بشكل كبير كيف دخل؟ هنا يجب ان تجيب السلطة على هذا السؤال .ففي ضل الاقتصاد الريعي و اعتمادنا بشكل كبير على تصدير النفط وفي ضل غياب الانتاج المحلي وعدم السيطرة على عملية السلع المستوردة وفي ضل الغياب الشبه كامل للانتاج في المصانع و المعامل الحكومية وفي ضل عدم دعم ارباب المصانع والمهن المتوسطة منها و الصغيرة في القطاع الخاص المحلي سيواجه المواطن الفقيرمشكلة كبيره بسبب أن أغلب ما ياكلة ويشربه ويستخدمه مستورد وفي ضل انخفاض العملة سترتفع قيمه هذا السلع ماديا وستكون على كاهله وحده وسيواجه اياماُ عصبية في المدى المتوسط اياماُ شبيه بحقبه التسعينات من اوجه كثيرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحل الامثل هو ما قاله الحسين بن علي
سمير آل طوق البحراني ( 2020 / 12 / 23 - 03:50 )
الحل الامثل هو ما قاله ونفذه الحسين بن علي شهيد الطف عليه السلام.
فاذا لم يكن من الموت بد ** فمن العار ان تعيش جبانا
على شعب العراق بجميع اطيافه ان يهب هبة واحدة لالقاء حكم المحاصصة في وعاء النفايات والقبض على المجرمين ومحاسبتهم واسترجاع الاموال المسروقة وان ادى ذالك الى فناء ربع الشعب والا على العراق السلام.

اخر الافلام

.. موريتانيا: ماذا وراء زيارة وزيريْ الدفاع والداخلية إلى الحدو


.. إسرائيل وحسابات ما بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة في غزة




.. دبابة السلحفاة الروسية العملاقة تواجه المسيرات الأوكرانية |


.. عالم مغربي يكشف عن اختراع جديد لتغيير مستقبل العرب والبشرية




.. الفرحة تعم قطاع غزة بعد موافقة حماس على وقف الحرب