الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسيح والبعل في قصيدة -هو الصوت- إسماعيل حج محمد

رائد الحواري

2020 / 12 / 23
الادب والفن


المسيح والبعل في قصيدة
"هو الصوت"
إسماعيل حج محمد
هو صامتٌ وبصمتهِ يتكلمُ
أعمى يرى لا سمعَ فيه ولا فمُ
قد ثارَ من قبل المسيح بمهدهِ
من نورِ كُوَّتهِ تنارُ الأنجمُ
والصوتُ يَعلو والرعودُ وبرقها
بينَ الغيومِ المثقلاتِ يحمحمُ
وبه الجراحُ كما النبيذِ أو الندى
فيفوحُ عطراً من شذاهُ العندمُ
والفجرُ إذ يأتي إليهِ تيمماً
فالليلُ فيه توضؤٌ وتبلسمُ
صلى على الأسفارِ نزفُ وريدهِ
ما بينَ سجدتهِ وركعتهِ دَمُ
لا تعرفُ الألوانُ إلا نبضهُ
كالنهرِ للأفكارِ وحيٌ مُلهمُ
هوَ للبنانِ كما البنانِ بنانهُ
كلُ الحروفِ بجوفهِ تتبسمُ"
معجزة المسيح الأولى كانت في تكلمه وهو في القماط، " فنَادَىٰهَا مِن تَحۡتِهَآ أَلَّا تَحۡزَنِي قَدۡ جَعَلَ رَبُّكِ تَحۡتَكِ سَرِيّٗا (24) وَهُزِّيٓ إِلَيۡكِ بِجِذۡعِ ٱلنَّخۡلَةِ تُسَٰقِطۡ عَلَيۡكِ رُطَبٗا جَنِيّٗا (25) فَكُلِي وَٱشۡرَبِي وَقَرِّي عَيۡنٗاۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ ٱلۡبَشَرِ أَحَدٗا فَقُولِيٓ إِنِّي نَذَرۡتُ لِلرَّحۡمَٰنِ صَوۡمٗا فَلَنۡ أُكَلِّمَ ٱلۡيَوۡمَ إِنسِيّٗا (26) فَأَتَتۡ بِهِۦ قَوۡمَهَا تَحۡمِلُهُۥۖ قَالُواْ يَٰمَرۡيَمُ لَقَدۡ جِئۡتِ شَيۡ‍ٔٗا فَرِيّٗا (27) يَٰٓأُخۡتَ هَٰرُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ ٱمۡرَأَ سَوۡءٖ وَمَا كَانَتۡ أُمُّكِ بَغِيّٗا (28) فَأَشَارَتۡ إِلَيۡهِۖ قَالُواْ كَيۡفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي ٱلۡمَهۡدِ صَبِيّٗا (29) قَالَ إِنِّي عَبۡدُ ٱللَّهِ ءَاتَىٰنِيَ ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلَنِي نَبِيّٗا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيۡنَ مَا كُنتُ وَأَوۡصَٰنِي بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ مَا دُمۡتُ حَيّٗا (31) وَبَرَّۢا بِوَٰلِدَتِي وَلَمۡ يَجۡعَلۡنِي جَبَّارٗا شَقِيّٗا (32) وَٱلسَّلَٰمُ عَلَيَّ يَوۡمَ وُلِدتُّ وَيَوۡمَ أَمُوتُ وَيَوۡمَ أُبۡعَثُ حَيّٗا (33" بمعنى أن الكلمة هي أول اشارة إلى مكانة المسيح وتميزه عن بقية الناس، كما أن بذرة تكون المسيح كانت كلمة: " يا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۖ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ ۚ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ ۚ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ۘ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا"، إذن قبل أن يواجه المسيح الأخرين بالمعجزات المادية" شفاء المرضى، إحياء الموتى، المشي على الماء، كثر الطعام، وغيرها، كانت الكلمة، وأول شيء فعه التكلم والتحدث إلى أمه ثم إلى أهلها الذي استغربوا وتعجبوا من وجوده، الشاعر "إسماعيل حج محمد" يحافظ على هذا النسق في القصيدة من خلال استخدمه ألفاظا متعلقة بالكلام/بالكلمة/بالنطق: "صامت، وبصمته، يتكلم، سمع، فم، الصوت، يعلو" كل هذه الألفاظ لها علاقة بالكلام/بالكلمة.
ويأخذنا الشاعر إلى بداية البشارة بالسيد المسيح من خلال: "الأنجم"/متابعة المجوس للنجم، ونجد ألفاظا أخرى متعلقة بمعجزات السيد المسيح: مثل عودة البصر للأعمى/ أعمى يرى، مهد المسيح/"المسيح بمهدهِ"، معجزة تحويل الماء إلى خمر في قانا الجليل/" كما النبيذِ فيفوحُ عطراً"، الفجر كوقت مفصلي في حياة المسيح، بعد أن أخبر بطرس أنه سينكره ثلاث مرات قبل صياح الديك/"والفجرُ إذ يأتي"، أهمية ومكانة الصلاة والإنجيل الذي جاء به/" صلى على الأسفارِ"، النهر وتعمده بالماء/"كالنهر".
إذن هناك العديد من الألفاظ المجرد تمكن القارئ من التعرف على أن المقصود هو السيد المسيح، لكننا نجد جذور دينية قديمة ـ البعل/حداد ـ ما زالت عالقة في القصيدة، فعندما استخدم الشاعر:
" والصوتُ يَعلو والرعودُ وبرقها
بينَ الغيومِ المثقلاتِ يحمحمُ
وبه الجراحُ كما النبيذِ أو الندى
فيفوحُ عطراً من شذاهُ العندمُ" فالحديث هنا أقرب إلى "البعل" منه إلى السيد المسيح، فهو راكب السحب، وهو الذي يرسل البرق والرعد كإشارة على اقتراب حضوره، كما أن الحرج التي اصابته بعد معركته مع "الموت/الخنزير البري" نجدها في: "وبه الجراح"، وهذا يأخذنا إلى الأثر الثقافي الذي تركه "البعل" على المجتمع السوري/الفلسطيني حتى أثناء وبعد وجود السيد المسيح، فيبدو وكأن الشاعر يكتب القصيدة في ذلك العصر/الزمن، وما زال يحتفظ بالثقافة الدينية البعلية، لهذا لم تكن القصائد نقية/صافية من آثار البعل، بهذا يكون الشاعر "إسماعيل حج محمد" قد قدم قصيدة ليس في وقتنا الآن، بل في ذلك الزمن، زمن السيد المسيح، وهذا ما يجعل القصيدة (واقعية/حقيقية) وليست متخيلة.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ


.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث




.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم


.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع




.. هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية