الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عام جديد بلا خيبات بلا أوجاع؟؟

شاكر كريم القيسي
كاتب وباحث , ومحلل سياسي

2020 / 12 / 24
حقوق الانسان


د. شاكر كريم عبد
تسيطر على أفكارنا أمنيات كثيرة في بداية كل عام جديد .ونعقد العزم على تحقيقها. لكن الذي يحدث خلافا للمتوقع . فتنكشف أن طموحاتنا وأمنياتنا أخذت تتراجع إمام المد الجارف. لمتطلبات الحياة اليومية المتسارعة. والتي لاتسمح حتى بالتقاط الأنفاس. فنجد أنفسنا نرحل أمنياتنا إلى العام القادم. وهكذا نطوي سنة أخرى من حياتنا مليئة بالإحزان والآهات والآلام.
فقدنا أحبة كرماء أعزاء علينا خلال السنة المنتهية . التي رحلت عنا ململة أوراقها وماسيها. دماء تسفك وتسيل انهارا. وأرواح تزهق وأشلاء تتطاير .وعويل هنا وبكاء هناك ونحيب هنا ودموع حرقت الأجفان. وأطفال تيتم ونساء ترمل وأخرى تثكل. ودوي تفجيرات وكواتم صوت .وانفلات امني خطير .وإثارة نعرات طائفية محرقة مهلكة تجر الجميع الى نار تسعر لاتبقي ولاتذر. وفساد وسلب ونهب وضياع وخراب ودمار اهلك الحرث والنسل. وصراعات وتناحرات ومهاترات سياسية طائفية وعرقية. وتدخلات إقليمية ودولية. يقابله صمت حكومي او أقوال بلا أفعال ووعود لم تحقق شيئ للناس؟
هكذا رحلت عنا سنة 2020 بعد ان عصف بالبشرية بشكل لم نشهد له مثيلا في حياتنا المعاصرة. اذ لم تكتف الجائحة " كورونا" بضرب اقتصاديات العالم ووقف تنقل البضائع والأموال والبشر متسببة بانهيار الأنظمة الصحية ووفاة الملايين .بل قامت بتمزيق النسيج الاجتماعي .حينما فرضت على البشر عزلة تامة وأطلقت مصطلح( التباعد الاجتماعي) كسلوك واجب في حياتنا الاجتماعية في محاولة يائسة لوقف انتشار الجائحة.
أحلامنا تدوي شيئا فشيئا . سنوات عمرنا متسارعة تطالبنا ولو ببصمة. لكن أمام غول الأزمات وضجيج التسويف لاشيء أمامنا غير صور تلاحقنا. كنظرات تلك الأرملة المفترشة الطرقات من اجل سد رمق أطفالها . أطفال يفترشون الأرصفة و تقاطعات الشوارع وإشارات المرور يستجدون المارة منذ اول ساعات الصباح الى ساعات متأخرة من الليل متحملين برودة الشتاء القارص وحرارة الصيف اللاهب للحصول على بعض الاموال التي تسد رمقهم. شباب يحملون المناديل الورقية ولعب الأطفال وقناني المياه لبيعها. عوائل تعتاش على مكبات النفايات وتسكن تحت الجسور وبين القبور . وصهيل التلفاز ينعي لنا شهداء الانتفاضة التشرينية والكفاءات العلمية وأعداد الموتى بجائحة كورونا كل يوم. بعد ان رحلت الخيرات عن بلادنا.!! يمضي عام وفيه رأينا ماسي العراقيين قائمة دائمة. وليس لها من دون الله كاشفة. يمضي عام وفيه ارتفعت أصوات النفاق يبغون الفتنة وتزييف الحقائق وتضلل الإفهام وتفتري الكذب وتنشر الفتنة.
ينتهي عام من عمر هذه الدنيا ويبدأ عام أخر كما مضى من أعوام تداعت وما زال الوطن في زمن الوهم . قد تداعت عليه دول الغرب الاستعماري والدول الإقليمية كما تداعى الأكلة الى قصعتها وكل يريد حصته دينا اومالا او عرضا أو دما.
مضى عام تعلمنا فيه ان من اعتز بغيرالله ذل. ومن أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه واسخط عليه الناس. ذل قوم بعد عز وخمدت نار بريقهم حينما نشدوا العزة في غير موطنها. ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين. عام مضى وأخر جديد ظهرت فيه انهيار الدولة في الاقتصاد وتراكم للديون وتذمر من العاطلين عن العمل و فرض ضرائب وارتفاع في الأسعار وتدني بسعر صرف العملة الوطنية وانعدام الخدمات. وتكالب الأحزاب على الانتخابات. برامجهم ومطالبهم لاتتجاوز حدود شهواتهم وأغراضهم الدنيئة. يستثمرون المصائب والمحن لتحقيق أهدافهم القذرة ومساعيهم الخبيثة!!
اللهم اجعل عامنا الجديد 2021 مليئا بالتفاؤل وحب الخير .ومليئا بالأفراح والسعادة الدائمة. وبعيدا عن الهموم والإحزان. وان يعم الأمن والأمان والسلام أوطاننا. وكل عام وانتم بألف خير..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات واعتقالات بجامعة تكساس أثناء احتجاجات على دعم إسرائي


.. مراسلة العربية: إسرائيل طلبت إطلاق سراح 20 من الأسرى مقابل ه




.. اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين


.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل




.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر