الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واقع ازدياد تراكيز الرصاص في العراق والمعالجات

سوسن شاكر مجيد
(Sawsan Shakir Majeed)

2020 / 12 / 25
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


اولا: مقدمة:
يعد الرصاص من المعادن السامة الذي يؤثر على العديد من أجهزة الجسم ويلحق الضرر بصغار الأطفال تحديدا. ويوجد الرصاص بشكل طبيعي في القشرة الأرضية، وقد أسفر استخدامه بكثرة عن تلويث البيئة بشكل واسع النطاق وعن تعرض الإنسان لأضراره وإحداث مشاكل كبيرة في الصحة في انحاء كثيرة من العالم.
والرصاص هو من المصادر الهامة لتلويث البيئة اذ ان أنشطة التعدين وصهر المعادن والتصنيع وإعادة التدوير واستمرار بعض البلدان في استخدام الطلاء والبنزين الحاويين على الرصاص.
وتشير منظمة الصحة العالمية الى انه يزيد على الثلاثة أرباع استهلاك الرصاص في العالم هو لأغراض صناعة بطاريات الرصاص الحمضية للسيارات، ويستخدم أيضا في عدة منتجات أخرى، من قبيل الأصباغ والدهانات واللحام والزجاج الملون والأواني البلورية والذخيرة والخزف المزجج والمجوهرات ولعب الاطفال، وكذلك في بعض مستحضرات التجميل والأدوية التقليدية.
وقد تحتوي على الرصاص ايضا مياه الشرب المنقولة بواسطة أنابيب مصنوعة من الرصاص أو الموصولة ببعضها البعض عن طريق لحامها بالرصاص. ويحصل الآن من عمليات إعادة التدوير على معظم الرصاص المستخدم في العالم لأغراض تجارية.
وتشير التقديرات إلى أن معدل تعرض الأطفال للرصاص يسهم سنويا في إصابتهم بنحو 600,000 الف حالة جديدة من حالات العجز الذهني. كما تشير التقديرات إلى أن التعرض للرصاص يستأثر بمعدل وفيات قدره 000 143 حالة وفاة سنويا تلقي بأثقل أعبائها على الأقاليم النامية.
ويتوزع الرصاص في الجسم على الدماغ والكبد والكليتين والعظام ويخزن في الأسنان والعظام حيث يتراكم مع مرور الوقت. وعادة ما يقيم تعرض الإنسان للرصاص عن طريق قياس مستوى الرصاص في دمه. ولا يوجد مستوى معروف من التعرض للرصاص يعتبر آمنا.
ويتعرض بوجه خاص صغار الأطفال لخطر آثار الرصاص السامة ويمكن أن يعانوا من آثار ضارة جسيمة ودائمة تلحق بصحتهم، ولاسيما تلك التي تؤثر على نماء الدماغ والجهاز العصبي.
كما يخلف الرصاص أضرارا طويلة الأجل على البالغين، ومنها زيادة مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والفشل الكلوي. ويمكن أن يتسبب تعرض الحامل لمستويات عالية من الرصاص في الإجهاض وولادة جنين ميت والولادة المبكرة وانخفاض وزن المولود، والإصابة كذلك بتشوهات طفيفة.
ووجد ان نسبة 50% من الأطفال في الهند يعانون من ارتفاع مستوى الرصاص في الدم، كما وجد ان نسبة 6.3% من الاطفال في الولايات المتحدة الامريكية يعانون من ارتفاع مستوى الرصاص في الدم واعدت الحكومة النسبة عالية واتخذت الأجراءات من اجل تخفيضها والوقاية منه.
واعتبرت منظمة الصحة العالمية الرصاص بوصفه واحدا من عشر مواد كيميائية تثير قلقا أساسيا بشأن الصحة العمومية ويلزم أن تتخذ الدول حياله إجراءات لحماية صحة العمال والأطفال والنساء في سن الإنجاب.

اما مصادر التعرض للرصاص وطرقه فهي كثيرة منها:
1- استنشاق جزئيات الرصاص الناجمة عن حرق مواد حاوية على الرصاص، كاستنشاقها مثلا أثناء عمليات الصهر وإعادة التدوير غير الرسمية وتجريد الطلاء الحاوي على الرصاص واستخدام البنزين الحاوي على الرصاص.
2- استنشاق الغبار الملوث بالرصاص وشرب المياه (المنقولة بواسطة الأنابيب الحاوية على الرصاص) وتناول الأطعمة (المحفوظة في حاويات مصنوعة من الرصاص المزجج أو ملحومة بواسطة الرصاص).
3- استخدام بعض المستحضرات والأدوية التقليدية عن التعرض للرصاص.

ان الباحثة ستقوم بمتابعة وتشخيص واقع أزدياد تراكيز الرصاص في العراق من خلال الأطلاع على تقارير ديوان الرقابة المالية المنجزة في هذا المجال
ثانيا: اهداف الدراسة:
1- التعرف على واقع أزدياد تراكيز الرصاص في العراق كما شخصتها تقارير ديوان الرقابة المالية.
2- وضع المقترحات للأصلاح والمعالجة.
ثالثا: المنهجية المتبعة:
اجرت الباحثة عملية تحليل المحتوى للتقارير الصادرة عن ديوان الرقابة المالية الأتحادي فيما يتعلق بواقع أزدياد تراكيز الرصاص في العراق وتم تشخيص اوجه الخلل مع وضع المقترحات للأصلاح والتطوير

رابعا: النتائج:
واقع ازدياد تراكيز الرصاص في العراق
1- زيادة معدلات تراكيز الرصاص في الهواء عن المحدد القياسي البالغ ( 2 مايكروغرام/ م3) وكذلك المعدلات الشهرية والسنوية حيث وصل المعدل السنوي الى اكثر من 3,1 مايكرغرام / م3.
2- لم تلتزم وزارة الصحة والبيئة بالمعايير العالمية الخاصة بنصب محطات مراقبة نوعية الهواء والتي صنفت بموجبها المناطق الى اماكن تعود لوزارة البيئة كمديريات البيئة لذلك فأن النتائج المسجلة لاتعكس الواقع الحقيقي لنسب الرصاص في الهواء.
3- استمرار وزارة النفط باستخدام مادة رابع اثيلات الرصاص في تحسين نوعية البنزين المنتج في شركات التصفية ( الوسط والجنوب) بالرغم من منع استخدامه بموجب المحضر النهائي بخصوص الحد من استيراد مادة رابع اثيلات الرصاص المرقم 131 في 8/4/2013.
4- ضعف اجراءات وزارة النفط في اضافة وحدات هدرجة النفثا ووحدات الأزمرة في مصافي الوسط والجنوب مما أدى الى انتاج بنزين واطيء الأوكتين مما يؤدي الى زيادة نسبة الرصاص في الهواء.
5- عدم وجود فحص ( نسبة الرصاص في الدم) في المركز الوطني للصحة والسلامة المهنية التابع لوزارة العمل والشؤون ألأجتماعية وذلك لعدم توفر الأمكانات والأجهزة مما يؤشر ضعفا في ألأجراءات المتخذة بحماية العاملين في الشركات والمصانع التي يكون الرصاص جزءا من عملياتها الأنتاجية.
6- خلافا لما نصت عليه اتفاقية بازل والخاصة بآلية ادخال النفايات الخطرة عبر الحدود وكذلك التوجيهات الصادرة من الهيئة العامة للكمارك والخاص بعدم ادخال البراميل الملوثة بالمواد الكيميائية مثل الرصاص اتضح دخول اعداد من هذه البراميل من قبل القطاع الخاص واستخداماتها في مجالات عدة بعضها يؤثر على البيئة وصحة الأنسان.
7- اشرت وزارة الصحة وجود 96 حالة تسمم بالرصاص في دم ألأطفال و14 حالة تسمم لدى الكبار في مسح عشوائي غير محدد العينات في بعض المحافظات وقد تركزت الأصابة في محافظتي بغداد وألأنبار وهذا مؤشر على زيادة تراكيز الرصاص في بيئة المحافظات.
8- بينت مديرية المرور العامة ان هناك زيادة في اعداد السيارات بلغت 148% للفترة من 9/4/2003 الى 1/12/2012 ( عدا اقليم كردستان) وهذه الزيادة سببت تلوث الهواء الجوي بمادة الرصاص نتيجة استخدام وقود البنزين واطيء الأوكتين.

خامسا: المقترحات للمعالجة والأصلاح
1- وجوب دراسة زيادة معدلات تراكيز الرصاص عن المحدد القياسي والبالغ (2 مايكروغرام/ م3) وكذلك زيادة المعدلات الشهرية والسنوية واتخاذ الاجراءات اللازمة لخفض تلك التراكيز.
2- ضرورة التزام وزارة النفط بعدم استخدام مادة رابع اثيلات الرصاص في تحسين نوعية الهواء الجوي ووضعها في اماكن يمكنها ان تعكس الواقع الحقيقي لنسب الرصاص في الهواء.
3- اسراع وزارة النفط في اضافة وحدات هدرجة النفثا ووحدات الأزمرة في مصافي الوسط والجنوب لأنتاج بنزين عالي ألأوكتين.
4- ادراج فحص الرصاص في الدم ضمن الفحوصات التي تجري في المركز الوطني للصحة والسلامة المهنية التابع لوزارة العمل والشؤون الأجتماعية وتوفير ألأمكانيات والأجهزة لغرض اجراءه على العاملين في الشركات والمصانع التي يكون الرصاص جزءا من عملياتها الانتاجية.
5- الآلتزام بمانصت عليه اتفاقية (بازل) والخاصة بآلية ادخال النفايات الخطرة عبر الحدود وكذلك التوجيهات الصادرة من الهيئة العامة للكمارك والخاص بعدم ادخال البراميل الملوثة بالمواد الكيميائية مثل الرصاص.
6- ضرورة دراسة حالات التسمم بالرصاص في دم ألأطفال والكبار في محافظتي بغداد والانبار والوقوف على اسباب تلك الحالات.
7- ضرورة دراسة زيادات اعداد السيارات والتنسيق بين مديرية المرور العامة ووزارة التجارة كاستيراد سيارات صديقة للبيئة
8- وضع أستراتيجية وطنية للتقليل من تراكيز الرصاص في الهواء والتربة والماء والدم والادرار من قبل وزارة الصحة والبيئة والتعليم العالي والمنظمات الدولية كمنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للبيئة.
9- اجراء دراسات وطنية واسعة لرصد الملوثات البيولوجية والسيطرة على التلوث البيئي المحلي.
10- ضرورة الكشف المبكر عن مستوى تراكيز الرصاص في دم الاطفال من اجل الوقاية من المشكلة التي يمكن ان تسبب مشاكل صحية على الاطفال مستقبلا.
11- وضع خطة سنوية لتقدير الحاجة الى المهندسين والفنيين والعمال على الملاك الدائم والمؤقت من اجل ضمان مراقبة ومتابعة للتلوث الهوائي في مواقع متعددة من المحافظات.
12- توفير مستلزمات السلامة المهنية للعمال في المصانع والمستشفيات واجراء الفحص الصحي عليهم من قبل وزارة الصحة.
13- تجهيز بيئة المحافظات باحتياجاتها من الآليات المستخدمة لقياس كمية الغبار ومركبات الرصاص وغيرها.
14- فرض غرامات مالية من قبل مديريات البيئة في المحافظات على المعامل والمصانع غير المرخصة وخاصة (أفران الصمون، المحطات الكهربائية ومصانع الدهان والمولدات وغيرها) والتي تسبب التلوث في الهواء والماء والتربة.
15- توعية المجتمع بخطورة التلوث الهوائي بمادة الرصاص لما له من تأثير على صحة الإنسان والطفل بشكل خاص من قبل منظمات المجتمع المدني ووزارتي الصحة والبيئة العراقية .
16- اصدار الأدلة الخاصة بالتوعية بمخاطر التلوث بالرصاص وتوزيعها على المصانع والمعامل والمستشفيات وطلاب المدارس والجامعات وغيرها.
17- اعداد المسوحات وتأسيس قاعدة بيانات حول مصادر ومواقع التلوث بالرصاص في جميع المؤسسات الصحية والصناعية في القطاع الحكومي والخاص.
18- تطبيق المعايير الدولية الخاصة بالمحافظة على نظافة الهواء ونقاوته من خلال الاستفادة من دليل منظمة الصحة العالمية والأدلة الأخرى في مجال تقليل تركيز الرصاص.
19- دعوة الخبراء من منظمة الصحة العالمية ودول الأتحاد الأوروبي من اجل تنفيذ ورش العمل والأستفادة من الخبرات والتجارب في هذا المجال.
20- الإسهام والمشاركة في نشر الأبحاث والتجارب في مجال مستويات وتأثيرات تركيز الرصاص في العراق ونشرها في المجلات العربية والدولية
21- ضرورة عرض الموضوع على مجلس النواب ومجلس الوزراء من اجل اصدار التشريعات الخاصة به والتخفيف من حدة المشكلة التي يعاني منها المجتمع.
22- ضرورة التزام وزارة الصحة والبيئة بالمعايير العالمية الخاصة بنصب محطات مراقبة نوعية الهواء ووضعها في اماكن يمكنها ان تعكس الواقع الحقيقي لنسب الرصاص في الهواء.
23- اسراع وزارة النفط في اضافة وحدات هدرجة النفثا ووحدات الأزمرة في مصافي الوسط والجنوب لآنتاج بنزين عالي الأوكتين
24- ادراج فحص الرصاص في الدم من ضمن الفحوصات التي تجرى في المركز الوطني للصحة والسلامة المهنية التابع لوزارة العمل والشؤون الأجتماعية وتوفير الأمكانيات لغرض اجراءه للعاملين في الشركات والمصانع التي يكون الرصاص جزءا من عملياتها الأنتاجية
25- عدم ادخال البراميل الملوثة بالمواد الكيميائية مثل الرصاص








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية


.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ




.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع


.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص




.. زعيم جماعة الحوثي: العمليات العسكرية البحرية على مستوى جبهة