الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شفرات حلاقة صالحة للتدوير -12-

علي دريوسي

2020 / 12 / 24
الادب والفن


في الغُربة
تُخيفك أفواج الْحَمام الرمادي
ترسو على القرميد البارد
على هياكل محطات القطارات القديمة
خفقانها يترك في الحلق غُصَّة
هَدِيلُها يملأ الفضاء غموضاً
لا يُطاق صباحاً
كالسّعال الدّيكيّ!
شهقاتها تشبه شهقات الدِّيك
قرقفاتها وخربشاتها
على أفاريز وبراويز النوافذ
لا تقل وحْشِيَّة
عن قرقعة أجراس الكنائس
في عطل نهاية الأسبوع.
في الغُربة تخيفك اِمرأة
لم تأتِ إلى موعدها معك
في مركز قطع التذاكر
في محطة قطار
اِمرأة لم تبادلك رقم الهاتف
ولا العنوان الإلكتروني الصحيح
وأنت تقف مساءً في المحطة
تنظر إلى ساعة الموبايل
تمد رأسك من وراء الرؤوس
تبحلق في قائمة مواعيد الوصول
تخاطب نفسك:
لقد تأخرتْ أكثر من نصف ساعة
القطار اللاحق سيصل بعد ساعة.
تكتب لها رسالة سريعة
الرسالة لا تصلها
تحاول ثانية
الرسالة لا تطير إليها
تكتشف أن الرقم وهم
تغادر المحطة
باحثاً بعيونك الفقيرة
عن بديلٍ للوهم

تخرج من البوابة الرئيسية
وأنت نصف سكران تغمغم
بكلمات للمغنية هيلديغارد كنيف:

"أريد كل شيء
أو لا شيء
ينبغي أن تهطل السماء وروداً حمراء لأجلي
أتمنى أن أفهم
أن أرى كثيراً
لا أريد أن أظل وحيداً
لكن أن أظل حراً. "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -مستنقع- و-ظالم-.. ماذا قال ممثلون سوريون عن الوسط الفني؟ -


.. المخرج حسام سليمان: انتهينا من العمل على «عصابة الماكس» قبل




.. -من يتخلى عن الفن خائن-.. أسباب عدم اعتزال الفنان عبد الوهاب


.. سر شعبية أغنية مرسول الحب.. الفنان المغربي يوضح




.. -10 من 10-.. خبيرة المظهر منال بدوي تحكم على الفنان #محمد_ال