الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب الناعمة .. واشعال حرب شيعية شيعية بالعراق والمنطقة !/ 2

وداد عبد الزهرة فاخر

2020 / 12 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


واستطاعت أمريكا وسفارتها في العراق الاستفادة من ظروف خلقتها الأطراف المتحاصصة الحاكمة في العراق ، بالتوافق والتضامن مع بقايا البعث العفلقي من التحضير لما سموه بـ " ثورة اكتوبر " ، رغم ان العراقيين وفق التقويم الشرقي لا يستخدمون لفظة اكتوبر لشهر تشرين مثلهم مثل سوريا ولبنان ، لذلك تحور اسم " ثورتهم الجوكرية" لـ " ثورة تشرين " بعد ان تنبهوا لخطأ من خطط لإطلاق هذا الاسم ، التي لاط بها كل من هب ودب ممن هم من داخل العملية السياسية من قوى وأحزاب معروفة التوجه ، وقوى خارجية جمعت النطيحة والمتردية حولها ، والكثير ممن عرفوا بأنهم السبب الرئيسي لفشل الثورات الشعبية الحقيقية ، والذين يطلق عليهم " حثالة البروليتاريا " ، الذين عاثوا بمناطق وسط وجنوب العراق فسادا ، وبدعم ظاهر ومكشوف من اطراف ادعت " الثورية " ، كبائعة البيبسي ، واللبلبي ، وعربات تنقل صناديق الماء والعصير ، ومختلف الاطعمة والاشربة ، وأموال توزع بدون اي حساب دفعتها جهات سعودية وخليجية تصدرتها ما يطلق عليها اسم " دولة الإمارات العربية المتحدة " ، والتي لا تعدو كونها حارات متباعدة نسبيا جمعت على شكل اتحاد أطلق عليه هذا الاسم ..

وكان للبعث ، وقوى طائفية متخفية خلف شخوص وأسماء وتيارات غريبة دورا فاعلا في هذه " الثورة" الغريبة التي كان من نتاجها تعليق شاب صغير أمام مسكنه ، وعلانية وبطريقة ارهابية تقشعر لها النفوس بحجة اطلاقه النار على " الثوار" !!!. ناهيكم عما حدث من تخريب وحرق ، وتدمير ، ومنع الطلبة من تلقي العلم ، والموظفين من الدوام ، وانجاز المعاملات الرسمية ، وفق مجاميع ارهابية نسق عملها ونظم من قبل صانعي تلك " الثورة " الغريبة من خلف الحدود .

والأغرب من كل ذلك ، وقوف الحكومة موقفا خائفا متفرجا على كل ما يجري ، مصحوبا بثناء غريب من قبل خطيب جمعة كربلاء المناوب ، الذي يتحدث باسم المرجعية ، والذي لم يستنكر بطريقة حازمة ما يجري من تخريب وقتل وتدمير وحرائق تطال المال العام والخاص ، والتحريض على الاقتتال بين أبناء المدن الواحدة ، تمهيدا لإشعال نار حرب اهلية بين أبناء وسط وجنوب العراق ، بل يشير الى ذلك بصورة خجلة ودون التعمق ، وإبداء الحزم المطلوب ..

ورغم أن هناك من عرف ممن يمارس القتل للطرفين الأمن والمتظاهرين، وظهرت دلائل جنائية وأمنية واستخبارية على ذلك ، حتى هروبه من ساحات ما يسمى بالتظاهر الى شمال العراق ، ظل جميع المدفوعين من " قادة " التظاهر يطلقون التصريحات والاشاعات لتوجيه التهم نحو القوات الامنية التي اهينت بشكل غريب ولاول مرة بتاريخ العراق وبهذا الشكل المهين، وسجلت لافرادها مختلف الاصابات الخطرة .

ثم جاءت طلقة الرحمة من قبل خطيب كربلاء تطلب من رئيس الحكومة الانسحاب ، بإعلان استقالته بدل إسناده ، وحمايته ، دون إيجاد أي ذرائع للدفاع عنه .

هكذا اخذ المشهد المسرحي بالتصاعد ، بينما هناك من يزيد النار اشتعالا من السفارة بالمنطقة الخضراء ، وقنصليتها بالبصرة ، وواشنطن ، وتركيا واربيل ، مصحوبا بتحريض وتأجيج لاشعال نار الفتنة من فضائيات داخلية ، وخارجية تصدرتها العربية الحدث والحرة وغيرها ..

ومع كل ذلك لم يستطع لا من يتحرك بالداخل ، ولا من يحرض بالخارج ، او يصفق من اليسار واليمين الحزبي العراقي وفق حلف يطلق عليه سياسيا اسم " حلف الكراهية " ، ان يشعل جذوة الحرب الاهلية التي تقترب أحيانا من الاشتعال ثم تخبو تدريجيا ..

فقد كان هناك وعي جمعي داخلي عزل كل اولئك الذين اتحدوا داخل " حلف الكراهية" ، وزاد من غضب الناس ممن اعتزلوا الفتنة ، وخاصة أصحاب الحقوق الحقيقية المطالبين بتوفير عيش كريم لهم من الخريجين والعاطلين لسنوات عن العمل من هذه العزلة التي احس بها " ثوار " السفارة ، و " رجالها " الملطخي السمعة ، خاصة بتصاعد تصرفات " حثالة البروليتاريا " من حاملي قناني المولوتوف من الصبيان الذين لا علاقة لهم لا بالعلم ولا بالثقافة ، ولم يكمل معظمهم حتى مرحلة الدراسة الابتدائية ..

فقد فزع العراقيون من وسط وجنوب العراق لما يرونه من حرق وتخريب وقتل عشوائي ، وسرقات ، وخاوه لاصحاب المحلات بحافظ القاضي والشورجة وفق مقولة " ادفع او نحرق محلك" وهناك فيديوهات تثبت هذا.

وما زاد الطين بله كما يقال ان العديد من " فرسان السياسة" الامريكية الجديدة بالعراق ، ركبوا الموجة الخطرة ، ووجهوا اعوانهم ، ومريديهم نحو ساحات التظاهر المزعومة ، وشاركوا بكل ما حصل من خلخلة للامن ، وإسقاط هيبة الدولة ، والتمهيد لما يحصل حاليا في العراق من خراب اقتصادي وسياسي ، وتسلط شخوص لا علاقة لها بادارة او تنظيم الدولة ، واقتصادها ، بالتربع على كرسي السلطة الذي أفرغ من كل محتواه المفترض به ان يكرس من اجل خدمة الشعب …


يتبع …..



* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج من حملة مكعب الشين الشهير


www.saymar.org



24 . 12 . 2020








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدرب أرسنال يعلق لشبكتنا على خسارة لقب الدوري.. وهذه الرسالة


.. إصابة طفيفة لجندي إسرائيلي بعد دهسه من قبل سيارة رفضت التوقف




.. بايدن: لأول مرة في التاريخ الأمريكي يسعى رئيس سابق ومجرم مدا


.. -سابقة تاريخية-.. الإعلان عن أول مدينة أمريكية تقرّ قانونًا




.. لطقات جوية تظهر ثوران بركان كيلاويا في هاواي