الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تلاعب إسرائيل بالالفاظ لن يقلل من فظاعة الجرائم الحربية في لبنان وغزة

وليد ياسين

2006 / 7 / 18
الارهاب, الحرب والسلام


قال المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية ميني مزوز، الاحد 16 تموز، انه بصدد اصدار توجيهات عامة "تحدد ما هي الحرب وما هي العمليات العسكرية حسب قانون اساس الحكومة" الإسرائيلية معتبرا أن العدوان على لبنان هو "عمليات عسكرية" وليست حربا!

ويأتي قرار مزوز ردا على مطالبة النائبة زهافا غلؤون لرئيس الحكومة بالاعلان في الكنيست عن تواجد اسرائيل في حالة حرب.

لكن مزوز يبدو كمن يتجاهل حقيقة واضحة وهي أن ما يشهده الشارع الإسرائيلي من حالة فزع وذعر وهروب المواطنين من بيوتهم للنجاة من ضربات الصواريخ التي تأتي ردا على القصف العنيف والجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في لبنان، تفوق بطابعها مشاهد عايشها الشارع الإسرائيلي نفسه حتى ايام الحرب الاولى على لبنان، وفي حروبات اخرى.

ويتجاهل مزوز انعكاس العدوان على لبنان وما يليه من رد فعل للمقاومة على الاقتصاد الإسرائيلي وعلى المدن السياحية التي خلت من السياح وباتت شبه مدن اشباح، كما يتجاهل مزوز الأوامر التي أصدرها وزير الامن عمير بيرتس، امس، باعلان "وضع خاص" في الجبهة الشمالية الاسرائيلية وهو ما يعني اعطاء الضوء الاخضر للجيش لاتخاذ قرارات يتم فرضها على المدنيين كما يجري تماما في حالات الحرب. وتمنح مثل هذه الاوامر للجيش حرية إغلاق المدارس واغلاق شوارع رئيسية أمام حركة السير ومنع تحركات المواطنين واجبار او منع التجار على فتح محالهم وتقديم الخدمات.

ويتجاهل مزوز ايضا نصب بطاريات الباتريوت، وبطاريات صواريخ حيتس في محاولة لاسقاط صواريخ الكاتيوشا، وكلها تؤكد اعتراف إسرائيل بانها تخوض حربا بكل ما تعنيه.

وان كان هذا لا يكغي كي يعتبر مزوز ان ما يجري هو حرب، بل حرب طاحنة، فقد جاء التلفزيون الاسرائيلي ليؤكد ذلك بوصفه لعمليات القصف والتدمير الهائل الذي يخلفه طيران وبوارج الاحتلال الاسرائيلي في لبنان بعمليات "الحصاد"، والحصاد يعني السحق والطحن وهذا لا يتم في عمليات عسكرية اعتيادية بل في حرب شرسة لا تعرف خطوطا حمراء، وهو ما يؤكده قادة إسرائيل صباح مساء، في اعلانهم بشكل واضح وصريح ان هجماتهم لا تعرف خطوطا حمراء ولن تستثني حتى الاحياء المأهولة بالمدنيين.

واذا كان مزوز يعتقد انه يمكن من خلال التلاعب بالالفاظ التقليل من حدة الجرائم التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي في لبنان، وفي قطاع غزة، ايضا، ومحاولة خداع الشعوب بمقولة "الدفاع" عن النفس" فهو واهم، ليس اقل من رئيس حكومة اسرائيل ايهود اولمرت، ووزير امنه سفاح بلدة مروحين، عمير بيرتس، وسفاح قانا، شمعون بيرس الذين يعتقدون انه اذا دعمهم قادة الامبريالية الدولية وبعض حكام العرب في محاولتهم "سحق" المقاومة وزعم "الدفاع عن النفس" فانه يمكن للشعوب، بل ولشعبهم الاسرائيلي، اولا، ان يحافظ على صمته ولا يخرج إلى الشوارع مطالبا بوقف جرائم الحرب. هذا ما بدأنا نشهده في عدة عواصم عربية واسلامية، يوم السبت، وهذا ما بدأنا نشهده في الشارع الاسرائيلي، حتى لو زعم بيرتس ان "الشعب الاسرائيلي يدعم المعركة ولا يتظاهر ضد حكومته مطالبا بوقفها وانما بمواصلة المهمة" كما زعم في حيفا، بعد ساعات قليلة من هجوم خلف في نفوس الاسرائيليين المزيد من الرعب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجات.. مقارنة بين الأمثال والأكلات السعودية والسورية


.. أبو عبيدة: قيادة العدو تزج بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نع




.. مسيرة وطنية للتضامن مع فلسطين وضد الحرب الإسرائيلية على غزة


.. تطورات لبنان.. القسام تنعى القائد شرحبيل السيد بعد عملية اغت




.. القسام: ا?طلاق صاروخ ا?رض جو تجاه مروحية الاحتلال في جباليا