الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جلجلة الصحفي الحقِّ

مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)

2020 / 12 / 25
الصحافة والاعلام


حوار أجراه فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع مع مصعب قاسم عزاوي.

فريق دار الأكاديمية: هل تعتقد بإمكانية إحياء الصحافة والإعلام العربيين من حالة مواتها النخري كما وصَّفتها في غير مرة؟

مصعب قاسم عزاوي: نزعة الإنسان لكشف الحقيقة والتفكير المجتهد لفهم آليات عمل شبكة العلاقات التي يعيش فيها، و الميل العفوي لاستكناه أي عوار مستبطن في صيرورتها قد يهدد كينونته البيولوجية، مكوِّن فطري في بينان عقل الإنسان، وهو ما يعني أنه سوف يكون هناك دائماً مجتهدون، وجنود مجهولون يكدُّون لكشف الحقيقة، وهو ما يبرر ذلك السعار لإلهاء الإنسان من قبل الفئات المسيطرة والمهيمنة كونياً، لإبقائه منشغلاً وغير قادر على الالتفات للتفكر بحقيقة ما يجري حوله من حقائق تعتمل وراء ستار مصطنع يراد منه إخفاء حقيقتها، ووجهها الحقيقي المخاتل والدميم في غالب الظروف والأحايين.

وفيما يتعلق بوسائل الإعلام العربية المسيطرة، فغالبيتها المطلقة إما تابعة لحكومات عربية، أو مؤسسات تمولها تلك الحكومات، أو شركاء لتلك الحكومات في عملهم المنهجي المنظم كليانياً في «الفساد والإفساد» قد يحلوا لهم «الاستثمار» في الحقل الإعلامي كجزء من دورهم الوظيفي في منظومة «التخريب والنخر المجتمعي»، بالإضافة إلى أن العمل في الحقل الإعلامي طريقة منمقة ومبهرجة لغسيل الأموال القذرة التي تتراكم في جيوب أولئك الشركاء لقاء دورهم الوظيفي في نهب وإفقار وتذرية المجتمعات المدنية العربية على كل المستويات عمقاً و سطحاً، و عمودياً و أفقياً.

ويضاف إلى ذلك طيف واسع من المؤسسات الإعلامية التي تحاول توطيد نفسها كمؤسسات إعلامية مستقلة، ومن ثم لا تستطيع الصمود في وجه العوائق البيروقراطية و الأمنية التي لا تخلو جعبة «الدول الاستبدادية» من أشكالها وتلاوينها، وهو ما يقتضي في المآل الأخير من أولئك العاملين فيها القبول باستبطان ذلك «الرقيب الداخلي» غير المعلن، والانتقال إلى مستوى من السطحية في مقاربة الحقائق لا يخدش «الرهافة الشيطانية للساسة الأمنيين ومصالحهم»، ويقود بتلك المؤسسة لاحقاً للخضوع إلى قوانين الانخراط في عدم «إقلاق راحة المعلنين فيها، وشبكة المصالح التي يمثلونها» بشكل يضمن انتظام تلك المؤسسة الناشئة شاءت أم أبت في نسيج «الحطام الاجتماعي والفكري» الذي أسست له الدول الاستبدادية الأمنية في عالمنا العربي.
والحال في العالم الغربي ليست أفضل بكثير، إذ أنه وعلى الرغم من عدم وجود «الهراوة الأمنية» بشكل مباشر قد ينتج عنه تعذيب جسدي بربري وإفناء بالحديد والنار على طريقة العسس والبصاصين والجلادين العرب، فإن التهميش، والاتهام بالراديكالية، والدعاوى القضائية المختلقة، التي لا هدف منها سوى تشويش وترهيب أي صحفي حر، وترويضه للقبول واستبطان «الرقيب الداخلي» بشكل يضمن عدم اقترابه من كشف الحقائق التي قد تؤثر سلباً على مصالح الفئات المهيمنة على الاقتصاد والمجتمع في العالم الغربي. والأمثلة على ذلك كثيرة من قبيل ما حصل ويحصل لمؤسس شبكة ويكيليكس الإعلامية المظلوم جوليان آسانج، ومؤسس شبكة إنترسبت الإعلامية غلين غرينولد من ملاحقات قضائية لا تنتهي، وغيرهما كثير في قائمة الصحفيين القلائل الذين لا زالوا صامدين في دأبهم لكشف الحقيقة وإشهارها بالشكل الذي يفترض بكل صحفي وإعلامي حقٍّ القيام به.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلمو بريطانيا.. هل يؤثرون على الانتخابات العامة في البلاد؟


.. رئيس وزراء فرنسا: أقصى اليمين على أبواب السلطة ولم يحدث في د




.. مطالبات بايدن بالتراجع ليست الأولى.. 3 رؤساء سابقين اختاروا


.. أوربان يثير قلق الغرب.. الاتحاد الأوروبي في -عُهدة صديق روسي




.. لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.. فرنسا لسيناريو غير مسب